المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غـزوتــان


حور العين
05-25-2015, 05:30 PM
الأخ / فـضـل الـسـقـا
نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية
لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط
أ. عبدالله بن عمر خياط
غـزوتــان

لخص الشيخ محمد الخضري غزوتين في كتابه

«نور اليقين في سيرة سيد المرسلين»

غزوة ذات الرقاع، وقد سميت كذلك لأن المسلمين كانت ركائبهم قليلة

فنقبت أقدامهم فلفوا عليها الخرق وقيل سميت باسم جبل يقال له الرقاع

لأن فيه بياضا وحمرة وسوادا .

قال الشيخ الخضري عن هذه الغزوة :

في ربيع الآخر بلغه عليه السلام أن قبائل من نجد يتهيأون لحربه وهم

بنو محارب وبنو ثعلبة فتجهـز لهـم وخرج في سبعمائة مقاتل وولى على

المدينة عثمان بن عفان، ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا ديار القوم فلم

يجدوا فيها أحدا غير نسوة فأخذوهن فبلغ الخبر رجالهـن فخافوا وتفرقوا

في رؤوس الجبال ثم اجتمع جمع منهم وجاؤوا للحرب فتقارب الناس

وأخاف بعضهم بعضا ولما حانت صلاة العصر وخاف عليه السلام أن يغدر

بهـم الأعداء وهم يصلون صلى بالمسلمين صلاة الخوف فألقى الله الرعب

في قلوب الأعداء وتفرقت جموعهـم خائفين منه صلى الله عليه وسلم.

كما لخص الشيخ محمد الخضري بك غزوة دومة الجندل التي تبعد عن

دمشق خمس ليال وعن طيبة خمس عشرة ليلة حسبما أورده ابن سعد

حسب مقاييس الجغرافيين الأوائل قبل عصر السيارات والقطارات.

قال الشيخ الخضري عن غزوة دومة الجندل ضمن حديثه

عن وقائع السنة الخامسة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

إلى المدينة المنورة :

في ربيع الأول من هذا العام بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن جمعا من

الأعراب بدومة الجندل يظلمون من مر بهـم وأنهـم يريدون الدنو من

المدينة فتجهـز لغزوتهـم وخرج في ألف من أصحابه بعد أن ولى على

المدينة سباع بن عرفطة الغفاري ولم يزل يسير الليل ويكمن النهار حتى

قرب منهـم فلما بلغهـم الخبر تفرقوا فهجم المسلمون على ماشيتهـم

ورعائهـم فأصيب من أصيب وهرب من هرب ثم نزل بساحتهـم فلم يلق

أحدا وبث السرايا فلم يجد منهـم أحدا فرجع عليه الصلاة والسلام غانما.

وصالح وهو عائد عيينة بن حصن الفزاري وهو الذي كان يسميه عليه

الصلاة والسلام الأحمق المطاع لأنه كان يتبعه ألف قناة وأقطعه عليه

الصلاة والسلام أرضا يرعى فيها بهمه على بعد ستة وثلاثين ميلا

من المدينة لأن أرضه كانت قد أجدبت.

وخلال هاتين الغزوتين يبرز سؤال :

لماذا يا ترى لم ينتهـز الأعداء وهم مشركو قريش واليهـود ومعهـم

منافقو المدينة غياب رسول الله ومعه المهاجرون والأنصار فيهجموا

على المدينة المنورة ويدمروها ؟..

الجواب هو :

أن الله وحده حفظ المدينة وما فيها ومن فيها.

السطـر الأخـير :

{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً }