vip_vip
02-05-2011, 11:43 AM
حديث اليوم الجمعة 27.12.1431
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( مما جاء فى كراهية أن يتقاضى المؤذن أجراً على الأذان )
حَدَّثَنَاهَنَّادٌحَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ وَ هُوَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْأَشْعَثَ
عَنْالْحَسَنِعَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أنهقَالَ :
إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( أَنْ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا)
==========================
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُثْمَانَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذَ الْمُؤَذِّنُ عَلَى الْأَذَانِ أَجْرًا
وَ اسْتَحَبُّوا لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَحْتَسِبَ فِي أَذَانِهِ
==========================
( الشـــــروح )
قَوْلُهُ : ( حدثنَاأَبُو زُبَيْدٍ)بِالتَّصْغِيرِ ،
اسْمُهُ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الزُّبَيْدِيُّ -بِالضَّمِّ- الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ ، مِنَ الثَّامِنَةِ
قَوْلُهُ : ( عَنْأَشْعَثَ)
هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ الْكِنْدِيُّ النَّجَّارُ الْكُوفِيُّ مَوْلَى ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ أَشْعَثُ النَّجَّارُ ،
وَ يُقَالُ لَهُ أَشْعَثُ التَّابُوتِيُّ وَ أَشْعَثُ الْأَفْرَقُ ، رَوَى عَنِالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّوَ الشَّعْبِيِّوَغَيْرِهِمَا ،
وَ رَوَى عَنْهُشُعْبَةُوَ الثَّوْرِيُّوَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَ غَيْرُهُمْ ، قَالَهُ الْحَافِظُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ ،
وَ قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : ضَعِيفٌ ،
وَ قَالَ الْخَزْرَجِيُّ : حَدِيثُهُ فِيمُسْلِمٍمُتَابَعَةٌ .
قَوْلُهُ : ) عَنِالْحَسَنِ )
هُوَ الْبَصْرِيُّ
قَوْلُهُ : (عَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ)
صَحَابِيٌّ شَهِيرٌ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَىالطَّائِفِ
وَ مَاتَ فِي خِلَافَةِمُعَاوِيَةَبِالْبَصْرَةِ .
قَوْلُهُ : ( إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ )
أَيْ حِينَ تَوْدِيعِهِ إِلَىالطَّائِفِلِلْعَمَلِ ( أَنِ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا )
فِيهِ دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى أَنهْ يُكْرَهُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ ،وَ قَدْ عَقَدَابْنُ حِبَّانَتَرْجَمَةً عَلَى الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ ،
وَ أَخْرَجَ عَنْأَبِي مَحْذُورَةَأَنَّهُ قَالَ :
فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْأَذَانَ فَأَذَّنْتُ ،
ثُمَّ أَعْطَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ،
وَ أَخْرَجَهُ أَيْضًاالنَّسَائِيُّ ،قَالَالْيَعْمُرِيُّ : وَ لَا دَلِيلَ فِيهِ لِوَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ أَنَّ قِصَّةَأَبِي مَحْذُورَةَأَوَّلَ مَا أَسْلَمَ ؛ لِأَنَّهُ أَعْطَاهُ حِينَ عَلَّمَهُ الْأَذَانَ
وَ ذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِالرَّاوِي لِحَدِيثِ النَّهْيِ ، فَحَدِيثُعُثْمَانَمُتَأَخِّرٌ ،
الثَّانِي أَنَّهَا وَاقِعَةُ عَيْنٍ يَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالُ وَ أَقْرَبُ الِاحْتِمَالَاتِ فِيهَا أَنْ يَكُونَ
مِنْ بَابِ التَّأْلِيفِ لِحَدَاثَةِ عَهْدِهِ بِالْإِسْلَامِ كَمَا أَعْطَى حِينَئِذٍ غَيْرَهُ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَ وَقَائِعُ الْأَحْوَالِ إِذَا تَطَرَّقَ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالُ سَلَبَهَا الِاسْتِدْلَالَ لِمَا يَبْقَى فِيهَا مِنَ الْإِجْمَالِ ،
قَالَالشَّوْكَانِيُّ بَعْدَ نَقْلِ كَلَامِابْنِ سَيِّدِ النَّاسِهَذَا :
وَ أَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَا يَرِدُ عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ الْأُجْرَةَ إِنَّمَا تَحْرُمُ إِذَا كَانَتْ مَشْرُوطَةً
لَا إِذَا أُعْطِيهَا بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ بِمِثْلِ هَذَا حَسَنٌ .
قُلْتُ : مَا قَالَالشَّوْكَانِيُّفِي وَجْهِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ لَا شَكَّ فِي حُسْنِهِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُعُثْمَانَحَدِيثٌ حَسَنٌ )
قَالَ فِي الْمُنْتَقَى بَعْدَ ذِكْرِهِ : رَوَاهُ الْخَمْسَةُ ، وَ قَالَ فِي النَّيْلِ : صَحَّحَهُالْحَاكِمُ ،
وَ قَالَابْنُ الْمُنْذِرِ : ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَلِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ
وَ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًاوَ أَخْرَجَابْنُ حِبَّانَعَنْيَحْيَى الْبَكَّالِيِّقَالَ :
سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَلِابْنِ عُمَرَإِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُابْنُ عُمَرَ : إِنِّي لَأَبْغَضُكَ فِي اللَّهِ ،
فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ وَ تَبْغَضُنِي فِي اللَّهِ ؟ !
قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ أَذَانِكَ أَجْرًا .
وَ رُوِيَ عَنِابْنِ مَسْعُودٍأَنَّهُ قَالَ : " أَرْبَعٌ لَا يُؤْخَذُ عَلَيْهِنَّ أَجْرٌ :
" الْأَذَانُ ، وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ، وَ الْمَقَاسِمُ ، وَ الْقَضَاءُ " ،
انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذَ عَلَى الْأَذَانِ أَجْرًا ،
وَ اسْتَحَبُّوا لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَحْتَسِبَ فِي أَذَانِهِ )
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَخْذُ الْمُؤَذِّنِ عَلَى أَذَانِهِ مَكْرُوهٌ بِحَسَبِ مَذَاهِبِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ ،
قَالَالْحَسَنُ : أَخْشَى أَنْ لَا تَكُونَ صَلَاتُهُ خَالِصَةً ، وَ كَرِهَهُالشَّافِعِيُّوَ قَالَ :
يُرْزَقُ مِنْ خُمُسِ الْخُمُسِ مِنْ سَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،
فَإِنَّهُ مُرْصَدٌ لِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ قَالَ فِي النَّيْلِ :
قَدْ ذَهَبَ إِلَى تَحْرِيمِ الْأَجْرِ شَرْطًا عَلَى الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِالْهَادِيوَ الْقَاسِمُوَ النَّاصِرُ
وَ أَبُو حَنِيفَةَوَ غَيْرُهُمْ ، وَ قَالَمَالِكٌ : لَا بَأْسَ بِأَخْذِ الْأَجْرِ عَلَى ذَلِكَ .
وَ قَالَالْأَوْزَاعِيُّ : يُجَاعِلُ عَلَيْهِ وَ لَا يُؤَاجِرُ .
وَ قَالَالشَّافِعِيُّفِي الْأُمِّ : أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الْمُؤَذِّنُونَ مُتَطَوِّعِينَ ،
قَالَ : وَ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَرْزُقَهُمْ وَ هُوَ يَجِدُ مَنْ يُؤَذِّنُ مُتَطَوِّعًا مِمَّنْ لَهُ أَمَانَةٌ إِلَّا أَنْ يَرْزُقَهُمْ مِنْ مَالِهِ ، قَالَ : وَ لَا أَحْسَبُ أَحَدًا بِبَلَدٍ كَثِيرِ الْأَهْلِ يُعْوِزُهُ أَنْ يَجِدَ مُؤَذِّنًا أَمِينًا يُؤَذِّنُ مُتَطَوِّعًا ،
فَإِنْ لَمْ يَجِدْهُ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَرْزُقَ مُؤَذِّنًا وَ لَا يَرْزُقُهُ إِلَّا مِنْ خُمُسِ الْخُمُسِ الْفَضْلِ .
وَ قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : الصَّحِيحُ جَوَازُ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى الْأَذَانِ وَ الصَّلَاةِ وَ الْقَضَاءِ
وَ جَمِيعِ الْأَعْمَالِ الدِّينِيَّةِ فَإِنَّ الْخَلِيفَةَ يَأْخُذُ أُجْرَتَهُ عَلَى هَذَا كُلِّهِ
وَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا يَأْخُذُ النَّائِبُ أُجْرَةً كَمَا يَأْخُذُ الْمُسْتَغْيِبُ وَ الْأَصْلُ فِي ذَلِكَ
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَ مُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ . انْتَهَى ،
فَقَاسَ الْمُؤَذِّنَ عَلَى الْعَامِلِ وَ هُوَ قِيَاسٌ فِي مُصَادَمَةِ النَّصِّ ،
وَ فُتْيَا ابْنِ عُمَرَ الَّتِي مَرَّتْ لَمْ يُخَالِفْهَا أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ الْيَعْمُرِيُّ ،
كَذَا فِي النَّيْلِ . قُلْتُ : الْقَوْلُ الرَّاجِحُ عِنْدِي هُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
انْتَهَى .
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( مما جاء فى كراهية أن يتقاضى المؤذن أجراً على الأذان )
حَدَّثَنَاهَنَّادٌحَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ وَ هُوَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْأَشْعَثَ
عَنْالْحَسَنِعَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أنهقَالَ :
إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( أَنْ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا)
==========================
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُثْمَانَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذَ الْمُؤَذِّنُ عَلَى الْأَذَانِ أَجْرًا
وَ اسْتَحَبُّوا لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَحْتَسِبَ فِي أَذَانِهِ
==========================
( الشـــــروح )
قَوْلُهُ : ( حدثنَاأَبُو زُبَيْدٍ)بِالتَّصْغِيرِ ،
اسْمُهُ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الزُّبَيْدِيُّ -بِالضَّمِّ- الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ ، مِنَ الثَّامِنَةِ
قَوْلُهُ : ( عَنْأَشْعَثَ)
هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ الْكِنْدِيُّ النَّجَّارُ الْكُوفِيُّ مَوْلَى ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ أَشْعَثُ النَّجَّارُ ،
وَ يُقَالُ لَهُ أَشْعَثُ التَّابُوتِيُّ وَ أَشْعَثُ الْأَفْرَقُ ، رَوَى عَنِالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّوَ الشَّعْبِيِّوَغَيْرِهِمَا ،
وَ رَوَى عَنْهُشُعْبَةُوَ الثَّوْرِيُّوَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَ غَيْرُهُمْ ، قَالَهُ الْحَافِظُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ ،
وَ قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : ضَعِيفٌ ،
وَ قَالَ الْخَزْرَجِيُّ : حَدِيثُهُ فِيمُسْلِمٍمُتَابَعَةٌ .
قَوْلُهُ : ) عَنِالْحَسَنِ )
هُوَ الْبَصْرِيُّ
قَوْلُهُ : (عَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ)
صَحَابِيٌّ شَهِيرٌ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَىالطَّائِفِ
وَ مَاتَ فِي خِلَافَةِمُعَاوِيَةَبِالْبَصْرَةِ .
قَوْلُهُ : ( إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ )
أَيْ حِينَ تَوْدِيعِهِ إِلَىالطَّائِفِلِلْعَمَلِ ( أَنِ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا )
فِيهِ دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى أَنهْ يُكْرَهُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ ،وَ قَدْ عَقَدَابْنُ حِبَّانَتَرْجَمَةً عَلَى الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ ،
وَ أَخْرَجَ عَنْأَبِي مَحْذُورَةَأَنَّهُ قَالَ :
فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْأَذَانَ فَأَذَّنْتُ ،
ثُمَّ أَعْطَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ،
وَ أَخْرَجَهُ أَيْضًاالنَّسَائِيُّ ،قَالَالْيَعْمُرِيُّ : وَ لَا دَلِيلَ فِيهِ لِوَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ أَنَّ قِصَّةَأَبِي مَحْذُورَةَأَوَّلَ مَا أَسْلَمَ ؛ لِأَنَّهُ أَعْطَاهُ حِينَ عَلَّمَهُ الْأَذَانَ
وَ ذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِالرَّاوِي لِحَدِيثِ النَّهْيِ ، فَحَدِيثُعُثْمَانَمُتَأَخِّرٌ ،
الثَّانِي أَنَّهَا وَاقِعَةُ عَيْنٍ يَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالُ وَ أَقْرَبُ الِاحْتِمَالَاتِ فِيهَا أَنْ يَكُونَ
مِنْ بَابِ التَّأْلِيفِ لِحَدَاثَةِ عَهْدِهِ بِالْإِسْلَامِ كَمَا أَعْطَى حِينَئِذٍ غَيْرَهُ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَ وَقَائِعُ الْأَحْوَالِ إِذَا تَطَرَّقَ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالُ سَلَبَهَا الِاسْتِدْلَالَ لِمَا يَبْقَى فِيهَا مِنَ الْإِجْمَالِ ،
قَالَالشَّوْكَانِيُّ بَعْدَ نَقْلِ كَلَامِابْنِ سَيِّدِ النَّاسِهَذَا :
وَ أَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَا يَرِدُ عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ الْأُجْرَةَ إِنَّمَا تَحْرُمُ إِذَا كَانَتْ مَشْرُوطَةً
لَا إِذَا أُعْطِيهَا بِغَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ بِمِثْلِ هَذَا حَسَنٌ .
قُلْتُ : مَا قَالَالشَّوْكَانِيُّفِي وَجْهِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ لَا شَكَّ فِي حُسْنِهِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُعُثْمَانَحَدِيثٌ حَسَنٌ )
قَالَ فِي الْمُنْتَقَى بَعْدَ ذِكْرِهِ : رَوَاهُ الْخَمْسَةُ ، وَ قَالَ فِي النَّيْلِ : صَحَّحَهُالْحَاكِمُ ،
وَ قَالَابْنُ الْمُنْذِرِ : ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَلِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ
وَ اتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًاوَ أَخْرَجَابْنُ حِبَّانَعَنْيَحْيَى الْبَكَّالِيِّقَالَ :
سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَلِابْنِ عُمَرَإِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُابْنُ عُمَرَ : إِنِّي لَأَبْغَضُكَ فِي اللَّهِ ،
فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ وَ تَبْغَضُنِي فِي اللَّهِ ؟ !
قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ أَذَانِكَ أَجْرًا .
وَ رُوِيَ عَنِابْنِ مَسْعُودٍأَنَّهُ قَالَ : " أَرْبَعٌ لَا يُؤْخَذُ عَلَيْهِنَّ أَجْرٌ :
" الْأَذَانُ ، وَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ، وَ الْمَقَاسِمُ ، وَ الْقَضَاءُ " ،
انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يَأْخُذَ عَلَى الْأَذَانِ أَجْرًا ،
وَ اسْتَحَبُّوا لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَحْتَسِبَ فِي أَذَانِهِ )
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَخْذُ الْمُؤَذِّنِ عَلَى أَذَانِهِ مَكْرُوهٌ بِحَسَبِ مَذَاهِبِ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ ،
قَالَالْحَسَنُ : أَخْشَى أَنْ لَا تَكُونَ صَلَاتُهُ خَالِصَةً ، وَ كَرِهَهُالشَّافِعِيُّوَ قَالَ :
يُرْزَقُ مِنْ خُمُسِ الْخُمُسِ مِنْ سَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،
فَإِنَّهُ مُرْصَدٌ لِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ قَالَ فِي النَّيْلِ :
قَدْ ذَهَبَ إِلَى تَحْرِيمِ الْأَجْرِ شَرْطًا عَلَى الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِالْهَادِيوَ الْقَاسِمُوَ النَّاصِرُ
وَ أَبُو حَنِيفَةَوَ غَيْرُهُمْ ، وَ قَالَمَالِكٌ : لَا بَأْسَ بِأَخْذِ الْأَجْرِ عَلَى ذَلِكَ .
وَ قَالَالْأَوْزَاعِيُّ : يُجَاعِلُ عَلَيْهِ وَ لَا يُؤَاجِرُ .
وَ قَالَالشَّافِعِيُّفِي الْأُمِّ : أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الْمُؤَذِّنُونَ مُتَطَوِّعِينَ ،
قَالَ : وَ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَرْزُقَهُمْ وَ هُوَ يَجِدُ مَنْ يُؤَذِّنُ مُتَطَوِّعًا مِمَّنْ لَهُ أَمَانَةٌ إِلَّا أَنْ يَرْزُقَهُمْ مِنْ مَالِهِ ، قَالَ : وَ لَا أَحْسَبُ أَحَدًا بِبَلَدٍ كَثِيرِ الْأَهْلِ يُعْوِزُهُ أَنْ يَجِدَ مُؤَذِّنًا أَمِينًا يُؤَذِّنُ مُتَطَوِّعًا ،
فَإِنْ لَمْ يَجِدْهُ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَرْزُقَ مُؤَذِّنًا وَ لَا يَرْزُقُهُ إِلَّا مِنْ خُمُسِ الْخُمُسِ الْفَضْلِ .
وَ قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ : الصَّحِيحُ جَوَازُ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى الْأَذَانِ وَ الصَّلَاةِ وَ الْقَضَاءِ
وَ جَمِيعِ الْأَعْمَالِ الدِّينِيَّةِ فَإِنَّ الْخَلِيفَةَ يَأْخُذُ أُجْرَتَهُ عَلَى هَذَا كُلِّهِ
وَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا يَأْخُذُ النَّائِبُ أُجْرَةً كَمَا يَأْخُذُ الْمُسْتَغْيِبُ وَ الْأَصْلُ فِي ذَلِكَ
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَ مُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ . انْتَهَى ،
فَقَاسَ الْمُؤَذِّنَ عَلَى الْعَامِلِ وَ هُوَ قِيَاسٌ فِي مُصَادَمَةِ النَّصِّ ،
وَ فُتْيَا ابْنِ عُمَرَ الَّتِي مَرَّتْ لَمْ يُخَالِفْهَا أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ الْيَعْمُرِيُّ ،
كَذَا فِي النَّيْلِ . قُلْتُ : الْقَوْلُ الرَّاجِحُ عِنْدِي هُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
انْتَهَى .