المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تحزن إن الله معنا


adnan
02-14-2014, 06:48 PM
الأخت / الملكة نـــور


لا تحزن إن الله معنا
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14406f19425b76b0&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
" لا تحزن إن الله معنا " تقوى القلب
جزء من حديث أخرجه البخاري في فضائل الصحابة 7\10(3652) ,
و مسلم في فضائل الصحابة 4\1854(1) , وأحمد في المسند 1\3 .
لما بايع الرسول صلى الله عليه و سلم أهل العقبة أمر الصحابة بالهجرة
إلى المدينة , فعلمت قريش أن أصحابه قد كثروا و أنهم سيمنعونه ,
فأعملت آراءها في استخراج الحيل , فمنهم من رأى الحبس , و منهم
من رأى النفي . ثم اجتمع رأيهم على القتل , فجاء البريد بالخبر من
السماء و أمره أن يفارق المضجع, فبات علي مكانه و نهض الصديّق
لرفقة السفر . فلما فارقا بيوت مكة اشتد الحذر بالصدّيق فجعل يذكر
الرصد فيسير أمامه و تارة يذكر الطلب فيتأخر وراءه , و تارة عن يمينه
و تارة عن شماله إلى أن انتهيا إلى الغار , فبدأ الصدّيق بدخوله ليكون
وقاية له إن كان ثم مؤذ . وأنبت الله شجرة لم تكن قبل , فأظلّت المطلوب
وأضلّت الطالب , و جاءت عنكبوت فحازت وجه الغار فحاكت ثوب نسجها
عن منوال الستر, فأحكمت الشقة حتى عمي على القائف المطلب ,
و أرسل الله حمامتين فاتخذتا هناك عشا جعل على أبصار الطالبين
غشاوة , و هذا أبلغ في الإعجاز من مقاومة القوم بالجنود .

فلما وقف القوم على رؤوسهم و صار كلامهم بسمع الرسول صلى الله عليه
وسلم و الصدّيق , قال الصدّيق و قد اشتد به القلق : يا رسول الله ,
لو أن أحدهم نظر الى ما تحت قدميه لأبصرنا تحت قدميه
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ )

لما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم حزنه قد اشتد , لكن
لا على نفسه , قوي قلبه ببشارة

{ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا‏ }
التوبة الآية 40.
فظهر سر هذا الاقتران في المعية لفظا, كما ظهر حكما و معنى , إذ يقال :
رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحب رسول الله رضي الله عنه ,
فلما مات صلى الله عليه و سلم قيل : خليفة رسول الله , ثم انقطعت
إضافة الخلافة بموته فقيل : أمير المؤمنين .

فأقاما في الغار ثلاثا ثم خرجا منه و لسان القدر يقول : لتدخلنها دخولا لم
يدخله أحد قبلك و لا ينبغي لأحد من بعدك . فلما استقلا على البيداء
لحقهما سراقة بن مالك , فلما شارف الظفر أرسل عليه الرسول صلى
الله عليه و سلم سهما من سهام الدعاء, فساخت قوائم فرسه في الأرض
إلى بطنها , فلما علم أنه لا سبيل له عليهما أخذ يعرض المال على من
قد رد مفاتيح الكنوز و يقدم الزاد إلى شعبان " أبيت عند ربي يطعمني
و يسقيني"
أخرجه البخاري في الصوم 4\234 (1961-1964) , و مسلم
وأحمد في المسند 3\8عن أبي سعيد و 6\126 عن عائشة .

كانت تحفة ثاني اثنين مدخرة للصديق , دون الجميع , فهو الثاني
في الإسلام وفي بذل النفس و في الزهد وفي الصحبة وفي الخلافة وفي
العمر, وفي سبب الموت؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قد مات عن
أثر السم ,*
يروي البخاري تعليقا عن عائشة قالت :

( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في مرضه الذي مات
فيه :" يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ,
و هذا أوان ما وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم )

و أبو بكر سم فمات ( روى ابن جرير الطبري في التاريخ 3\419 قال :
و كان سبب وفاته أن اليهود سمته في أرزّة ..... .

أسلم على يديه من العشرة : عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف
وسعد بن أبي وقّاص . و كان عنده يوم أسلم أربعون ألف درهم فأنفقها
أحوج ما كان الإسلام إليها , فلهذا جلبت نفقته عليه " ما نفعني مال ,
ما نفعني مال أبي بكر" جزء من حديث أخرجه ابن ماجه في المقدمة1\36(94)
و أحمد والسيوطي . فهو خير من مؤمن آل فرعون ؛
لأن ذلك كان يكتم إيمانه و الصدّيق أعلن به , و خير من مؤمن
آل {يس} ؛ لأن ذلك جاهد ساعة و الصديق جاهد سنين .
عاين طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار و يصيح :

{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا }
البقرة245

فألقى له حب المال على روض الرضى واستلقى على فراش الفقر, فنقل
الطائر الحب إلى حوصلة المضاعفة ثم علا على أفنان شجرة الصدق
يغرد بفنون المدح , ثم قام في محاريب الإسلام يتلو :

{ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ( 17 ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى }
الليل 17و18

نطقت بفضله الآيات و الأخبار ؛ و اجتمع على بيعته المهاجرون و
الأنصار .فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار , كلما تليت فضائله علا
عليهم الصغار. أترى لم يسمع الروافض الكفّار

{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَار ِ}
التوبة 40
دعي إلى الإسلام فما تلعثم و لا أبى , و سار على المحجّة فما زال
و لا كبا , و صبر في مدته من مدى العدى على وقوع الشبا , و أكثر
في الإنفاق فما قاا حتى تخلل بالعبا (أي لقي وجه ربه تعالى) .
تالله قد زاد على السبك في كل دينار دينار

{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَار ِ}
من كان قرين النبي في شبابه . من ذا الذي سبق إلى الإيمان من أصحابه
. من الذي أفتى بحضرته سريعا في جوابه , من أوّل من صلّى معه ؟
ومن آخر من صلّى به ؟ من الذي ضاجعه بعد الموت في ترابه
( دفن بجوار الرسول في حجرة السيدة عائشة ) , فاعرفوا حق الجار .
نهض يوم الردة بفهم و استيقاظ , و أبان من نص الكتاب معنى دق عن
حديد الألحاظ , فالمحب يفرح بفضائله و المبغض يغتاظ حسرة الرافضي
أن يفر من مجلس ذكره, ولكن أين الفرار ؟ . كم وقى الرسول بالنفس و
المال , و كان أخص به في حياته و هو ضجيعه في الرمس( تراب القبر )
. فضائله جلية وهي خليّة عن اللبس . يا عجبا ! من يغطي عين ضوء
الشمس في نصف النهار , لقد دخلا غارا لا يسكنه لابث , فاستوحش
الصديق من خوف الحوادث ,
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم :

( ما ظنّك باثنين و الله الثالث )

فنزلت السكينة فارتفع خوف الحادث . فزال القلق وطاب عيش الماكث .
فقام مؤذن النصر ينادي على رؤوس منائر الأمصار :

{ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَار ِ}
حبه و الله رأس الحنيفية , و بغضه يدل على خبث الطوية . فهو خير
الصحابة والقرابة , و الحجة على ذلك قوية . لولا صحة إمامته ما قال
ابن الحنفية... مهلا مهلا !! فان دم الروافض قد فار .

والله ما أحببناه لهوانا , و لا نعتقد في غيره هوانا,

ولكن أخذنا بقول علي رضي الله عنه :
" كفانا رضيك رسول الله لديننا , أفلا نرضاك لدنيانا
تالله لقد أخذت من الروافض بالثأر"
إعجاز القرآن ص 143-145 .

تالله لقد وجب حق الصدّيق علينا, فنحن نقضي بمدائحه ونقر بما نقر به
من السني ( الضوء الذي يصحب اليرق ) عينا , فمن كان رافضيا
فلا يعد إلينا و ليقل : لي أعذار