المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تفسير الدكتور راتب النابلسي (5)


adnan
02-09-2015, 12:17 AM
الأخت الزميلة / جِنان الورد



من تفسير الدكتور راتب النابلسي (5)

تفسير د/ راتب النابلسي
الله سبحانه وتعالى لا نستطيع أن ننظر إليه، وعقيدة أهل السنة والجماعة
أن المؤمن يوم القيامة في الجنة ينظر إلى الله عزَّ وجل، وبعض الأحاديث
الشريفة تؤكِّد أن الإنسان ينظر إلى الله نظرةً يغيب معها خمسين ألف عام
من نشوة النظرة،
يؤكد هذا قول الله عزَّ وجل:

{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22)إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23) }
( سورة القيامة )

وأكبر عقابٍ يعاقب به المقصِّرون:

{ كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ(15) }
( سورة المطففين )

وقال:

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ (45) }
(سورة الفرقان)

إذاً حينما يدعونا الله عزَّ وجل أن ننظر إليه في الدنيا، أي يدعونا أن نراه
رؤيةً قلبية، قد تقول: رأيت الله أكبر كل شيءٍ، هل هذه الرؤية بصريةً،
هل هذه الرؤية بصريةٌ أم قلبية، إنها رؤية قلبية، رأيت العلم نافعاً، ربنا
سبحانه وتعالى يدعونا أن ننظر إلى عظمته،إلى قدرته، إلى حكمته،
إلى لطفه،إلى أسمائه الحسنى من خلال الكون، لأن الكون بشكلٍ أو بآخر
تجسيدٌ لأسماء الله الحسنى.

المرأة التي قالت : آلله أمرك بهذا ؟ اذهب فلن يضيّعنا الله
هي من أنجبت الولد الذي قال:

{ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ }

هذا هو توريث اليقين بالله اللهم ارزقنا حسن الظن بگ..

هناك ألف دليل ودليل على قدرة الله من خلال الكون،
إذاً ربنا سبحانه وتعالى يقول: من أجل أن تطيعوني يجب أن تعرفوني.
أن العبادة التي هي علة وجودنا على وجه الأرض بل هي غاية وجودنا،
إنما هي طاعةٌ طوعية ممزوجةٌ بمحبةٍ قلبية أساسها معرفةٌ يقينية تفضي
إلى سعادةٍ أبدية، هكذا، إذاً من أجل أن نطيع الله طاعةً طوعية، من أجل
أن نحبَّه محبةً قلبية، من أجل أن تنتهي بنا هذه الطاعة وهذه المحبة إلى
سعادةٍ أبدية يجب أن نعرفه، ولا طريق إلى معرفته إلا أن نتأمَّلَ في
خلقه، لأن طبيعة الإنسان لا تستطيع أن ترى الله عزّ وجل ولكنها ترى
آثاره، ترى آثار قدرته، وآثار حكمته، وآثار رحمته، إذاً ربنا سبحانه
وتعالى حينما يدعونا إلى أن ننظر إليه،ننظر إلى أسمائه الحسنى وصفاته
الفُضلى من خلال الكون:

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ (45) }
(سورة الفرقان)

وكلمة الظل ولا سيما في الجزيرة العربية توحي بالرحمة،توحي بالنِعمة،
النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ
نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلانِ تَحَابَّا
فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ
وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ
مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )
[ صحيح البخاري عن أبي هريرة ]