المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشتري نفسك ( 4 - 5 )


adnan
02-21-2014, 07:35 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين



أشتري نفسك ( 4 - 5 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1444482ae1a8e863&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
أنواع الدعوة إلى الله :
1 ـ الدعوة البيانية :

{ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }

طبعاً هذا القتال أخواننا الكرام، يجب أن يوضح لأخوتنا هناك دعوة
بيانية، دعوة باللسان:

{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }
[سورة النحل الآية:125]

دعوة بيانية، مع الدعوة البيانية أحياناً هناك شِدة، أي هناك دعوة بيانية،
و دعوة عن طريق التربية، أحياناً الله عز وجل يسوق لك بعض الشدائد،
هذه الشدائد هي دعوة إليه، إذا أرسل لك نبياً ومعه كتاب فهذه دعوة
بيانية، هذه أرقى دعوة، الدعوة البيانية أكمل موقف
فيها الاستجابة.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
[ سورة الأنفال الآية: 24]

الله عز وجل يدعوك للحياة،

{ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }

هذه الدعوة البيانية، لو أن الدعوة البيانية لم يكن بعدها استجابة،
الله قال:

{ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ }

الدعوة البيانية نص تقرأه، كلمة تسمعها، خطبة تستمع إليها، درس علم
تصغي إليه ، هذه الدعوة البيانية، كلام وأنت معافى سليم في بيتك، في
أهلك، مع أولادك، بدخلك، بدكانك، بتجارتك وأنت بأعلى درجة من الراحة
تأتيك دعوة إلهية، عن طريق خطيب مسجد، عن طريق داعية، عن طريق
كتاب، عن طريق رؤيا، عن طريق حادثة، عن طريق .

2 ـ التأديب التربوي :
قال: فإن لم تستجب لهذه الدعوة البيانية، الآن يقول لك الطبيب: هذا
المرض الذي تعاني منه يعالج معالجة تامة بالحمية، فإذا أنت رفضت
الحمية، يقول لك: إن لم تقبل بالحمية لابد من عمل جراحي. فهناك دعوة
بيانية، فإن رفضتها هناك دعوة تأديبية، الدرس الثاني فيه تأديب، فيه
شدة، في نفسك، في مالك، في دخلك، في أولادك، فيمن حولك، فيمن
فوقك، فيمن تحتك، هذه شدة، والشدائد دائماً من أجل أن تشدك إلى الله،
كل شِدة وراءها شَدة إلى الله، وكل محنة وراءها منحة من الله، فالدعوة
البيانية أرقى شيء، والموقف الكامل أن تستجيب، الدعوة التأديبية
تحتاج طبعاً إلى أن تتوب إلى الله عز وجل.

3 ـ الإكرام الاستدراجي :
إن لم تستجب بالدعوة التأديبية لابد من طريقة ثالثة تمتحن بها، وهي
الإكرام أنا أسميه إكرام استدراجي.

4 ـ القصم :
لا بالشدة استجبت، ولا بالإكرام استجبت، ولا بالبيان استجبت،
عندئذٍ يأتي القصم:

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً }
[ سورة الأنعام الآية: 44]

يل أيها الأخوة الكرام، نحن في الدنيا ندعى إلى الله، النبي الكريم مرّ
على قبر قال:

( صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم
خير له من كل دنياكم )
[ رواه ابن المبارك عن أبي هريرة ]

كل دنياكم، لو تملك أكبر شركة بالعالم، أكبر دخل، أعلى منصب:

( إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم خير له من كل دنياكم )

فالبطولة أن تصحو وأنت حي، أنت تصحو والقلب ينبض، أو تصحو
وفي العمر بقية.إذاً:

{ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً
فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ }

زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق عوده للمؤمنين :أخواننا الكرام،
أنا أقول دائماً: زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق عوده للمؤمنين،
الله عز وجل إذا وعد وفى، لا يوجد جهة أقوى من الله تمنعه أن يوفي
وعده، كل شيء بيده، كن فيكون زل فيزول، الآية الكريمة:

{ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ }
[ سورة القصص]

مرة كنت في مجلس يضم أربعين أو خمسين شخصاً، وأنا أحدثهم عن
الجنة، وعن أحوال المؤمن، فقال لي أحدهم: أنا لست قانعاً بهذا الكلام،
المؤمن شأنه كأي إنسان، ما يصيب الناس يصيبه، من سراء، ومن
ضراء، لا يوجد له أي ميزة، هكذا رأيه، قلت له: لو أن إنساناً عنده
ثمانية أولاد، ودخله أربعة آلاف ليرة في الشهر، لا تكفيه طعام خمسة
أيام، وبيته مستأجر وعليه دعوى إخلاء، أي مصائب الدنيا كلها انصبت
عليه، وله عم غني غنى فاحشاً، يملك مئة مليون، وليس له أولاد، ومات
هذا العم في حادث سير، وهذا ابن الأخ الفقير المحتاج هو الوريث الوحيد
لهذا الإنسان، هذا الفقير حينما علم أن عمه مات بحادث، وأن الخمس
مئةمليون آلت إليه، لكن المالية، وبراءات الذمة، والوثائق، تحتاج إلى
روتين طويل في البلد، لا يستطيع قبض قرش واحد قبل عام، لماذا هذا
الفقير المدقع المعدم هو أسعد إنسان بهذا العام مع أنه لم يأكل لقمة زائدة
ولم يرتدِ معطفاً واحداً؟ قال: دخل في الوعد.
الآن اسمعوا قوله تعالى:

{ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ }

أنا أقول لأخوتنا المشاهدين: هنيئاً لمن أيقن أن الله وعده بالجنة، هذا
أعظم عطاء إلهي، هنيئاً لمن أيقن أن الله وعده بالجنة.