المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجوع الشافي


adnan
10-10-2013, 10:04 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين


الجوع الشافي

دواء القلوب القاسية و المريضة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141a216ee489674e&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1



فوائد الصوم العلاجية :



ومن أعظم آثار الصوم شأنا وأنصعها برهانا

وأعلاها خطرا :



1. الحرية :

أفضل ما في الصوم أنه يحرِّر الإنسان من سلطان غرائزه وقيود شهواته

ويتيح له أن ينطلق من سجن جسده ، ويتحكم في مظاهر حيوانيته

ويلتحق بالملائكة في السمو إلى المستوى الإيماني الرفيع ،

وصون حواسه عن الشرور والآثام ،

إنه كسر القيد الثقيل وتنسم نسائم الحرية

وهل الحرية إلا حرية القلب؟!



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فإنَّ أسْرَ القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد

البدن ؛ فإن من استُعْبِد بدنُه واستُرِقَّ وأُسِر لا يبالي إذا كان قلبُه مستريحا

من ذلك مطمئنا ، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص ؛ وأما إذا كان القلب

- الذي هو مَلِك الجسم - رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله ؛ فهذا هو الذلُّ ،

والأسرُ المَحْض ، والعبودية الذليلة لما استعْبد القلب ، ولو كان في

الظاهر ملكَ الناس ؛ فالحريةُ حرية القلب ، والعبودية عبودية القلب "

.

فلينزل هذا الدواء على قلبك نزول الماء

من الظمآن كما أوصاك بذلك رسول الله :



( ألا أُخبِركم بما يذهب وَحَر الصدر؟

صوم ثلاثة أيام من كل شهر )



ووَحر الصدر :

غِشُّه ووساوِسُه ، وقيل : الحِقْد والغَيْظ والعَداوَة ، وقيل : أشدُّ الغَضَب ،

وهي كلها أمراض قلوب يقضي عليها الصوم كما أخبر بذلك الحبيب

ويُقال إِن أَصل هذه الكلمة من الدُّوَيْبَّة التي يقال لها الوَحَرَة ، فشبَّه

النبي العداوة والغلَّ ولصوقها بالصدر بالتصاق الوَحَرَةِ بالأَرض

ومع هذا يقضي الصوم على كل هذا ، وذلك في ثلاثة أيام فقط إذا حافظت عليها.



وأشار إلى فاعلية هذا الدواء مقارنة بغيره من الأدوية

في قوله لأبي أمامة :



( عليك بالصوم ، فإنه لا مِثْل له )



وفي رواية :



( لا عدل له )



‏ ‌إنه قطع الطريق على الشيطان ومباغتته وإتيانه من حيث لا يحتسب.



أما عن سِرِّ فاعلية الدواء وسبب قوته

فقد أوجزها أبو قدامة في سطرين اثنين فحسب حين قال :

" أنه قهر لعدو الله ، لأن وسيلة العدو الشهوات ، وإنما تقوى الشهوات

بالأكل والشرب ، وما دامت أرض الشهوات مخصبة ، فالشياطين

يتردَّدون إلى ذلك المرعى ، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك " .



وهذا ما شاهده أحمد بن أبي الحوارى أمام عينيه حين قال :

خرجت مع أبي سليمان الداراني ، فمررنا على زرع ، وإذا طائران

يلقتطان الحب ، فلما شبعا أراد الذكر الأنثى ، فقال : " يا أحمد

انظر فيما كان ؛ لما شبعا دعته بطنه إلى ما ترى " .



ولأن الروح سماوية علوية ، والجسد أرضى سفلي ، وكانت منافذ الروح

تُغلق بالشبع وملء البطون ، وتُفتح بالصوم ومكابدة الجوع ، ذلك

أن الصوم يُضعف سيطرة البدن على الروح ، فتتحرر تلك النفحة العلوية

في الإنسان من براثن الجسد والشهوات المقيِّدة ، وتنتصر على

ما كان يغلبها في الماضي ،



ولسان حال القلب :

وانكسر القيد يا روحي وحانت ساعة النصر



2. التدريب التربوي :

ومن آثار الصوم كذلك التغلب على نزعات الشهوة ، واتخاذ الكف

عن الطعام والشراب وسيلة تدريبية إلى كفِّ اللسان عن السب والشتم

والصخب ، وإلى كفِّ اليد عن الأذى والبطش ، وإلى كفِّ البصر

عن النظرة الخائنة ، وإلى كفِّ السمع عن الإصغاء للغيبة والنميمة

وأي قول يُرضي الشيطان ويغضب الرحمن



ولهذا قيل :

إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء ، وإذا شبعت جاعت كلُّها.

adnan
10-10-2013, 10:04 PM
إن من أهم فوائد الصوم كذلك تيقن المريض بإمكانية الشفاء وعدم

استحالته ، والاطمئنان إلى وجود القدرة النافذة والإرادة المُنجِزة طوال

ساعات الصوم ، مما يجعل الاستمرار على الاهتداء أسهل

والمداومة ممكنة إذا وُجِدت النية.



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141a216ee489674e&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1



يقول ابن القيِّم مبيِّنا الحقيقة السابقة :

" وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة ،

وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها

أفسدتها ، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحَّتها ؛ فالصوم

يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات " .



ولهذا جاء رمضان جرعة إجبارية سنوية يتناولها كل مسلم ، لينال

الجميع من هذه الجرعة الحد الأدنى والفائدة الأساسية المرتجاة فضلا

من الله ونعمة.



3. صناعة النفس الذلول :

كما تجمح الدابة أحيانا فتهوي بصاحبها ، كذا تجمح النفس أحيانا كثيرة

فتهوي بصاحبها إلى مهاوي سحيقة من غضب الله وسخطه ، وتفور كما

تفور القِدر إذا استجمعت غليانا ، لذا ألزمنا الله سبحانه بالصوم حتى

إذا جاع العاتي منا وظمئ ذلَّت نفسه ، وتصدَّع كبره وفخره ، وأحس أنه

- مهما أوتي - فهو مسكين تُقعده اللقمة إذا فُقدت ، وتُضعفه جرعة الماء

إذا مُنعت ، وهنالك ينزل من عليائه ويخفِّف من غلوائه ، ويعترف بفضل

الله عليه حتى في كسرة الخبز ورشفة الماء ، ومتى عرف فضل

الله تواضع ، ومتى تواضع استقام ، ومتى استقام شُفي مما

عاناه من بغي وعتو واستطالة وعلو.

إنها القوة المكتسبة من الصوم ولو كنت في أدنى درجات القوة

وقهر الضعف ولو كنت غارقا في لجة الضعف ،



4. قتل بذور الشر :



قال ابن القيم :

" وأما فضول الطعام : فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر ؛ فإنه يحرك

الجوارحَ إلى المعاصي ، ويثقلُها عن الطاعات ، وحسبك بهذين شرا ،

فكم من معصية جَلَبها الشبعُ ، وفضول الطعام ، وكم من طاعة حال دونها

؛ فمن وُقِي شرَّ بطنه ؛ فقد وُقِي شراً عظيما ، والشيطان أعظم

ما يتحكَّم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام " .



إلى أن قال رحمه الله :

" ولو لم يكن من الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله

عز جل ، وإذا غفل القلب عن الذكر ساعةً واحدةً جَثَم عليه الشيطانُ

ووعده ، ومنَّاه ، وشهَّاه وهام به في كل وادٍ ؛ فإن النفس إذا شبعت

تحرَّكت ، وجالت وطافت على أبواب الشهوات ،

وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت " .



إنها الحماية الأكيدة والدفاع المتين والوقاية من كيد الشيطان

والتي بدورها تؤدي إلى الوقاية من النيران.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم



( الصيام جُنَّة ، وهو حصن من حصون المؤمن )



أخي .. كيف تجمع مع النوم الشبع؟!

إن لم يكن قيام فصيام ، في متناول يديك شفيعان ؛

إن فاتك الأول فعليك بالثاني ،

وإلا لم تجد من يقف بجوارك يوم لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه.



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=141a216ee489674e&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1



5. دواء الدنيا والآخرة :

قال مالك بن دينار لحوشب :

لا تبيتن وأنت شبعان ، ودع الطعام وأنت تشتهيه ، فقال حوشب :

هذا وصف أطباء أهل الدنيا. قال : ومحمد بن واسع يستمع كلامهما ،

فقال محمد : نعم ، ووصف أطباء طريق الآخرة ، فقال مالك :

" بخ بخ للدين والدنيا " .



وقد كان أسلافنا الكبار ينهون عن كثرة الأكل ؛ ويقولون :

المعدة بيت الداء



وقد قال لقمان لابنه :

يا بني! إذا امتلأت المعدة ، نامت الفكرة ، وخرست الحكمة

وقعدت الأعضاء عن العبادة ،



حتى حاتم الطائي قال وهو في الجاهلية :

فإنَّك إن أعطيتَ بطنك سؤله وفرجَك نالا منتهى الذمِّ أجمعا



وقد غدت السمنة داء العصر ، وهي تنتج إما عن إسراف في تناول الطعام

، أو الضغوط النفسية أو الاجتماعية مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة ،

والصوم يقضي على العاملين معا ويولد الاستقرار البدني والنفسي ؛

نتيجة الجو الإيماني المحيط بالصائم والذكر والعبادة

، وتهذيب النوازع والرغبات ، وتوجيه الطاقة النفسية

توجيها إيجابيا نافعا.


منقول