المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع "تحدي تشارلي":


هيفولا
06-11-2015, 06:34 AM
وقفات مع "تحدي تشارلي":



???
"تشارلي تشارلي هل أنت هنا ؟"
سؤال يطرحه فتيات وشبان في بلاد التوحيد على "شيطان" "مكسيكي" النسب
ليفتتحوا جولة من الأسئلة المتتالية يجيب عنها "تشارلي" .


فما هي هذه الممارسة التي اكتسح الحديث عنها وسائل التواصل الاجتماعي ؟
وما هي حقيقتها ؟
وما الأحكام الشرعية المتعلقة بها ؟


بدأ "تحدي تشارلي" charlie challenge بالانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي - محلياً - قبل عدة أيام تقريباً ، مواكبة للانتشار العالمي للتحدي ذاته .
ولا توجد أصول ثقافية واضحة لهذه الممارسة بعينها سوى ما يتم تداوله عبر الشبكة
دون أي مصادر أو توثيق ، وهو أن لعبة "تشارلي" تقليد مكسيكي قديم
يقوم على استحضار روح - أو مجموعة أرواح - شيطانية يُطلق عليها اسم "تشارلي" .


وتتمثل صورة هذه "اللعبة" في وضع قلم رصاص فوق الآخر بشكل متقاطع ( + ) ،
وفي كل من الأربع زوايا المحيطة بالقلمين تكتب كلمة : "نعم" أو "لا" بالتعاقب .


بعدها يبدأ الممارس بنداء "الشيطان" واستئذانه ببدء اللعب ،
فيقول : "تشارلي تشارلي هل أنت هنا ؟ " أو "تشارلي تشارلي هل يمكننا اللعب ؟"
، فإذا تحرك القلم العلوي ليشير إلى "نعم"
كانت إشارة من "تشارلي" إلى إمكانية البدء بطرح الأسئلة .


يبدأ الممارس بعد ذلك بسؤال "الشيطان" عن كل ما يبدو له :
هل سأتزوج قريباً ؟
هل اختبار الغد صعب ؟
هل سأنجب أنثى ؟
هل فلان يُحبني ؟ ونحو ذلك ..


فإذا أراد إنهاء اللعبة كان لزاماً عليه انتظار إذن "تشارلي" بذلك ،
فإن لم يأذن له "الشيطان" بإنهاء اللعبة بقيت البوابة لعالم الشياطين مفتوحة ،
وبدأت تؤثر في حياة ذلك الإنسان بزعمهم .
ثم يتداولون أمثلة مخيفة لإيذاء الشياطين لكل من خالف أمر "تشارلي" .


ولي مع هذه الممارسة عدة وقفات ، أكتبها في عجالة ،
لكثرة الأسئلة حول هذا الموضوع وسرعة انتشاره بين الناس .


?أولاً : أصل "اللعبة" .
يُذكر أن ثمة لعبة مشابهة يلعبها الصبيان في المكسيك والدول المتحدثة بالأسبانية
لعدة أجيال تدعى Juego de la lapicera ،
وتشبه إلى حدٍ كبير ما عرف الآن بـ "تحدي تشارلي".


غير أن نسبة هذه الممارسة للطقوس والتقاليد المكسيكية القديمة فيه نظر ،
فإن الصورة المنتشرة لا تبدو عليها أي آثار لتلك الثقافات ،
لا في أدواتها ، ولا في صورتها ، ولا في اللغة المستخدمة ، ولا حتى في اسم "الشيطان" .
بل كلها تشير إلى أصول غربية معاصرة ألبست ثوب الثقافات القديمة كعنصر جذب وإثارة .


?ثانياً : حقيقة "تحدي تشارلي" .
عند تأمل الصورة التي توضع فيها الأقلام المتراكبة نجد أنها وضعية في غاية الحساسية ،
وليست وضعية ثابتة غير قابلة للتحريك .
بل إن أدنى حركة في السطح أو نفخة هواء من نفَس السائل يمكنها تحريك القلم عن مكانه بإحدى الاتجاهات - بل إن إبقاء الأقلام ثابتة هو التحدي الحقيقي .
وقد انتشرت عشرات المقاطع المصورة - في الغرب -
تبين أن حركة الأقلام أمر طبيعي لا علاقة له بأي قوى خارقة .


ولو كانت هذه الطريقة معتبرة ، وغير متأثرة بالعوامل الطبيعية ،
لما اشتُرط استخدام الأجسام غير الثابتة ،
ولأمكن استخدام أي جسم مستطيل قابل للتحريك الإرادي ،
وهذا غير مطبق في الواقع .

ولذلك يغلب على الظن أن هذه "اللعبة" هي مزيج من الأوهام والخدع
والمؤثرات الطبيعية التي تخفى على كثير من الناس سهلي الانخداع .


ومما يُغلّب هذا الاحتمال - في نظري - انتشار الأمر بشكل ملحوظ ،
واستجابة "الشياطين" المزعومة للنداء بشكل متكرر ،
وهذا لا يُتصور في حق الجان ، إذ أن خدمتهم للإنس بالعادة مشروطة ،
وتكلف الساحر دينه وكثير من دنياه ، بينما يجيب "تشارلي" عن كل ما يطلبه السائلون
دون أي مقابل يذكر .


لكن يبقى الاحتمال الغيبي وارد في بعض الحالات الفردية ،
وأن تكون هذه التهيئة والنداء المتكرر لكيان مجهول الحقيقة
سبب في استحضار الجن وتسلطهم حقيقة ،
فإن ترجيح احتمال التحايل والانخداع لا يعني استبعاد الخطر الشيطاني الحقيقي
عمن يخوض هذه التجربة مطلقاً.
ومن ثمة يبقى تفسير الأحداث الغريبة التي تلي التحاور مع "تشارلي"
- لا سيما إذا أنهيت اللعبة دون أن يأذن "هو" بذلك - متعلقاً بالمقدمات السابقة .


فإما أن يكون العقل والنفس متهيئان لتفسير الأحداث العادية
وفقاً للمخاوف المثارة ، فتؤدي الأوهام دوراً بارزاً في تثبيت تلك المخاوف
وحشد الدلائل المتعسفة لتوثيقها . وهذا أمر معروف ومشتهر في علم النفس
.
أو أن يكون الممارس عرّض نفسه - حقيقة - للمس الشيطاني ،
وظهرت آثار ذلك في نفسه وما حوله .
وكالسابق ، الاحتمال الأول - عندي - أقرب ، والاحتمال الثاني وارد كذلك .


?ثالثاً : "تحدي تشارلي" من منظور شرعي .
لا يشك مسلم لديه أدنى علم بأصول العقيدة أن هذا العمل محرم مخالف لتلك الأصول .
ولعلي أوجز أوجه المخالفة في النقاط التالية :


١- أن الممارس لهذا الفعل يظن أنه يخاطب الجن ،
ويستعين بهم في بعض حاجاته مستفيداً من "علمهم" ، وهذا الفعل محرم ،
ووسيلة إلى الشرك .
وفي فتوى اللجنة الدائمة : "لا تجوز الاستعانة بالجن مطلقا ؛ لأنهم عالم غائب عنا ،
وقد قال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } ،
وهذا على سبيل الإنكار للاستعانة بعموم الجن ،
ولأجل سد ذريعة الشرك بالله عز وجل" .

وسئل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عن الاستعانة بالجن فقال :
"إنه طَلَبٌ من الجن ، فيدخل في سؤال الغائبين الذي يشبه سؤال الأموات ،
وفيه رائحة من روائح الشرك".


٢- أن فيه تعظيم للجن والشياطين في نفوس الناشئة ،
وتعريض قلوبهم للخشية والخوف من هذه الكائنات الخفية ،
فاستئذانهم لـ "تشارلي" في البدء والانتهاء ،
وتعظيم شأنه والتخويف من أذاه ذريعة إلى الوقوع في خوف السر ،
ووسيلة قد تؤدي إلى التقرب إليه بما يكف أذاه ، والذي يعد من الشرك الأكبر .
قال تعالى : { إِنَّمَا ذالِكُمُ الشَّيْطَـانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } .


علماً أن هذا باعتبار ما يقع في قلب العبد،
وإن لم يكن لهذا "الشيطان" حقيقة في الواقع .


٣- أن الأسئلة التي تُطرح على "تشارلي" هي أسئلة غيبية ،
لا يعلم إجابتها السائل في الغالب ،
ومن ثم تكون هذه "اللعبة" ضرب من ضروب الكهانة الحديثة ،
كمن يستقسم بالأزلام أو يخط في الأرض .
وحكم الكهانة وسؤال الكهان مبسوط في كتب العقيدة .


٤- أن في اللعبة استهانة بالتواصل مع الجان وسؤالهم .
فهي - وإن كانت تُعد "لعبة" عند بعضهم ولا يعتقدون حقيقتها - تظل متضمنة
لجملة من المخالفات العقدية ، وهي سبب في جعل هذا الفعل معتاداً مقبولًا عند الناس ،
وهذا يفتح بابا خطيراً ويمهد لقبول ممارسات أكثر خطورة وانحرافاً
مما هو موجود في الساحة اليوم ومما قد يظهر مستقبلاً .


وفي الختام ، أنصح إخوتي وأخواتي باجتناب هذه الممارسة الخطيرة ،
والإنكار على من يطبقها أو ينشرها ولو على سبيل الفكاهة والتندر ،
فإن العقائد ليست محلاً للمزاح واللعب . كما أؤكد على ضرورة اعتزازنا - جميعاً -
بهويتنا الدينية وعقيدتنا الإسلامية الصافية ، وألا نكون كالإمعة نتبع كل ناعق ..


هذا ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبته :
هيفاء بنت ناصر الرشيد
١٠ / ٨ / ١٤٣٦ هـ

هيفولا
06-11-2015, 06:44 AM
هذا تفصيل من الشيخ المنجد حول الويجا وتشارلي





https://pbs.twimg.com/media/CGQjuQrUIAAZTZK.jpg