المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلم و العمل و ما هما


adnan
02-14-2014, 08:57 PM
الأخت / الملكة نـــور


العلم و العمل و ما هما
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1440c0ef6f943536&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
العلم والعمل وما هما

العلم:
نقل صورة المعلوم من الخارج و إثباتها في النفس .

والعمل:
نقل صورة علمية من النفس وإثباتها في الخارج . فان كان الثابت في
النفس مطلقا للحقيقة في نفسها فهو علم صحيح. وكثيرا ما يثبت ويتراءى
في النفس صورة ليس لها وجود حقيقي , فيظنها الذي قد أثبتها في
نفسه علما , و إنما هي مقدرة لا حقيقة لها . و أكثر علوم الناس من هذا
الباب . و ما كان منها مطابقا للحقيقة في الخارج فهو نوعان : نوع تكمل
النفس بإدراكه و العلم به , و هو العلم بالله و أسمائه و صفاته و أفعاله
و كتبه و أمره و نهيه . و نوع لا يحصل للنفس به كمال , وهو كل علم
لا يضر الجهل به فانه لا ينفع العلم به .

( و كان النبي صلى الله عليه و سلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع )
جزء من حديث أخرجه مسلم في الذكر و الدعاء 4\2088(73) ,
و أبو داود , و النسائي و الترمذي و ابن ماجه و أحمد .

و هذا أكثر حال العلوم الصحيحة المطابقة التي لا يضر الجهل بها شيئا ,
كالعلم بالفلك و دقائقه و درجاته , و عدد الكواكب ومقاديرها .
و العلم بعدد الجبال و ألوانها و مسحتها وما نحو ذلك .

فشرف العلم بحسب شرف معلومة و شدة الحاجة إليه . و ليس ذلك إلا
العلم بالله و توابع ذلك . و أما العلم فآفته عدم مطابقته لمراد الله الديني
الذي يحبه الله و يرضاه , و يكون ذلك من فساد العلم تارّة , و من فساد
الإرادة تارّة . ففساده من جهة العلم أن يعتقد أن هذا مشروع محبوب لله
و ليس كذلك , أو يعتقد أنه يقرّبه إلى الله و إن لم يكن مشروعا , فيظن
أنه يتقرب إلى الله بهذا العمل , و إن لم يعلم أنه مشروع .و أما فساده من
جهة القصد فانه لا يقصد به وجه الله والدار الآخرة , بل يقصد به الدنيا و الخلق .

وهاتان الآفتان في العلم والعمل لا سبيل إلى السلامة منهما إلا بمعرفة ما
جاء به الرسول في باب العلم والمعرفة وإرادة وجه الله والدار الآخرة في
باب القصد و الإرادة . فمتى خلا من هذه المعرفة وهذه الإرادة فسد علمه وعمله.

و الإيمان و اليقين يورثان صحة المعرفة وصحة الإرادة , و هما يورثان
الإيمان و يمدانه . و من هنا يتبين انحراف أكثر الناس عن الإيمان
لانحرافهم عن صحة المعرفة وصحة الإرادة .

و لا يتم الإيمان إلا بتلقي المعرفة من مشكاة النبوة , و تجريد الإرادة عن
شوائب الهوى وإرادة الخلق , فيكون علمه مقتبسا من مشكاة الوحي ,
و إرادته لله والدار الآخرة , فهذا أصح الناس علما وعملا و هو من
الأئمة الذين يهدون بأمر الله و من خلفاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته .

الإيمان له ظاهر وباطن
الإيمان له ظاهر و باطن , و ظاهره قول اللسان وعمل الجوارح . و باطنه
تصديق القلب و انقياده و محبته . فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به
الدماء و عصم به المال و الذريّة , ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا
تعذّر بعجز أو إكراه أو خوف هلاك. فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع
دليل على فساد الباطن و خلوّه من الإيمان , و نقصه دليل نقصه ,
و قوته دليل قوته .

فالإيمان قلب الإسلام و لبه . و اليقين قلب الإيمان ولبه . و كل علم وعمل
لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول , و كل إيمان لا يبعث على العمل
فمدخول . (فيه رد على المتصوفة الذين يقولون بالشريعة والحقيقة
و يفصلون بينهما و فيه كذلك رد على الشيعة الذين يقولون بالتقية) .