تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا الزانية قبل الزاني والسارق قبل السارقة؟


حور العين
02-07-2016, 01:14 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
لماذا الزانية قبل الزاني
والسارق قبل السارقة؟

عندما نقرأ القرآن الكريم ، ونجد أن الله قدم بعض المفردات على بعضها ،
فهذا لم يكن على سبيل الصدفة ، أو لأن نص الآية الكريمة استوجب ذلك ،
ولكنه إشارة من الله عز وجل إلينا لنتدبر ولنعلم ما يريد أن ينبهنا الله إليه ،
فعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد الزنا بدأ الآية بالأنثى،

قال تعالى :

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ }

لقد بدأ الله حد الزنا بالأنثى ، وذلك لأنها التي تمكن الرجل من ذلك ،
ولو امتنعت منه ما استمر في تحرشه بها حتى تقع في مصائده ،
فالمرأة هي التي تتجاوب معه وتفتنه بملابسها الفاضحة ، ونظراتها ،
وحركاتها المثيرة .

فالأنثى هي البادئة بالفتنة والإثارة ، ولهذا حمّلها الله المسؤولية الأولى

في الزنا ، ولكنه ساوى بينهما وبين الذكر في العقوبة .

ولأجل ذلك أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة
بالعديد الأوامر سدا للذرائع :

أن لا تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيها .

قال تعالى :

{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }.

أمرهن الله سبحانه وتعالى بالتستر ولبس اللباس الساتر،
والدال على حشمتهن وهويتهن ، وأنهن مؤمنات عفيفات ،
لا يقبلن المخادنة والمصادقة للرجال ، أو إثارة الفتنة ،

قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ

يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ

وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }

فهذا اللباس الساتر يحميهن من مرضى القلوب والتهم الباطلة .
أمر الله المرأة المسلمة ألا تبدي صوت زينتها الخفية ، كالأساور والخلخال ،
وفي وقتنا الكعب العالي وما يصدر من صوت يلفت الانتباه وغيرها ،
تجنباً للعديد من المشكلات المترتبة على ذلك .

فقال تعز من قائل :

{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ }.

كما أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة
بعدم إبداء زينتها للأجانب من الرجال

فقال تعالى :

{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا

وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }

أمر الله المرأة المسلمة بغضّ البصر وحفظ الفرج ،

قال تعالى :

{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }

و لهذا بدأ الله سبحانه وتعالى في حد الزنا بالأنثى .
وعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد السرقة بدأ بالذَّكر

فقال تعالى :

{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا

جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ }،

فالإحصائيات العالمية تظهر ضلوع الرجال في جريمة السرقة ،
ولأنه في الغالب ، الرجل هو الذي يسعى لكسب لقمة العيش
وتوفيرها لمن يعول ، لذلك بدأ الله سبحانه بالرجل في الحد ،
مع مساواته لهم بالنساء في العقوبة .

هذا دين الله ، وتلك حدود الله ،
فأين من يخاف الله ويطبق حدوده ؟