المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 50 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / حديث عن المُصطفى


vip_vip
02-05-2011, 12:25 PM
50 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / حديث عن المُصطفى
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.3&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.4&fid=adnan&inline=1



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.5&fid=adnan&inline=1


الحمد لله مستحق الحمد بلا انقطاع ، و مستوجب الشكر بأقصى ما يستطاع ،


الوهاب المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ،


أحمده سبحانه و تعالى و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


فلا خير إلا و هو مصدره ، و لا فضل إلا منه أوله و آخره .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


جميل العوائد ، و جزيل الفوائد ، هو أكرم مسؤول و أعظم مأمول ،


سبحانه علام الغيوب و مفرّج الكروب ، و مجيب دعوة المضطر المكروب ،


و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ، و حبيبه و خليله ،


الوافي في عهده ، و الصادق في وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ،


المؤيّد بالمعجزات الظاهرة ، و البراهين الباهرة .


صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه و تابعيه ،


صلاة تشرق إشراق البدور ، و تتردد مع أنفاس الصدور ،


و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .


أمّـــا بعـــد :


فإنَّ خيرَ ما تُفتَتح به الوصايا و تُختَتَم ، و يُستجلَب به الخير و يُستَتَمّ ،


الحثُّ على تقوى الإلهِ و خشيته في السرِّ و العلن ؛


فمن جعل التقوَى مرمَى بصرِه أفلح و نجَا ، و فازَ بما أمَّل و رجا،


و صدَر عن بهجةٍ و إنشراح روح ،


و نفسٍ راضية مرضية في رياضِ السّعادة تغدو و تَروح .


أيّها المؤمنون ، لسنا في نجوًى عن القول :


إنّ أمّتَنا الإسلاميّة العتيدة إنما شدَّت ركابها شطرَ المجد و العلياء


و تسنَّمت قِمَم السؤدَدِ و الإباء و ساقت الإنسانيّةَ إلى مرابِع الحضارة و المدنيّة ،


و أفياءِ الأمن و الرّخاء و العدل ، ساعةَ استعصَمَت بالوحيَين الشريفين ،


و أستمسَكت بالهديَين النيِّرين ، و كانت مِلءَ سمعها و بصرها ،


و مُفعَم روحِها و مُستَولَى مشاعرها ، سنّةُ نبيّها الغرّاء و سيرتُه و شمائِله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 .


و يومَ أن انحرف بها المسار عن ذلك الهديِ المتلألئ ،


دخلت الأمّةُ في َبابِ التبعيّة و الذيليّة و الوهَن ،


و صارت مع التنافُر و التناثر في قَرَنٍ ، و الْتأمَتْ مع الأسَى و الهوان ،


و أصبح الإستمساك بالكتاب و السنة عندها قائم على دعاوًى منَ الحبِّ زائفة ،


يكاد عند التمحيص و التدقيق ، لا يبارِح الألسنة و الشِّفاه ،


و ذلك من مكامنِ دائها ، فَدَاءُ الأمّة فيها ،


و لو أنها أعتصَمَت بالكتاب و السنّة ما أستفحَل داؤها و لتحقَّق دواؤها .


إخوةَ الإيمان ، و لئن ازدَانَت الدنيا و ضَّاءةً خضراء منذ ما يربُو


على أربعةَ عشر قرنًا من الزّمان ببعثة سيِّد الأنبياء http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 ،


و عطَّرت سيرته العبقةُ الأقطارَ بما تضمَّنته من حقائق المهابةِ و الجمال و الخشية ،


و مسدَّدِ الحِكمةِ في الأقوالِ و الفِعال ، فإنَّ تلكم السيرةَ المشرقة الجبين ،


المتلألِئة المُحَيَّا ، لا تزال تقف منادية و مناشدة :


إليَّ إليَّ ، نهلاً و فهمًا ، و إقتِباسًا و إعتصاماً .


معاشر المحبين ، إنَّ الحديثَ عن الحبيب المصطَفى ، و الرسول المجتبى ،


والخاتم المقتَفَى صلواتُ الله عليه و على آلِه و صحبه و سلّم لهو حديثٌ عَذبُ المذاق ،


مُجرٍ لدموع المآق ، بَلسَم لجفوة القلوب و لقَسوَتها تِرياق ،


كيف لا و هو رسول الملِك العلام ، و حامِل ألوية العدلِ و السّلام ،


و مُخرج البشريّة بإذن ربِّها من دياجير الإنحطاطِ و الوثنية و الظلام


إلى أنوار التوحيدِ و الإيمان و الوئام ؟ !


صلوات الله و سلامه عليه ما لاحت الأنوار ، و حنَّت إليه قلوب الأبرار ،


نبيُّ المعجِزات ، و آخذُنا عن النار بالحُجُزات ، أمَنّ النّاس على كلِّ مسلم و مسلمة ،


و أحقُّهم نَقلاً و عقلاً بالمحَبّة الصادقة و الطاعة التامة ،


صاحِبُ المقامِ المحمود و اللِّواء المعقود و الحَوض المورود .


صلوات ربي و سلامه عليه ، لا يتمّ دينُ المرءِ إلاّ بإجلاله و الإنقيادِ له وحبِّه ،


و من أستكبر و أستنكف هدم دينَه و أُتُّهِم في لُبِّه ،


يقول عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه الشيخان :


(( لا يؤمِن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه


و ولده و والدِه و الناس أجمعين )) .


تِلكم هي المحبّةُ الصادقة التي أفضَت إلى أصلِ الطّاعة و التسليم الذي دلَّ عليه


قول الحقّ تبارك و تعالى :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 فَلاَوَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ


ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَوَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[النساء:65] .


أحبَّه مولاه و أجتبَاه ، و ميَّزه على سائر الخليقة و أصطفاه .


فكم حَبَاه ربُّه و فضّله و خصّه سبحانه و خوَّله ،


بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام .


أظهرُ الخليقَة بِشرًا و أُنسًا ، و أطيبُهم نَفَسًا و نفْسًا ، و أجملُهم وصفًا ،


و أظهرهم لُطفًا ، لا يطوي عَن بَشَرٍ بِشْرَهُ ، و حاشاه أن يشافِهَ أحدًا بما يكره ،


و البِشْرُ عنوان البشير ، صلّى الله عليه ما همَى رُكام و ما هَتن غَمام ،


كان ذا رأفةٍ عامّة و شفَقَة سابغة ، أجملُ الناسِ ودًّا ، و أحسنُهم وفاءً و عهدًا ،


تواضَعَ للناس و همُ الأتباع ، و خفض جناحه لهم و هو المتبوع المطَاع ،


كان شديدَ الخوف و العبادة ، وافرَ الطاعة و القنوت ، يبذُل الرّغائب ،


و يعين على الصروفِ و النوائب ، ما سئِل عن شيء فقال : لا ،


و ما أعرض عن مسلم و لا جفا .


فيا للهِ ، من ذا يستطيع أن يأتي بحديث منه ، يطفيء لوعة المحبين ،


و يشفي غليل السامعين ،


بل من ذا يستطيع أن يتفرَّد بوصفِ نبيٍّ نُزِّه عن النقائص و المثالب


و كُرِّم ببديع الشمائل و الخصائص ؟ !


نبيٌّ تقيّ ، و رسول نقيٌّ ، زكَّى الباري لسانه فقال :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[النجم:3] ،


و زكَّى بصره فقال :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 مَا زَاغَ البَصَرُوَمَا طَغَى http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[النجم:17] ،


و زكَّى صدره فقال :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[الشرح:1] ،


و زكَّى فؤادَه فقال :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَىhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[النجم:11] ، [النجم:5]،


و زكّاه كلَّه فجاءت الشهادة الكبرى التي شرُف بها الوجود و أنزَوَت لها كلُّ الحدود ،


إذ يقول البَرّ الودود :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[القلم:4] .


خُلُق عظيمٌ اشتُقَّ من عظمة هذه الرسالةِ العالمية الإنسانية ،


خُلُق ملؤه الرحمة و العدل ، و الفضيلة و القوّة ، و العزة و الرفق و الحكمة ،


شعاره و دثاره


(( إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق ))



إخوةَ الإيمان ، و لسيرةِ النبيِّ المختار http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 مكانتها و مقامها فيِ النفوس


التي أحبَّته و أجلّته ، و الأفئدةِ المولعة بشمائله و خصالِه ،


و إرضاءً لذلك الحبّ الطهور ، هذه ومضاتٌ و إلماحات من سيرتِه المشربة


بالرحمة و الرأفة و الحنان .


فيومَ أن اشتدَّ أذى قومِه له ، فانطلَقَ و هو مهمومٌ على وجهه عليه الصلاة و السلام ،


فلم يستفِق إلاّ و هو بقرنِ الثعالب ، فناداه ملك الجبال


و قال : يا محمّد ، إن شِئتَ أن أطبقَ عليهم الأخشبين ،


فقال http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 و هو الرؤوف الرحيم :


(( بل أرجو أن يخرِجَ الله من أصلابهم


من يعبدُه وحدَه لا يشرك به شيئًا ))


أخرجه الشيخان .


فسبحان الله عبادَ الله ، انظروا كيفَ قابلوه بالتَّهَجّم و النكران ،


فوهبهم العفوَ و الغفران ، و صدق الله العظيم إذ يقول :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[الأنبياء:107] ،


و قال عليه الصلاة و السلام :


(( إنَّما أنا رحمةٌ مهداة ))


أخرَّجه البخاري .



و في فتحِ مكّةَ حين اشتدَّ الفزعُ بمشركي قريش و ظنّوا كلَّ الظنّ أنّ شأفتَهم مستأصلة ،


وقف منهم الرسولُ الشاكر الرحيم ، المانّ الحليم


و قال :


(( ما تظنّون أنِّي فاعل بكم ؟ ))


قالوا : خيرًا ؛ أخٌ كريم و أبن أخٍ كريم ،


قال :


(( اللّهمّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ، اذهَبوا فأنتم الطلقاء )) .


الله أكبر ، يا له من نبيٍّ ما أعظَمَه ، و مِن رسولٍ ما أكرمه .


إنّه المثل الأعلى للإنسانيّة ؛ أنتَصَر فرحِم و عفا ، و قدَر فصفَح و ما جفا .


و صفوةُ القول ياعباد الله :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[الأحزاب:21] ،


أسوةٌ في جميع ضروب الحياة و تصاريف الأمور و المعاملاتِ ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[الأنعام:124] ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُوَيَخْتَارُ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[القصص:68] .


إنَّها النفس التي عانَقَت السماء ، و عاشَت على الثَّرى دانيةً من الناس ،


مِلؤُها الإحسان المدِيد و العقلُ السديد و الرأي الرّشيد ،


في أقصى آمالِ الحِرص و الإخلاص و الصّدق و الأمانة .

vip_vip
02-05-2011, 12:26 PM
معاشرَ المسلمين ، ثلاثةٌ و عشرون عامًا مِن الدعوة و الصبر و التعليم و الجهاد


تقِف شامخةً على قمَّة الزمنِ و الحضارة و التأريخ ، لا تجِد فيها ساعةً أو خطوَة


توصَف بالضياع أو الإهدارِ .


أمّةَ الإسلام ، أحباب سيّدِ الأنام ، و مع كلِّ هذا الجلاء و البهاء في سيرةِ خير الورَى ،


لا يزالُ أرباب النّفاق و مَردَة الكُفرِ و مُسوخ العولمة و التغريب


ينشرون أباطيلَهم و حقدَهم عبرَ الحمَلات و الشبكات


حِيالَ الجناب المحمدّيّ الأطهر و الهديِ المصطفويّ الأزهَر ،


فيا وَيحهم ، يَرمون من أرسلَه الله رحمةً للعالمين بالقَسوة و الجفاء


و الإرهابِ و الغِلظة و الشناءَة ، في رسومٍ ساخِرة و دِعايات سافِرة و حملات ماكِرة ،


فالله حسبنا و حسيبُهم .


و ما عُدَّتهم إلاّ الإفتراء و الزور،


و قد علِموا يقينًا قاطعًا أنّ النبيَّ الأمّيَّ الهاشميّ القرشيّ


صلوات ربي و سلامُه عليه قد جاء للبشريّة بأسمى الحقائِق و أزكى الآداب ،


و أرقى النُّظُم و أجلى الشرائع ، و لكن


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 وَجَحَدُوا بِهَاوَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًاوَعُلُوًّا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[النمل:14] .


الله أكبر ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُhttp://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[الكوثر:3] ،


و لله درُّ حسّانَ رضي الله تعالى عنه :


هجوتَ مباركًا برًّا حنيفًا أميـنَ الله شِيمتُه الوفاءُ


فإنَّ أبي و والدَه و عِرضي لعِرضِ محمّدٍ منكم وقاء


أمّةَ الإسلام في كلّ مكان ، و إذا كانَت المآسي تلفَح وجوهَنا في كلِّ شبرٍ و واد ،


فإنّه لِزامًا على الأمّة و قد رضِيَت بالركون إلى هذه الدنيا ،


و ضعُف حبلُ صِلَتِها بهذِه السّيرةِ الهادِية ،


أن تَنثَنِي إلى السيرة النبوية في شمولٍ و عُمق و جِدٍّ و صِدق ،


و أن تكونَ أشدَّ تعلُّقًا بنبيِّها http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 و سيرتِه عليه الصلاة و السلام تأسِّيًا و فهمًا و سلوكًا


و إستبصارًا و إعتبارًا ؛ لتنتشلَ نفسَها من العجزِ و التمزّق ،


و الفِتن و الإنحدار التي مُنِيت بها في هذهِ الآونةِ المتأخرة ،


و لْتعلِنها مدوّيَة خفّاقةً أنّ السيرة النبويّةَ و المناقب المحمّديّة على صاحبها أزكَى صلاة و سلامٍ ، هي مناط العِزّ و النصر الذي سوف يعرُج بالأمة إلى مراتب السّؤدَد و التمكين ، وهي التي تقضِي على جدلٍ كلِّ عنيد و خداع كلِّ ماكر و نفاق كلِّ دعِيّ ، و هي الحجّة القاطعة لدحرِ المتهجمين على أصولِ الشريعة و أحكامها مِن قليلِي البصيرة و سُفَهاء الأحلام .


السيرةُ النبويّة ـ يرعاكم الله ـ هي الشمسُ الساطعة التي تربَّى عليها الأجيالُ


بمنهج الوسَطِ و الإعتدال بعدَ أن تلقَّفَتهم الغرائز و الشهوات في الإعلام و الفضائيّات ،


و طوَّقتهم الشّبهات في الشبكاتٍ و المنتدَيَات ،


حتى جفَّت في قلوبهم ينابيعُ الحبِّ المورِقِ لنبيِّهم http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 و شمائِلِه و صَحبهِ إلاّ مَن رحم الله .



يا أمّة الحبيب المصطفى http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 ، و لن يتحقَّق الحبّ النبويّ المكين


في أكملِ معانيه و أحكمِ مبانيه إلاّ إذا كانت لُحمتُه الاتِّباعَ و الإقتداء ،


و وسيلته العمل و الاهتداء .



ألا فاتقوا الله عباد الله، و تحلًوا بشمائل نبيِّكم http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 و أخلاقِه ،


و تزيَّنوا بمناقبِه و آدابِه ، و تمثَّلوا هديَه ، و ترسَّموا سنّتَه ،


و عَضّوا عليها بالنواجذ ، تغنَموا و تنعَموا و تسودوا و تقودوا .



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.9&fid=adnan&inline=1وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[يوسف:21] .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي


يُحْبِبْكُمُ اللَّهُوَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.10&fid=adnan&inline=1


قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَوَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[آل عمران:31، 32] .


بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ،


أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ،


فأستغفروه و توبوا إليه ؛ إنه كان توّابًا .



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.11&fid=adnan&inline=1



الحمد لله جعَلنا من خيرِ أمّة أخرِجت للناس ،


سبحانه و بحمدِه خصَّنا بشريعةٍ لا يعيبها عِوَج و لا إلتباس ،


و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له هو المجير من فِتَن الدّنيا و الأرجاس ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله أفضل من قادَ و ساس ،


و خيرُ من سقانا بسيرتِه السنيّة أروى كاس ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آلِه و صحبه الصّفوةِ من كل الملا و الناس ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين .



أمّـــا بعـــد :


فأتقوا الله عباد الله ، و أعلَموا أنَّ من مقتضَى محبّة رسول الله http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 محبّةَ آله الأطهار


و صَحبه الأخيار المهاجرين منهم و الأنصار ،


و وُدَّ أهل بيته الطيّبين الطاهرين و زَوجاته الطاهرات أمّهات المؤمنين


و صحابَتِه الغرِّ الميامين ، فلَيس في الأمّة كالصحابة في الفضلِ و المعروف ؛


أبرُّ الناس إيمانًا ، و أهدَاهم قلوبًا ، و أجفَاهم للهِ جنوبًا ،


أنتَهَوا في محبَّتِهم لخير البريّة إلى تفديَتِه بالآباء و الأمّهات ،


و إلى أعالي الدّرجات و سامي الغايات التي تمتنِع إلاّ على النفوسِ المشرقة باليقين .



فمن أحبَّهم و أثنى عليهم برِئ من النّفاق و كان له من منازل الإيمان


على قدرِ محبّتِه لهم و الاقتداء بهم ، يقول سبحانه :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[الفتح:18] .


و في صحيحِ الخبَر عن سيِّد البشَر في بيان حقِّهم و عظيمِ قدرِهم :


(( لا يحبُّهم إلا مؤمِن ، و لا يبغِضهم إلاّ منافق ،


و من أحبَّهم أحبَّه الله ، و من أبغضَهم أبغضه الله )) .



رضي الله عنهم و أرضاهم ، فهم ـ و ايمُ الله ـ لا يذكَرُون إلاّ بالجميل ،


و مَن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير سّبيل المؤمنين .


و ختامًا، فلتعلَموا ـ يرعاكم الله ـ أنّ من أحبَّ شيئًا أجراه دومًا على لسانه


و مكَّنه من سويداء جنانه .



ألا فأكثِروا ـ يرحمكم الله ـ من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله


كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ، فقال تعالى قولاً كريمًا :


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.7&fid=adnan&inline=1 إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.8&fid=adnan&inline=1


[الأحزاب:56] ،


و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :


(( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا )) .


اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًا http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أسناه ،


و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ،


و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول .


اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .


اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f63733%5fAOYNw0MAABQgTQqK3AE1zEpRA 8Q&pid=1.6&fid=adnan&inline=1 أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .


اللهم أعزَّ الإسلام و المسلمين ... ثم باقى الدعاء



اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت