هيفولا
04-10-2014, 10:09 AM
روائع النّسيم في تفسير القرءان الكريم..سلسلة
حلقة 1
23 مارس، 2014، الساعة 02:51 صباحاً
حينما يصاب صاحبنا بشيء من الضيق أو الاكتئاب،
فانه يحاول أن يخرج من هذا الشعور بوسائل عديدة،وطرق شتّى
أحيانا تراه أمسك بهاتفه المحمول،وشرع يعبث فيه بلا هدف ولا غرض معيّن
!،تارة يطالع بعض الصور...وتارةيقرأ بعض الرسائل القديمة!...
وهكذا شارد الذهن،مكسور القلب ﻻ يعرف ماذا يصنع تحديدا !!...
نعم كما أخبرتك وأحيانا يقرّر اﻻتّصال بأحد أصدقائه المقرّبين
-وان كان في وقت متأخّر من اللّيل - لكن ماذا عساه أن يفعل
..وقد ضاقت به السبل؟!،وهو يريد أن ينفّس قليلا عمّا في صدره من هموم
لعلّه يجد فرجا أو مخرجا
وتارة ينفق ساعات كثيرة على أجهزة الحاسب،
وشبكات -الانترنت- بما فيها من مواقع تواصل
اجتماعي..لعله يجد خبرا يضحكه...بل انّه يضحك فعلا
لكن ربما في نفس الوقت أخذ يغالب تلك الدمعة التي
أرادت أن تفرّ من عينه رغما عنه كي
تمسح خدّه!..فصار وجهه في صراع أيستجيب للابتسامة التي أرادتها شفتاه..
أم يستجيب للدمعة التي دفعتها عيناه؟!!....
وهذا من العجائب -والعجائب جمّة- ﻻسيّما في زماننا هذا
أحيانا يفضّل صاحبنا أن يلعن كل هذه الأجهزة جملة وتفصيلا !
،فقد اكتفى من هذا اﻻزعاج والصداع..والأنوار والأصوات
!...يكفي هذا الضجيج المتواصل أيتها الأجهزة الصمّاء
وأخيرا ﻻيجد-صاحبنا-بدّا من الخروج في ظلام اللّيل البهيم.
.يسير كالتّائه ﻻيعرف أين سيذهب أصلا
!..لكنّه يعرف أنّه ﻻ مفرّ من الخروج وكفى!،
على الأقل سيستنشق بعض الهواء!...
ﻻ تلومه اذن يا صاحبي
الطرق كثيرة فيما يبدو!...لكن الحقيقة أنّ صاحبنا لمّا خرج هائما على وجهه!
،بدأ يشعر بشيء من البردالخفيف..
لقد نسي -في غمرة ما كان فيه -أن يصطحب معه معطفه الخاص،
أو ذلك-الجاكيت-الذي تصرّ أمّه دائما على أن يرتديه اذا خرج ليلا،
وللمرّة الرّابعة بعد الألف يندم صاحبنا لأنّه لم يأخذ بنصيحة أمّه
!..
عجيب حقّا أمر هؤﻻء الأمّهات
!.. يقضين جلّ أيّام الأسبوع في المنزل،
لكنّ قلوبهنّ تعمل كأحسن معمل للأرصاد الجويّة
!.ما أروعهنّ
الحقّ أنّ البرد لم يكن شديدا الى الغاية
!!..لذلك تكيّف صاحبنا سريعا سريعا..
وبدأ يشعر بتلك البرودة الخفيفة...
أجل ذلك اﻻحساس الجميل الأخّاذ
ومهما يكن من أمر حسن،الّا أنّ صاحبنا بدأ يشعر بالسّعال!
...ولعله سيبدأ في التعرف على دور جديد من أدوار البرد والزكام !
...وليست هذه مشكلته، اذن لكان الخطب يسيرا !
..ولكن مشكلته الرّئيسة تكمن في ذلك
الهمّ الذي أطبق على صدره المحزون فما حيلته اليوم؟!
ياله من مسكين بائس
انّ صاحبنا هذا على أيّة حال،قد جرّب قديما أكثر أنواع المعاصي والذنوب!
.كان حقا يشعر بلذّة ما،
لكنّها مؤقّتة سريعة الزوال،لا تسمن وﻻ تغني من جوع!.
..حاول أن يصدّق أصحابه كي يجد سعادته في تلك
الأمور...لكن هيهات هيهات!
...انما هي لحظة فرح خادع كوميض البرق الخاطف!
...ثمّ النّكد والضيق والحزن من جديد
هكذا تمضي الأيام مع صاحبنا!
،الأمر الذي جعله يستسلم لواقعه هذا،
ولو كان فيه من الشقاء والغمّ مافيه!
،يحاول أن يضحك ..يحاول أن يأكل..يحاول أن يخرج في نزهة.
..لم تعد للحياة عنده معنى كبيرا...فليكن مايكن!.
..والله المستعان
أخي الحبيب:أحيانا نحتاج الى تلك البرودة الخفيفة فعلا!.
.لكن ليست مثل تلك التي وجدها صاحبنا!،
كلا بل أنا أحدّثك عن برودة أخرى!.
.برودة من نوع خاص!.
.برودة دافئة في الحقيقة
ليست برودة معتادة..بل هو نسيم ساحر فتّان،
يرتاح القلب حينما يستنشقه أحدنا!
،ذلك لأنّ له عطرا زكيّا فوّاحا،تماما كالورد حينما تفوح روائحه،
أو كالرّيحان اذا تضوّع وانتشر ليملأ الفؤاد بهجة وسرورا
قد اقترحت على صاحبنا-المسكين-أن يجرّب هذا الأمر!
،وسهّل عليّ اقناعه بهذا أنّه يحبّذ كثيرا الخروج
ليخفّف عن نفسه بعض ما يلقاه كما أخبرتك
بالفعل كان ماكان،وخرج صاحبنا!..
.لكن هذه المرّة وجد شعورا غريبا لذيذا
أجل لقد بدأ الهواء المنعش يداعب وجه صاحبنا الحزين،
ثمّ داعبه أكثر وأكثر ممّا جعل تلك اﻻبتسامة الرائعة
ترتسم على قسمات وجهه المسكين!،
وجهه هذا الذي نسي الفرح الصادق منذ أمد بعيد!
...ولكن هكذا كان
ليت الأمر توقّف ههنا...
بل الأعجب أن ذلك القمر الذي توسّط ظلام السماء الحالك،
ذلك القمر أخذ بدوره يبادل صاحبنا اﻻبتسام..
.وماأدراك كيف هو ابتسام القمر!
فقط يمكنك أن تسأل عنه النّجوم
نعم،تلك النّجوم التي تلألأت كالمصابيح،
حول ذلك القمر تحرسه من هجوم الشّمس
تلك النجوم التي اصطفّت مشبّكة الأيادي،
كي ترسم أروع صورة في لوحة السماء تلك اللّيلة السّاحرة
وقف صاحبنا على الأرض،يجاهد قدميه كي ﻻيطير من الفرحة!
..لقد وجد حياة أخرى رائعة مليئة بالحيويّة
والسّعادة...سعادة حقيقية غير تلك القديمة التي كان يخادع نفسه بها
اذن!..قد عمل النسيم عمله مع صاحبنا!
،لقد ندم على أيّامه التي أضاعها بعيدا عن هذه الحدائق الماتعة،
وهذه الرّياض البارعة،ومنذ هذا اليوم انقلبت حياته رأسا على عقب
أخي الحبيب:لماذا ﻻتترك نفسك أنت أيضا لتستنشق هذا النّسيم الساحر؟!.
..ليس أي نسيم كما عرفت!
...بل هذا الذي تنشرح له الصدور،وتطمئنّ به القلوب!
،هذا الذي أشرت به على صاحبنا،
وأنا هنا أدعوك أنت أيضا،
فلست عندي أقلّ من صاحبنا
أخي الحبيب:هذه سلسلة "روائع النّسيم في تفسير القرءان الكريم"
فليس هناك نسيم يربط الأرض بالسماء سوى كلام الله عزّ وجلّ..
.ولا نسيم يجعل الكون حيّا نابض القلب اﻻ كلامه سبحانه وتعالى!
..ولا نسيم يمسح الحزن،وينشر الطمأنينة والسعادة عدا كلام ربنا!..
ولا نسيم تغرّد له الطّيور في السّماء وتطرب
له الحيتان في الماء غير كلام بارئنا!..
ولا نسيم يرفع اﻻنسان من كتلة الطّين التي خلق منها الى اشراقة
الرّوح التي هي بين جنبيه حاشا كلام خالقنا !
.ولا..ولا..ولا...حسنا أظنّ أنّي قد أطلت عليك أيّهاالمبارك!.
..فأعد العدّة كي نتدبرّ في كلام ملك الملوك!
...كيف سنبدأ ومن أين؟.
.هذا ماسأخبرك عنه في الحلقة القادمة،
ان شاء الله تعالى..
.وﻻتنس أخاك بدعوة صالحة بظهر الغيب بارك الله فيك
انتظروني
منقول
هيفولا:o
حلقة 1
23 مارس، 2014، الساعة 02:51 صباحاً
حينما يصاب صاحبنا بشيء من الضيق أو الاكتئاب،
فانه يحاول أن يخرج من هذا الشعور بوسائل عديدة،وطرق شتّى
أحيانا تراه أمسك بهاتفه المحمول،وشرع يعبث فيه بلا هدف ولا غرض معيّن
!،تارة يطالع بعض الصور...وتارةيقرأ بعض الرسائل القديمة!...
وهكذا شارد الذهن،مكسور القلب ﻻ يعرف ماذا يصنع تحديدا !!...
نعم كما أخبرتك وأحيانا يقرّر اﻻتّصال بأحد أصدقائه المقرّبين
-وان كان في وقت متأخّر من اللّيل - لكن ماذا عساه أن يفعل
..وقد ضاقت به السبل؟!،وهو يريد أن ينفّس قليلا عمّا في صدره من هموم
لعلّه يجد فرجا أو مخرجا
وتارة ينفق ساعات كثيرة على أجهزة الحاسب،
وشبكات -الانترنت- بما فيها من مواقع تواصل
اجتماعي..لعله يجد خبرا يضحكه...بل انّه يضحك فعلا
لكن ربما في نفس الوقت أخذ يغالب تلك الدمعة التي
أرادت أن تفرّ من عينه رغما عنه كي
تمسح خدّه!..فصار وجهه في صراع أيستجيب للابتسامة التي أرادتها شفتاه..
أم يستجيب للدمعة التي دفعتها عيناه؟!!....
وهذا من العجائب -والعجائب جمّة- ﻻسيّما في زماننا هذا
أحيانا يفضّل صاحبنا أن يلعن كل هذه الأجهزة جملة وتفصيلا !
،فقد اكتفى من هذا اﻻزعاج والصداع..والأنوار والأصوات
!...يكفي هذا الضجيج المتواصل أيتها الأجهزة الصمّاء
وأخيرا ﻻيجد-صاحبنا-بدّا من الخروج في ظلام اللّيل البهيم.
.يسير كالتّائه ﻻيعرف أين سيذهب أصلا
!..لكنّه يعرف أنّه ﻻ مفرّ من الخروج وكفى!،
على الأقل سيستنشق بعض الهواء!...
ﻻ تلومه اذن يا صاحبي
الطرق كثيرة فيما يبدو!...لكن الحقيقة أنّ صاحبنا لمّا خرج هائما على وجهه!
،بدأ يشعر بشيء من البردالخفيف..
لقد نسي -في غمرة ما كان فيه -أن يصطحب معه معطفه الخاص،
أو ذلك-الجاكيت-الذي تصرّ أمّه دائما على أن يرتديه اذا خرج ليلا،
وللمرّة الرّابعة بعد الألف يندم صاحبنا لأنّه لم يأخذ بنصيحة أمّه
!..
عجيب حقّا أمر هؤﻻء الأمّهات
!.. يقضين جلّ أيّام الأسبوع في المنزل،
لكنّ قلوبهنّ تعمل كأحسن معمل للأرصاد الجويّة
!.ما أروعهنّ
الحقّ أنّ البرد لم يكن شديدا الى الغاية
!!..لذلك تكيّف صاحبنا سريعا سريعا..
وبدأ يشعر بتلك البرودة الخفيفة...
أجل ذلك اﻻحساس الجميل الأخّاذ
ومهما يكن من أمر حسن،الّا أنّ صاحبنا بدأ يشعر بالسّعال!
...ولعله سيبدأ في التعرف على دور جديد من أدوار البرد والزكام !
...وليست هذه مشكلته، اذن لكان الخطب يسيرا !
..ولكن مشكلته الرّئيسة تكمن في ذلك
الهمّ الذي أطبق على صدره المحزون فما حيلته اليوم؟!
ياله من مسكين بائس
انّ صاحبنا هذا على أيّة حال،قد جرّب قديما أكثر أنواع المعاصي والذنوب!
.كان حقا يشعر بلذّة ما،
لكنّها مؤقّتة سريعة الزوال،لا تسمن وﻻ تغني من جوع!.
..حاول أن يصدّق أصحابه كي يجد سعادته في تلك
الأمور...لكن هيهات هيهات!
...انما هي لحظة فرح خادع كوميض البرق الخاطف!
...ثمّ النّكد والضيق والحزن من جديد
هكذا تمضي الأيام مع صاحبنا!
،الأمر الذي جعله يستسلم لواقعه هذا،
ولو كان فيه من الشقاء والغمّ مافيه!
،يحاول أن يضحك ..يحاول أن يأكل..يحاول أن يخرج في نزهة.
..لم تعد للحياة عنده معنى كبيرا...فليكن مايكن!.
..والله المستعان
أخي الحبيب:أحيانا نحتاج الى تلك البرودة الخفيفة فعلا!.
.لكن ليست مثل تلك التي وجدها صاحبنا!،
كلا بل أنا أحدّثك عن برودة أخرى!.
.برودة من نوع خاص!.
.برودة دافئة في الحقيقة
ليست برودة معتادة..بل هو نسيم ساحر فتّان،
يرتاح القلب حينما يستنشقه أحدنا!
،ذلك لأنّ له عطرا زكيّا فوّاحا،تماما كالورد حينما تفوح روائحه،
أو كالرّيحان اذا تضوّع وانتشر ليملأ الفؤاد بهجة وسرورا
قد اقترحت على صاحبنا-المسكين-أن يجرّب هذا الأمر!
،وسهّل عليّ اقناعه بهذا أنّه يحبّذ كثيرا الخروج
ليخفّف عن نفسه بعض ما يلقاه كما أخبرتك
بالفعل كان ماكان،وخرج صاحبنا!..
.لكن هذه المرّة وجد شعورا غريبا لذيذا
أجل لقد بدأ الهواء المنعش يداعب وجه صاحبنا الحزين،
ثمّ داعبه أكثر وأكثر ممّا جعل تلك اﻻبتسامة الرائعة
ترتسم على قسمات وجهه المسكين!،
وجهه هذا الذي نسي الفرح الصادق منذ أمد بعيد!
...ولكن هكذا كان
ليت الأمر توقّف ههنا...
بل الأعجب أن ذلك القمر الذي توسّط ظلام السماء الحالك،
ذلك القمر أخذ بدوره يبادل صاحبنا اﻻبتسام..
.وماأدراك كيف هو ابتسام القمر!
فقط يمكنك أن تسأل عنه النّجوم
نعم،تلك النّجوم التي تلألأت كالمصابيح،
حول ذلك القمر تحرسه من هجوم الشّمس
تلك النجوم التي اصطفّت مشبّكة الأيادي،
كي ترسم أروع صورة في لوحة السماء تلك اللّيلة السّاحرة
وقف صاحبنا على الأرض،يجاهد قدميه كي ﻻيطير من الفرحة!
..لقد وجد حياة أخرى رائعة مليئة بالحيويّة
والسّعادة...سعادة حقيقية غير تلك القديمة التي كان يخادع نفسه بها
اذن!..قد عمل النسيم عمله مع صاحبنا!
،لقد ندم على أيّامه التي أضاعها بعيدا عن هذه الحدائق الماتعة،
وهذه الرّياض البارعة،ومنذ هذا اليوم انقلبت حياته رأسا على عقب
أخي الحبيب:لماذا ﻻتترك نفسك أنت أيضا لتستنشق هذا النّسيم الساحر؟!.
..ليس أي نسيم كما عرفت!
...بل هذا الذي تنشرح له الصدور،وتطمئنّ به القلوب!
،هذا الذي أشرت به على صاحبنا،
وأنا هنا أدعوك أنت أيضا،
فلست عندي أقلّ من صاحبنا
أخي الحبيب:هذه سلسلة "روائع النّسيم في تفسير القرءان الكريم"
فليس هناك نسيم يربط الأرض بالسماء سوى كلام الله عزّ وجلّ..
.ولا نسيم يجعل الكون حيّا نابض القلب اﻻ كلامه سبحانه وتعالى!
..ولا نسيم يمسح الحزن،وينشر الطمأنينة والسعادة عدا كلام ربنا!..
ولا نسيم تغرّد له الطّيور في السّماء وتطرب
له الحيتان في الماء غير كلام بارئنا!..
ولا نسيم يرفع اﻻنسان من كتلة الطّين التي خلق منها الى اشراقة
الرّوح التي هي بين جنبيه حاشا كلام خالقنا !
.ولا..ولا..ولا...حسنا أظنّ أنّي قد أطلت عليك أيّهاالمبارك!.
..فأعد العدّة كي نتدبرّ في كلام ملك الملوك!
...كيف سنبدأ ومن أين؟.
.هذا ماسأخبرك عنه في الحلقة القادمة،
ان شاء الله تعالى..
.وﻻتنس أخاك بدعوة صالحة بظهر الغيب بارك الله فيك
انتظروني
منقول
هيفولا:o