تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم الجمعة 27.12.1431


vip_vip
02-05-2011, 11:43 AM
حديث اليوم الجمعة 27.12.1431


مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى


( مما جاء فى كراهية أن يتقاضى المؤذن أجراً على الأذان )



حَدَّثَنَاهَنَّادٌحَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ وَ هُوَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْأَشْعَثَ


عَنْالْحَسَنِعَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أنهقَالَ :



إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ



( أَنْ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا)

==========================



قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُثْمَانَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذَ الْمُؤَذِّنُ عَلَى الْأَذَانِ أَجْرًا
وَ اسْتَحَبُّوا لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَحْتَسِبَ فِي أَذَانِهِ


==========================

( الشـــــروح )





قَوْلُهُ : ( حدثنَاأَبُو زُبَيْدٍ)بِالتَّصْغِيرِ ،


اسْمُهُ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الزُّبَيْدِيُّ -بِالضَّمِّ- الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ ، مِنَ الثَّامِنَةِ



قَوْلُهُ : ( عَنْأَشْعَثَ)


هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ الْكِنْدِيُّ النَّجَّارُ الْكُوفِيُّ مَوْلَى ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ أَشْعَثُ النَّجَّارُ ،


وَ يُقَالُ لَهُ أَشْعَثُ التَّابُوتِيُّ وَ أَشْعَثُ الْأَفْرَقُ ، رَوَى عَنِالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّوَ الشَّعْبِيِّوَغَيْرِهِمَا ،


وَ رَوَى عَنْهُشُعْبَةُوَ الثَّوْرِيُّوَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَ غَيْرُهُمْ ، قَالَهُ الْحَافِظُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ ،


وَ قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : ضَعِيفٌ ،


وَ قَالَ الْخَزْرَجِيُّ : حَدِيثُهُ فِيمُسْلِمٍمُتَابَعَةٌ .



قَوْلُهُ : ) عَنِالْحَسَنِ )


هُوَ الْبَصْرِيُّ



قَوْلُهُ : (عَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ)


صَحَابِيٌّ شَهِيرٌ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَىالطَّائِفِ


وَ مَاتَ فِي خِلَافَةِمُعَاوِيَةَبِالْبَصْرَةِ .



قَوْلُهُ : ( إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ )


أَيْ حِينَ تَوْدِيعِهِ إِلَىالطَّائِفِلِلْعَمَلِ ( أَنِ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا )


فِيهِ دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى أَنهْ يُكْرَهُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ ،وَ قَدْ عَقَدَابْنُ حِبَّانَتَرْجَمَةً عَلَى الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ ،


وَ أَخْرَجَ عَنْأَبِي مَحْذُورَةَأَنَّهُ قَالَ :


فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْأَذَانَ فَأَذَّنْتُ ،


ثُمَّ أَعْطَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ،


وَ أَخْرَجَهُ أَيْضًاالنَّسَائِيُّ ،قَالَالْيَعْمُرِيُّ : وَ لَا دَلِيلَ فِيهِ لِوَجْهَيْنِ :


الْأَوَّلُ أَنَّ قِصَّةَأَبِي مَحْذُورَةَأَوَّلَ مَا أَسْلَمَ ؛ لِأَنَّهُ أَعْطَاهُ حِينَ عَلَّمَهُ الْأَذَانَ


وَ ذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِالرَّاوِي لِحَدِيثِ النَّهْيِ ، فَحَدِيثُعُثْمَانَمُتَأَخِّرٌ ،


الثَّانِي أَنَّهَا وَاقِعَةُ عَيْنٍ يَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالُ وَ أَقْرَبُ الِاحْتِمَالَاتِ فِيهَا أَنْ يَكُونَ


مِنْ بَابِ التَّأْلِيفِ لِحَدَاثَةِ عَهْدِهِ بِالْإِسْلَامِ كَمَا أَعْطَى حِينَئِذٍ غَيْرَهُ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ


وَ وَقَائِعُ الْأَحْوَالِ إِذَا تَطَرَّقَ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالُ سَلَبَهَا الِاسْتِدْلَالَ لِمَا يَبْقَى فِيهَا مِنَ الْإِجْمَالِ ،


قَالَالشَّوْكَانِيُّ بَعْدَ نَقْلِ كَلَامِابْنِ سَيِّدِ النَّاسِهَذَا :


وَ أَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَا يَرِدُ عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ الْأُجْرَةَ إِنَّمَا تَحْرُمُ إِذَا كَانَتْ مَشْرُوطَةً


لَا إِذَا أُعْطِيهَا بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ بِمِثْلِ هَذَا حَسَنٌ .


قُلْتُ : مَا قَالَالشَّوْكَانِيُّفِي وَجْهِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ لَا شَكَّ فِي حُسْنِهِ .



قَوْلُهُ : ( حَدِيثُعُثْمَانَحَدِيثٌ حَسَنٌ )


قَالَ فِي الْمُنْتَقَى بَعْدَ ذِكْرِهِ : رَوَاهُ الْخَمْسَةُ ، وَ قَالَ فِي النَّيْلِ : صَحَّحَهُالْحَاكِمُ ،


وَ قَالَابْنُ الْمُنْذِرِ : ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَلِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ


وَ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًاوَ أَخْرَجَابْنُ حِبَّانَعَنْيَحْيَى الْبَكَّالِيِّقَالَ :


سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَلِابْنِ عُمَرَإِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُابْنُ عُمَرَ : إِنِّي لَأَبْغَضُكَ فِي اللَّهِ ،


فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ وَ تَبْغَضُنِي فِي اللَّهِ ؟ !


قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ أَذَانِكَ أَجْرًا .


وَ رُوِيَ عَنِابْنِ مَسْعُودٍأَنَّهُ قَالَ : " أَرْبَعٌ لَا يُؤْخَذُ عَلَيْهِنَّ أَجْرٌ :


" الْأَذَانُ ، وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ، وَ الْمَقَاسِمُ ، وَ الْقَضَاءُ " ،


انْتَهَى .



قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذَ عَلَى الْأَذَانِ أَجْرًا ،


وَ اسْتَحَبُّوا لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَحْتَسِبَ فِي أَذَانِهِ )


قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَخْذُ الْمُؤَذِّنِ عَلَى أَذَانِهِ مَكْرُوهٌ بِحَسَبِ مَذَاهِبِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ ،


قَالَالْحَسَنُ : أَخْشَى أَنْ لَا تَكُونَ صَلَاتُهُ خَالِصَةً ، وَ كَرِهَهُالشَّافِعِيُّوَ قَالَ :


يُرْزَقُ مِنْ خُمُسِ الْخُمُسِ مِنْ سَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،


فَإِنَّهُ مُرْصَدٌ لِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ قَالَ فِي النَّيْلِ :


قَدْ ذَهَبَ إِلَى تَحْرِيمِ الْأَجْرِ شَرْطًا عَلَى الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِالْهَادِيوَ الْقَاسِمُوَ النَّاصِرُ


وَ أَبُو حَنِيفَةَوَ غَيْرُهُمْ ، وَ قَالَمَالِكٌ : لَا بَأْسَ بِأَخْذِ الْأَجْرِ عَلَى ذَلِكَ .


وَ قَالَالْأَوْزَاعِيُّ : يُجَاعِلُ عَلَيْهِ وَ لَا يُؤَاجِرُ .


وَ قَالَالشَّافِعِيُّفِي الْأُمِّ : أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الْمُؤَذِّنُونَ مُتَطَوِّعِينَ ،


قَالَ : وَ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَرْزُقَهُمْ وَ هُوَ يَجِدُ مَنْ يُؤَذِّنُ مُتَطَوِّعًا مِمَّنْ لَهُ أَمَانَةٌ إِلَّا أَنْ يَرْزُقَهُمْ مِنْ مَالِهِ ، قَالَ : وَ لَا أَحْسَبُ أَحَدًا بِبَلَدٍ كَثِيرِ الْأَهْلِ يُعْوِزُهُ أَنْ يَجِدَ مُؤَذِّنًا أَمِينًا يُؤَذِّنُ مُتَطَوِّعًا ،


فَإِنْ لَمْ يَجِدْهُ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَرْزُقَ مُؤَذِّنًا وَ لَا يَرْزُقُهُ إِلَّا مِنْ خُمُسِ الْخُمُسِ الْفَضْلِ .


وَ قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : الصَّحِيحُ جَوَازُ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى الْأَذَانِ وَ الصَّلَاةِ وَ الْقَضَاءِ


وَ جَمِيعِ الْأَعْمَالِ الدِّينِيَّةِ فَإِنَّ الْخَلِيفَةَ يَأْخُذُ أُجْرَتَهُ عَلَى هَذَا كُلِّهِ


وَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا يَأْخُذُ النَّائِبُ أُجْرَةً كَمَا يَأْخُذُ الْمُسْتَغْيِبُ وَ الْأَصْلُ فِي ذَلِكَ


قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَ مُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ . انْتَهَى ،


فَقَاسَ الْمُؤَذِّنَ عَلَى الْعَامِلِ وَ هُوَ قِيَاسٌ فِي مُصَادَمَةِ النَّصِّ ،


وَ فُتْيَا ابْنِ عُمَرَ الَّتِي مَرَّتْ لَمْ يُخَالِفْهَا أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ الْيَعْمُرِيُّ ،


كَذَا فِي النَّيْلِ . قُلْتُ : الْقَوْلُ الرَّاجِحُ عِنْدِي هُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ



انْتَهَى .