تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتي الجمعة من مسجد الحارثية بجدة


حور العين
02-08-2016, 01:45 PM
خطبتي الجمعة من مسجد الحارثية بجدة
أعدها وألقاها سيدي الأخ الشيخ / محمد عطا الياس
ألقى فضيلة الشيخ سيدى محمد عطا الياس يحفظه الله
خطبتي الجمعة من مسجد الحارثية بجدة :
والتي تحدَّث فيها عما تعانيه الأمة الإسلامية من الإبتلاءات والفتن
وضرورة التمسك بالكتاب والسنة .

الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفَعَّالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ،

أشهد أن لا إلهَ إلا هو وحدَهُ لا شريكَ لهُ ،
وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثِ بالقرآنِ المجيدِ ،
صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }

أيها الأحبةُ في الله ، فأَنَّ هَذِهِ الأَحْدَاثَ الدَّامِيَةَ ،

التِي تَجْرِي يَوْمِيًّا عَلَى أرضِ بِلاَدِ الإِسْلاَمِ الوَاسِعِ ، قَدَرٌ مَكْتُوبٌ عَلَى الأُمَّةِ ،
ولا ريبَ إنَّ مِنْ أعزِّ مقاصدِ المؤمنين ، وأشهى مطالبَهم ، وغايةِ نفوسِهم ،
رؤيةَ دينِهم ظاهراً ، وكتابَ ربِهم مُهيمناً ، وعلوَّ رايةِ التوحيدِ ،
والفرحَ بنصرِ اللهِ ..، وَنَصرُ اللهِ للمؤمنينَ ، حقيقةٌ من حقائقِ الوجودِ ،
وسُنةٌ باقيةٌ من سُنَنِ اللهِ ، وقد يُؤخِّرُ اللهُ النَّصرَ لحكمةٍ يريدُها ،

فتظهرَ باديَ الرأي هزيمةٌ ، وقد يُهزمُ الحقُّ في مَعركةٍ ،

ويظهرُ الباطلُ في مرحلةٍ ، وكلُّها في مَنطِقِ القرآنِ ، صورٌ للنَّصرِ،
تَخفَى حِكمَتُها على البشرِ، والمؤمنونَ غيرَ مطالبينَ بنتائجٍ ،
إنما هُم مُطالبونَ ، بالسّير ِعلى نهجِ القرآنِ وأوامرِهِ،
والنصرُ بعد ذلك من أمرِ اللهِ، يَصنَعُ به ما يشاءُ
يقولُ تعالى :

{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ

وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم ٌ}

قد يُبطئُ النصرُ ، لأن بِناءَ الأُمَّةِ لم يَنضُجْ ، ولم يشتدَّ ساعدُهُ ،
ولأن البيئةَ لم تتهيأْ لاستقبالِهِ ، ويَتأخرُ النَّصرُ ، لِتَزِيدَ الأُمَّةُ صِلتَها باللهِ ،
وهي تُعاني وتَتَألمُ وتَبذِلُ ، ولا تجدُ لها سنداً إلاَّ اللهَ ،
وقد يُبطئُ النصرُ لتتجرَّدَ الأمةُ في كِفَاحِهِا ، وبذلِها وتضحياتِها للهِ ولدعوتِهِ أما الباطلُ ،
فَمَهمَا استعلى فهو طارئٌ وزاهقٌ ، ولا بُدَّ من هزيمتِهِ أمامَ الحقِّ ،
قال تعالى :

{ وَقُلْ جَاء ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَـٰطِلُ إِنَّ ٱلْبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا }

ولكنَّ حكمةَ اللهِ اقتضتْ أن يُوجِدَ الباطلَ لاختبارِ أوليائِهِ

{ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا }

وإِلاَّ لو شاءَ اللهُ ، لم يكنْ هُنَاك كفرٌ ولا باطلٌ ،

قال تعالى :

{ ذٰلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ }

لا تَعلَمُ الأمةُ ، متى وكيفَ يَتحققُ النصرُ،
فَجنُودُ اللهِ التي ينصرُ بها أولياءَهُ كُثُر ، ففي غزوةِ بني النَّضيرِ ،
كان الرُّعْبُ جُندِياً من جُنودِ اللهِ ،
وفي غَزوةِ بدرٍ ، كانت الملائكةُ والنُّعاسُ والمطرُ والحصى من جنودِ اللهِ ،
وكانت الريحُ والعنكبوتُ ، وغيرُ ذلك من جنودِ اللهِ ،

وصَدَقَ اللهُ :

{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ }

باركَ اللهُ لي وَلَكُم في القُرءانِ العظيم، قلت ما سمعتم ،
أستغفر اللـه العظيم لي ولكم فاستغفروه

الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوى ، والذي قدرَ فهدى ،
أحمدُهُ سبحانه وأشكرُهُ في السرِّ والنجوى ،
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، العليُّ الأعلى ،
وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ،
صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وإخوانِهِ صلاةً دائمةً إلى يومِ الدينِ .

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

اللهم صل وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ،
صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر ،
وارضَ اللهم عن الخلفاء ، الأئمةِ الحنفاء ، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي
وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ،
وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ،
بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرحم الراحمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، واحمِ حوزة الدين ،
واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً ، وسائر بلاد المسلمين
يا ربَّ العالمين ، وآمِنًّا في دورنا ، وأصلح أءمتنا وولاة أُمورنا ،
واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك ، برحمتك يا أرحم الرحمين

اللهم عليك بأعداء الدين،
اللهم عليك بهم فإنّهم لا يُعجزونك ،
اللهم زلزل الأرض من تحتهم ، وصُبَّ عليهم العذاب من فوقهم ،
واقذف الرعب في قلوبهم ، واجعلهم عبرةً للمُعتَبرين ،
اللهم أرنا فيهم يوماً كيومِ عادٍ وثمود ،
اللهُمَّ مُنزلُ الكتاب ، سريعُ الحساب ، ومُجري السّحاب اهزمُهُم وزَلزِلْهُم ،
اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تُغادر منهم أحدا ،
إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير ،

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات ،
اللهم ربنا

{ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }

عباد الله

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم ، واشكروهُ على نعمه يزدْكم

ولذكر الله أكبر والله والله يعلم ما تصنعون .