adnan
12-05-2013, 10:11 PM
الأخت / الملكة نـــور
قصص رواها النبي صلى الله عليه و سلم ( 8 )
بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي
القصة التاسعة و الثلاثون
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142c25b610440598&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
صورتان من المروءة
قال الأب لابنه : كن من أصحاب المروءة ؛ يا بني .
قال الابن : وما المروءة يا أبتِ ؟
قال الأب :المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتُها الإنسانَ على الوقوف
عند محاسن الأخلاق وجميل العادات . من حازها كان رجلاً كاملاً ،
ومؤمناً صادقاً ، لا يعرف من الشيم إلا أحسنها ، ومن الحياة إلا أشرفها .
قال الابن : جزاك الله خيراً ؛ يا والدي ، أفلا ذكرتَ لي بعض صورها ؟.
قال الأب : لك ذلك يا ولدي الحبيب .
أما الصورة الأولى : فقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم
في حق أخيه موسى عليه الصلاة والسلام .
قال الابن : كلي آذان صاغية يا أبي ومعلمي ، فهاتها حفظك الله ورعاك .
قال الأب : رأى عيسى عليه السلام رجلاً يسرق ،
فألطف له في الكلام معاتباً ومعلماً ، ونبهه إلى أنه يراه يسرق ...
فما كان من الرجل إلا أنه أنكر فعل السرقة ، وأقسم بالله كذباً ومَيْناً ،
فقال : كلا ، والله الذي لا إله إلا هو ، ما سرقت .
إن لفظ الجلالة عند أصحاب المروءة وأهل الإيمان مقدس ،
فلا يتصورون أن يحلف به الإنسان كاذباً ،
وإن كانوا متيقنين من كذبه وسوء فعلته .
عندما سمع عيسى عليه السلام الرجل يقسم أنه لم يسرق تناسى تماماً
هذا الأمر ، وقال كلمته التي تلقفها الدهر ،
وكتبها بأحرف من نور في سجل سيدنا عيسى ، فصارت خالدة مدى الدهر :
" آمنْتُ بالله وكـذ بْتُ عيني "
قال الابن : ما أعظم أهل المروءة ، وما أرهف إحساسهم !
قال الأب : وصورة آخرى رائعة تدل على دقيق شعورهم .
هذا رجل كان في شبابه نبّاشاً للقبور ، يعتدي على حرمة الأموات ،
فلما حضره الموت ، وتذكر ما كان يفعله أوصى أهله .
فقال : إذا أنا مِتّ فاجمعوا لي حطباً كثيراً ، وأوقدوا فيه ناراً ،
حتى إذا أكلت النار لحمي ، وخلصَت إلى عظمي ، فأحرقَـَتـْه فخذوا عظامي ،
فاطحنوها ، ثم انظروا يوماً حارّاً شديد الرياح ، فاذ روه في اليم .
ففعل أولاده ذلك .
إن الله تعالى القادر على خلقه من نطفة جمعه ثانية ،
فقال له : لِم فعلتَ ذلك ؟
قال الرجل : من خشيتك يا ربّ ، لقد كان ذنبي عظيماً .
وعرف الله تعالى عميق إحساس الرجل بالذنب وخوفـَه من العقاب المرعب
حين يقف أمام رب العزة القادر على كل شيء ، فغفر له وتلقـّاه برحمته .
[ اللهم ؛ يا رحمن؛ يا رحيم ؛ يا غافر الذنب ، وقابل التوب ؛
ارحمنا إذا صرنا إليك ، وتب علينا ، فررنا إليك من عذابك ،
ولجأنا إليك من عقابك ، وأنت اللطيف الودود ] ..
أفر إليك منك ، وأين إلاّ إليك يفر منك المستجيرُ ؟
المراجع :
صحيح البخاري
كتاب : بدء الخلق
باب : " واذكر في الكتاب مريم "
قصص رواها النبي صلى الله عليه و سلم ( 8 )
بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي
القصة التاسعة و الثلاثون
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=142c25b610440598&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
صورتان من المروءة
قال الأب لابنه : كن من أصحاب المروءة ؛ يا بني .
قال الابن : وما المروءة يا أبتِ ؟
قال الأب :المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتُها الإنسانَ على الوقوف
عند محاسن الأخلاق وجميل العادات . من حازها كان رجلاً كاملاً ،
ومؤمناً صادقاً ، لا يعرف من الشيم إلا أحسنها ، ومن الحياة إلا أشرفها .
قال الابن : جزاك الله خيراً ؛ يا والدي ، أفلا ذكرتَ لي بعض صورها ؟.
قال الأب : لك ذلك يا ولدي الحبيب .
أما الصورة الأولى : فقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم
في حق أخيه موسى عليه الصلاة والسلام .
قال الابن : كلي آذان صاغية يا أبي ومعلمي ، فهاتها حفظك الله ورعاك .
قال الأب : رأى عيسى عليه السلام رجلاً يسرق ،
فألطف له في الكلام معاتباً ومعلماً ، ونبهه إلى أنه يراه يسرق ...
فما كان من الرجل إلا أنه أنكر فعل السرقة ، وأقسم بالله كذباً ومَيْناً ،
فقال : كلا ، والله الذي لا إله إلا هو ، ما سرقت .
إن لفظ الجلالة عند أصحاب المروءة وأهل الإيمان مقدس ،
فلا يتصورون أن يحلف به الإنسان كاذباً ،
وإن كانوا متيقنين من كذبه وسوء فعلته .
عندما سمع عيسى عليه السلام الرجل يقسم أنه لم يسرق تناسى تماماً
هذا الأمر ، وقال كلمته التي تلقفها الدهر ،
وكتبها بأحرف من نور في سجل سيدنا عيسى ، فصارت خالدة مدى الدهر :
" آمنْتُ بالله وكـذ بْتُ عيني "
قال الابن : ما أعظم أهل المروءة ، وما أرهف إحساسهم !
قال الأب : وصورة آخرى رائعة تدل على دقيق شعورهم .
هذا رجل كان في شبابه نبّاشاً للقبور ، يعتدي على حرمة الأموات ،
فلما حضره الموت ، وتذكر ما كان يفعله أوصى أهله .
فقال : إذا أنا مِتّ فاجمعوا لي حطباً كثيراً ، وأوقدوا فيه ناراً ،
حتى إذا أكلت النار لحمي ، وخلصَت إلى عظمي ، فأحرقَـَتـْه فخذوا عظامي ،
فاطحنوها ، ثم انظروا يوماً حارّاً شديد الرياح ، فاذ روه في اليم .
ففعل أولاده ذلك .
إن الله تعالى القادر على خلقه من نطفة جمعه ثانية ،
فقال له : لِم فعلتَ ذلك ؟
قال الرجل : من خشيتك يا ربّ ، لقد كان ذنبي عظيماً .
وعرف الله تعالى عميق إحساس الرجل بالذنب وخوفـَه من العقاب المرعب
حين يقف أمام رب العزة القادر على كل شيء ، فغفر له وتلقـّاه برحمته .
[ اللهم ؛ يا رحمن؛ يا رحيم ؛ يا غافر الذنب ، وقابل التوب ؛
ارحمنا إذا صرنا إليك ، وتب علينا ، فررنا إليك من عذابك ،
ولجأنا إليك من عقابك ، وأنت اللطيف الودود ] ..
أفر إليك منك ، وأين إلاّ إليك يفر منك المستجيرُ ؟
المراجع :
صحيح البخاري
كتاب : بدء الخلق
باب : " واذكر في الكتاب مريم "