المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيوت مطمئنة - الحلقة الخامسة


حور العين
01-28-2016, 12:19 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
5 - شكراً عمي

قصة غريبة , وعجيبة , وحادثة فريدة من نوعها ،

هي قصة فتاة بلا مبالغة تملك الملايين من الأرصدة في البنوك

فضلا عن العقارات والأسهم ،

قبل أن أذكر لكم هذه القصة , نحب أن نتفق على نقطه معينة ,

وهي أن المال فتنة وأي فتنة ، كل شيء نستطيع مقاومته ,

إلا بريق الخمسمائة ريال ومئات الآلاف

دعونا من المجاملة , ومن المجادلة ,

فكم من عم ظالم لبنات وأولاد أخيه المتوفى ؟

و كم من أخ أخذ أموال أخواته , وإخوانه الصغار دون وجه حق

بل أخذ أموال أبيه وحجر عليه وأبعده وأخذ وكالة عامة ,

ثم استولى على جميع المال بحجة أنه هو الذي يتصرف ،

وأنه هو الأكبر الذي يعرف ماذا يفعل وماذا يقدم ,

و أن لا أحد له سلطة عليه ؟

لكن تبقى محاكمنا مليئة بالمشاهد المؤسفة من هذا النوع ,

والأدهى والأمر أنه يعيش أصحاب الحق وأصحاب المال في الضنك ,

والفقر , والحاجة , محرومين من أموالهم ومستحقاتهم المالية ,

هذة القصة وإن كانت بدايتها مؤسفة ومحزنة ؛

لكن نهايتها مشرفة ومفرحة

هذهالقصة لأخت أسمت نفسها فاقدة أبوها ,

تقول هذه الأخت :

توفي والدي وأخوييا , في حادث سيارة قبل فترة ,

وكان عمري آنذاك ثمانية عشر سنة ,

اما الأن فأصبح عمري إحدى وعشرون سنة , في ثاني جامعة ,

تكمل :

ترك لي أبي ست عمائر , فيها أربع وثلاثون شقة ,

وبيت ملك قصر ستة ألاف متر , هذا غير الأسهم , غير الأراضي ,

غير النقود التي في البنوك , رحم الله والدي وإخواني

ويجمعني بهم في جنات النعيم

تقول هذه الأخت :

أمي تريد أن تزوجني ولد خالتي ,

وعمي الكبير أخو أبي يريد أن يزوجني من ولده الوحيد

كل هذا الكلام , وهذا الخلاف , وهذا النقاش , لأجل الثروة والمال ,

كما يقولون حتى لا تذهب عند رجل غريب ,

المشكلة أنهم غير ملتزمين وليسوا كفؤا لي ,

وأنا لا أريدهم أصلا من البداية

أنا لا أريد إلا الرجل الطيب ولو كان فقيرا ,

لقد تقدم لي من قبل سنة شاب حافظً للقرآن , و كان يحضر الدكتوراه ,

ووضعه المادي متواضع ، ولكن رفضت أمي ,

ورفض عمي الكبير نهائياً , تدخل عمي الصغير ووقف معي

بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,

وقال للشاب :

أمهلنا أسبوعا فقط وسنرد عليك ,

تكمل الاخت قولها :

أن عمي الصغير بذل الجهد مع عمي الكبير ,

فاشترط أن يتنازل عمي الصغير لعمي الكبير عن جميع الميراث ,

وأنتم تعلمون أن البنت الآن تأخذ النصف

والباقي سيذهب بعد نصيب أمها

إلى الأعمام بالعصبة و يورثون الباقي

قال العم الكبير:

لك أن تزوجها لهذا الشاب وتتنازل عن نصيبك

قال العم الأصغر :

ليس عندي مانع ، أتنازل عنه ,

وكان المبلغ سبحان الله قرابة تسعة ملايين ريال ،

اشترط أن يتنازل له عنه , مقابل أن يوافق على الزواج من هذا الرجل ,

الفقير, والذي ليس مؤهلاً أن يقترن بهذه الفتاة الثرية , الغنية ,

وفعلاً هذا العم استطاع أن يقنع أمي بالزواج وحصل ذلك ,

وتقدم الشاب وتمت الموافقة , ومن ثم الزواج .

تقول هذه الأخت :

كل ما أريدة أن أشكر عمي على وقفته معي في سعادتي ,

وأن اختار لي الزوج المناسب , متنازلا عن حقه

وقسمته من ميراث والدي

قبل أن أطرح سؤالي عليكم أفيدكم أن عمي الصغير

يملك الآن ضعف ما يملكه والدي رحمه الله ,

وعنده أربعة أولاد صغار السن ,

أسـأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأوفاه ,

وهذه نهاية كل من يقدم للناس خيرا , وكل من ينفع الناس ,

وكل من يصبر ويحتسب الأجر من الله

لماذا لا يهتم الأعمام

ببنات إخوانهم إذا مات إخوانهم ؟

لماذا لا يعاملونهن مثلما يعاملون بناتهم ؟

فشتان بين عمٍ وعم ,

وقد جمعهم رحم واحد مع والدي رحمه الله

هذه قصة غريبة , عجيبة لا تعليق عليها إلا كما قالت الأخت ،

أن نتوجه بالشكر الجزيل لهذا العم الفاضل على نصرته للحق ,

وهنيئا له دعوات بنية أخيه له بالعوض والتوفيق ,

فأقول لهذا العم ولكل عم وقف بجانب مثل هؤلاء الفتيات

بأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا