adnan
02-13-2014, 08:32 PM
الأخت / الملكة نـــور
فائدة الإيمان بالله وحده
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14401e45a9ece3c5&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
لما سلم آدم أصل العبودية لم يقدح فيه الذنب:
( ابن آدم , لة لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني
لا تشرك بي شيئا, لقيتك بقرابه مغفرة )
أخرجه مسلم في الذكر والدعاء 4\2068 (22) عن أبي ذر. وابن ماجه
الترمذي وأحمد , و قراب الأرض هو ما يقارب ملأها, بكسر القاف .
لما علم السيد أن ذنب عبده لم يكن قصدا لمخالفته ولا قدحا في حكمته,
علمه كيف يعتذر إليه :
{ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ }
البقرة 37 .
العبد لا يريد بمعصيته مخالفة سيده ولا الجرأة على محارمه , و لكن
غلبات الطبع , و تزيين النفس والشيطان , و قهر الهوى , و الثقة بالعفو
, و رجاء المغفرة , هذا من جانب العبد .
وأما من جانب الربوبية فجريان الحكم , و إظهار عز الربوبية وذل
العبودية وكمال الاحتياج , و ظهور آثار الأسماء الحسنى : كالعفو
و الغفور و التوّاب و الحليم , لمن جاء تائبا نادما , و المنتقم والعدل
و ذي البطش الشديد لمن أصر و لزم المعرّة (الإثم والجناية) .
فهو سبحانه يريد أن يري عبده تفرده بالكمال, ونقص العبد وحاجته إليه .
و يشهده كمال قدرته وعزته, وكمال مغفرته وعفوه ورحمته , و كمال
بره و ستره , و حلمه و تجاوزه و صفحه , و أن رحمته به إحسان إليه
لا معارضة , و أنه إن لم يتغمّده برحمته وفضله فانه هالك لا محالة,
* لما ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري في المرض 10\109,
عن أبي هريرة يرفعه :
( لن يدخل أحد منكم عمله الجنة , قالوا ولا أنت
قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )
كم في تقدير الذنب من حكمة , وكم فيه مع تحقيق التوبة للعبد من
مصلحة و رحمة . التوبة من الذنب كشرب الدواء للعليل , و رب علة
كانت سبب الصحة .
لعل عتبك محمود عواقبه و ربما صحت الأجساد بالعلل
لولا تقدير الذنب لهلك ابن آدم من العجب .
ذنب يذل به أحب إليه من طاعة يدل بها عليه .
شمعة النصر إنما تنزل من شمعدان الانكسار .
لا يكرم العبد نفسه بمثل اهانتها , و لا يعزها بمثل ذلها , و لا يريحها بمثل
تعبها, كما قيل :
سأتعب نفسي أو أصادف راحة فان هوان النفس في كرم النفس
ولا يشبعها بمثل جوعها, وات يؤمنها بمثل خوفها, ولا يؤنسها بمثل
وحشتها من كل ما سوى بارئها وفاطرها و لا يميتها بمثل إماتتها ,
كما قيل :
موت النفوس حياتها من شاء أن يحيا يمت
شراب الهوى حلو و لكنه يورث الشرق(الغصة من الحلق) , منم تذكر
خنق الفخ هان عليه هجران الحبة .يا معرقلا في شرك الهوىّ جمزة
(العدو السريع)! عزم وقد خرقت الشبكة .
لا بد من نفوذ القدر فاجنح للسلم . له ملك السموات للأرض , و
استقراض منك حبة فبخلت بها , و خلق سبعة أبحر و أحب منها
دمعة فقحطت عينيك بها .إطلاق البصر ينفش في القلب صورة المنظور ,
و القلب كعبة , و المعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام .
لذات الدنيا كسوداء و قد غلبت عليك , و الحور العين يعجبن من سوء
اختيارك عليهن , غير أن زوبعة الهوى إذا ثارت سفت في عين البصيرة
فخفيت الجادة .
سبحان الله , تزينت الجنة للخطّاب فجدوا في تحصيل المهر, و تعرّف رب
العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء
و أنت مشغول بالجيف .
لا مكن من لسواك منه قلبه و لك اللسان مع الوداد الكاذب
المعرفة بساط لا يطأ عليه إلا مقرب , و المحبة نشيد لا يطرب عليه إلا
محب مغرم .الحب غدير في صحراء ليست بها جادة , فلهذا قل وارده .
المحب يهرب إلى العزلة و الخلوة بمحبوبه والأنس بذكره كهرب الحوت
إلى الماء والطفل إلى أمه .
و أخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك القلب بالسر خاليا
ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى , و لا للمحب قرار إلا يوم
المزيد . اشتغل به في الحياة يكفك ما بعد الموت .يا منفقا بضاعة العمر
في مخالفة حبيبه والبعد منه, ليس في أعدائك أضر عليك منه .
ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
الهمة العليّة من استعد صاحبه للقاء الحبيب , و قدم التقادم بين يدي
الملتقى , فاستبشر عند القدوم :
{ قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
البقرة 223.
تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي , فلا تظن أن الشيطان
غلب , و لكن الحافظ أعرض .احذر نفسك , فما أصابك بلاء قط إلا منها ,
ولا تهادنها فوالله ما أكرمها من لم يهنها , و لا أعزها من لم يذلها , و لا
جبرها من لم يكسرها , و لا أراحها من لم يتعبها, ولا أمنها من لم يخوفها
ولا فرحها من لم يحزنها .
سبحان الله , ظاهرك متجمل بلباس التقوى , و باطنك باطية (إناء) لخمر
الهوى , فكلما طيبت الثوب فاحت رائحة المسكر من تحته , فتباعد منك
الصادقون , و انحاز إليك الفاسقون .
يدخل عليك لص الهوى و أنت في زاوية التعبد فلا يرى منك طردا له, فلا
يزال بك حتى يخرجك من المسجد .أصدق في الطلب وقد جاءتك النعونة .
قال رجل لمعروف :
علمني المحبة , فقال : المحبة لا تجيء بالتعليم .
هو الشوق مدلولا على مقتل الفتى إذا لم يعد صبا بلقيا حبيبه
ليس العجب من قوله يحبونه, إنما العجب من قوله يحبهم .
ليس العجب من فقير مسكين يحب محسنا إليه ,
إنما العجب من محسن يحب فقيرا مسكينا .
فائدة الإيمان بالله وحده
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14401e45a9ece3c5&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
لما سلم آدم أصل العبودية لم يقدح فيه الذنب:
( ابن آدم , لة لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني
لا تشرك بي شيئا, لقيتك بقرابه مغفرة )
أخرجه مسلم في الذكر والدعاء 4\2068 (22) عن أبي ذر. وابن ماجه
الترمذي وأحمد , و قراب الأرض هو ما يقارب ملأها, بكسر القاف .
لما علم السيد أن ذنب عبده لم يكن قصدا لمخالفته ولا قدحا في حكمته,
علمه كيف يعتذر إليه :
{ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ }
البقرة 37 .
العبد لا يريد بمعصيته مخالفة سيده ولا الجرأة على محارمه , و لكن
غلبات الطبع , و تزيين النفس والشيطان , و قهر الهوى , و الثقة بالعفو
, و رجاء المغفرة , هذا من جانب العبد .
وأما من جانب الربوبية فجريان الحكم , و إظهار عز الربوبية وذل
العبودية وكمال الاحتياج , و ظهور آثار الأسماء الحسنى : كالعفو
و الغفور و التوّاب و الحليم , لمن جاء تائبا نادما , و المنتقم والعدل
و ذي البطش الشديد لمن أصر و لزم المعرّة (الإثم والجناية) .
فهو سبحانه يريد أن يري عبده تفرده بالكمال, ونقص العبد وحاجته إليه .
و يشهده كمال قدرته وعزته, وكمال مغفرته وعفوه ورحمته , و كمال
بره و ستره , و حلمه و تجاوزه و صفحه , و أن رحمته به إحسان إليه
لا معارضة , و أنه إن لم يتغمّده برحمته وفضله فانه هالك لا محالة,
* لما ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري في المرض 10\109,
عن أبي هريرة يرفعه :
( لن يدخل أحد منكم عمله الجنة , قالوا ولا أنت
قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )
كم في تقدير الذنب من حكمة , وكم فيه مع تحقيق التوبة للعبد من
مصلحة و رحمة . التوبة من الذنب كشرب الدواء للعليل , و رب علة
كانت سبب الصحة .
لعل عتبك محمود عواقبه و ربما صحت الأجساد بالعلل
لولا تقدير الذنب لهلك ابن آدم من العجب .
ذنب يذل به أحب إليه من طاعة يدل بها عليه .
شمعة النصر إنما تنزل من شمعدان الانكسار .
لا يكرم العبد نفسه بمثل اهانتها , و لا يعزها بمثل ذلها , و لا يريحها بمثل
تعبها, كما قيل :
سأتعب نفسي أو أصادف راحة فان هوان النفس في كرم النفس
ولا يشبعها بمثل جوعها, وات يؤمنها بمثل خوفها, ولا يؤنسها بمثل
وحشتها من كل ما سوى بارئها وفاطرها و لا يميتها بمثل إماتتها ,
كما قيل :
موت النفوس حياتها من شاء أن يحيا يمت
شراب الهوى حلو و لكنه يورث الشرق(الغصة من الحلق) , منم تذكر
خنق الفخ هان عليه هجران الحبة .يا معرقلا في شرك الهوىّ جمزة
(العدو السريع)! عزم وقد خرقت الشبكة .
لا بد من نفوذ القدر فاجنح للسلم . له ملك السموات للأرض , و
استقراض منك حبة فبخلت بها , و خلق سبعة أبحر و أحب منها
دمعة فقحطت عينيك بها .إطلاق البصر ينفش في القلب صورة المنظور ,
و القلب كعبة , و المعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام .
لذات الدنيا كسوداء و قد غلبت عليك , و الحور العين يعجبن من سوء
اختيارك عليهن , غير أن زوبعة الهوى إذا ثارت سفت في عين البصيرة
فخفيت الجادة .
سبحان الله , تزينت الجنة للخطّاب فجدوا في تحصيل المهر, و تعرّف رب
العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء
و أنت مشغول بالجيف .
لا مكن من لسواك منه قلبه و لك اللسان مع الوداد الكاذب
المعرفة بساط لا يطأ عليه إلا مقرب , و المحبة نشيد لا يطرب عليه إلا
محب مغرم .الحب غدير في صحراء ليست بها جادة , فلهذا قل وارده .
المحب يهرب إلى العزلة و الخلوة بمحبوبه والأنس بذكره كهرب الحوت
إلى الماء والطفل إلى أمه .
و أخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك القلب بالسر خاليا
ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى , و لا للمحب قرار إلا يوم
المزيد . اشتغل به في الحياة يكفك ما بعد الموت .يا منفقا بضاعة العمر
في مخالفة حبيبه والبعد منه, ليس في أعدائك أضر عليك منه .
ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
الهمة العليّة من استعد صاحبه للقاء الحبيب , و قدم التقادم بين يدي
الملتقى , فاستبشر عند القدوم :
{ قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
البقرة 223.
تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولى عنك الولي , فلا تظن أن الشيطان
غلب , و لكن الحافظ أعرض .احذر نفسك , فما أصابك بلاء قط إلا منها ,
ولا تهادنها فوالله ما أكرمها من لم يهنها , و لا أعزها من لم يذلها , و لا
جبرها من لم يكسرها , و لا أراحها من لم يتعبها, ولا أمنها من لم يخوفها
ولا فرحها من لم يحزنها .
سبحان الله , ظاهرك متجمل بلباس التقوى , و باطنك باطية (إناء) لخمر
الهوى , فكلما طيبت الثوب فاحت رائحة المسكر من تحته , فتباعد منك
الصادقون , و انحاز إليك الفاسقون .
يدخل عليك لص الهوى و أنت في زاوية التعبد فلا يرى منك طردا له, فلا
يزال بك حتى يخرجك من المسجد .أصدق في الطلب وقد جاءتك النعونة .
قال رجل لمعروف :
علمني المحبة , فقال : المحبة لا تجيء بالتعليم .
هو الشوق مدلولا على مقتل الفتى إذا لم يعد صبا بلقيا حبيبه
ليس العجب من قوله يحبونه, إنما العجب من قوله يحبهم .
ليس العجب من فقير مسكين يحب محسنا إليه ,
إنما العجب من محسن يحب فقيرا مسكينا .