المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القناعة


حور العين
07-22-2015, 06:02 PM
الأخت / الملكة نـــور
القناعة
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

( قد أفلح من أسلَمَ ورُزقَ كفافا وقَنّعَهُ اللّهُ بما آتاهُ )

(رواه مسلم) .

القناعة متعلقة بالرضا ،

فإذا رضي العبد عن ربه قنع بما قسم الله له وقلبه مطمئن مرتاح لذلك .

والقناعة تناقض التكالب على الدنيا سعيا وراء متاعها الزائل ، سواء كان

حلالا أم حراما . فالمؤمن يقنع بالحلال ولو كان قليلا ، ويمقت الحرام

ولو كان كثيرا . وقناعته لا تقعده عن الكسب ولا عن أخذ ما هو صالح

من غيره ، لكنها تناقض الحسد لمن آتاه الله رزقا وفيرا ، وتناقض تكليف

النفس فوق طاقتها طمعا في المزيد من متاع الدنيا ، وتناقض الكسب مع

التفريط بفرائض الله وعبادته. والقناعة يحتاجها الغني والفقير وكذلك

يحتاجها من كان رزقه كفافا بين الغنى والفقر ، لأن القناعة في القلب

ولا علاقة لها بما في اليد من مال. ومن قنع بما آتاه الله وجد طمأنينة

القلب والسعادة ، قال الله تعالى:

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }

قال كثير من أهل التفسير:

الحياة الطيبة في الدنيا هي القناعة .

وقيل أيضا في قوله تعالى:
{ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }

هو القناعة ،

وفي قوله تعالى

{ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِى جحِيم }

هو الحرص في الدنيا.

وقد ذم الله تعالى التكاثر في متاع الدنيا وعدّه من الملهيات:

{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ }

وهكذا يفلح من قنع بما آتاه الله تعالى وكان رزقه كفافا على قدر حاجته ،

وسطا بين الغنى والفقر ، وهو أفضل من كليهما ، لأن خير الأمور

أوسطها ، فرب غني ألهاه غناه عن معرفة ربه ورب فقير شغله فقره

وإكتساب قوته عن عبادة ربه.