المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم الثلاثاء 01.05.1432


vip_vip
06-21-2011, 12:30 AM
حديث اليوم الثلاثاء 01.05.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي أَنَّهُ إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ
وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ
عَنْ أَنَسٍ رضى الله تعالى عنه
يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ قَالَ :
( إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ (
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وَ ابْنِ عُمَرَ وَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ و أمنا أم المؤمننين السيدة / أُمِّ سَلَمَةَ
رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ ابْنُ عُمَرَ وَ بِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ يَقُولَانِ يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ
وَ إِنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ
قَالَ أَبُو عِيسَى سَمِعْت الْجَارُودَ يَقُولُ سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ إِذَا كَانَ طَعَامًا يَخَافُ فَسَادَهُ وَ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ غَيْرِهِمْ أَشْبَهُ بِالِاتِّبَاعِ
وَ إِنَّمَا أَرَادُوا أَنْ لَا يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى الصَّلَاةِ وَ قَلْبُهُ مَشْغُولٌ بِسَبَبِ شَيْءٍ
وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَا نَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَ فِي أَنْفُسِنَا شَيْءٌ .

الشـــــــــــروح

) بَابُ مَا جَاءَ إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ (
قَوْلُهُ : ( عَنْ أَنَسٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ )
أَيْ يَرْفَعُهُ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ .

قَوْلُهُ " : إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ "
بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَ هُوَ طَعَامٌ يُؤْكَلُ عِنْدَ الْعِشَاءِ قَالَ الْعِرَاقِيُّ
: الْمُرَادُ بِحُضُورِهِ وَضْعُهُ بَيْنَ يَدَيِ الْآكِلِ لَا اسْتِوَاؤُهُ وَ لَا غَرْفُهُ فِي الْأَوْعِيَةِ
لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
: إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ وَ لَا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ .
وَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَ تُقَامُ الصَّلَاةُ فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ ،
وَ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ ، انْتَهَى . وَ قَدْ أَشَارَ إِلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ الْمُصَنِّفُ أَيْضًا
حَيْثُ قَالَ وَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلَخْ . وَ يُؤَيِّدُ مَا قَالَ الْعِرَاقِيُّ مِنْ أَنَّ الْمُرَادَ بِحُضُورِهِ
وَضْعُهُ بَيْنَ يَدَيِ الْآكِلِ حَدِيثُ أَنَسٍ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ بِلَفْظِ : إِذَا قُدِّمَ الْعَشَاءُ ،
وَ لِمُسْلِمٍ : إِذَا قُرِّبَ الْعَشَاءُ وَ عَلَى هَذَا فَلَا يُنَاطُ الْحُكْمُ بِمَا إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ
لَكِنَّهُ لَمْ يُقَرَّبْ لِلْآكِلِ كَمَا لَوْ لَمْ يُقَرَّبْ .

قَوْلُهُ : " وَ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ "
قَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : الْأَلِفُ وَ اللَّامُ فِي الصَّلَاةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الِاسْتِغْرَاقِ
وَ لَا عَلَى تَعْرِيفِ الْمَاهِيَّةِ ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تُحْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ لِقَوْلِهِ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ ،
وَ يَتَرَجَّحُ حَمْلُهُ عَلَى الْمَغْرِبِ لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا الْمَغْرِبَ ،
وَ الْحَدِيثُ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا ،
وَ فِي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَ أَحَدُكُمْ صَائِمٌ ، انْتَهَى .
وَ قَالَ الْفَاكِهَانِيُّ : يَنْبَغِي حَمْلُهُ عَلَى الْعُمُومِ نَظَرًا إِلَى الْعِلَّةِ وَ هِيَ التَّشْوِيشُ الْمُفْضِي
إِلَى تَرْكِ الْخُشُوعِ ، وَ ذِكْرُ الْمَغْرِبِ لَا يَقْتَضِي حَصْرًا فِيهَا لِأَنَّ الْجَائِعَ غَيْرُ الصَّائِمِ
قَدْ يَكُونُ أَشَوْقَ إِلَى الْأَكْلِ مِنَ الصَّائِمِ ، انْتَهَى .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ :
وَ حَمْلُهُ عَلَى الْعُمُومِ نَظَرًا إِلَى الْعِلَّةِ الْحَاقًا لِلْجَائِعِ بِالصَّائِمِ وَ لِلْغِذَاءِ بِالْعَشَاءِ
لَا بِالنَّظَرِ إِلَى اللَّفْظِ الْوَارِدِ ، انْتَهَى .

قَوْلُهُ " : فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ "
بِفَتْحِ الْعَيْنِ أَيْ بِطَعَامِ الْعَشَاءِ .

قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَ أُمِّ سَلَمَةَ )
أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِلَفْظِ : لَا صَلَاةَ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ وَ لَا هُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ أَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ .
وَأَمَّا حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ الطَّبَرَانِيُّ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ فَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ .

قَوْلُهُ : ( وَ بِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ يَقُولَانِ يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ وَ إِنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ بِالْجَمَاعَةِ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ قَيَّدَهُ بِمَنْ إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا إِلَى الْأَكْلِ
وَ هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ ، وَ زَادَ الْغَزَالِيُّ : مَا إِذَا خَشِيَ فَسَادَ الْمَأْكُولِ ،
وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُقَيِّدْ وَ هُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَ أَحْمَدَ وَ إِسْحَاقَ ،
وَ عَلَيْهِ يَدُلُّ فِعْلُ ابْنِ عُمَرَ أَيِ الْآتِي ، وَ مِنْهُمْ مَنِ اخْتَارَ الْبَدَاءَةَ بِالصَّلَاةِ
إِلَّا إِنْ كَانَ الطَّعَامُ خَفِيفًا ، نَقَلَهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ مَالِكٍ ، انْتَهَى .
قُلْتُ : وَ الظَّاهِرُ مَا قَالَهُ الثَّوْرِيُّ وَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ
( سَمِعْتُ الْجَارُودَ يَقُولُ : سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ إِذَا كَانَ الطَّعَامُ يُخَافُ فَسَادُهُ ) هَذَا مَقُولُ التِّرْمِذِيِّ ،
وَ الْجَارُودُ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ شَيْخُ الْمُؤَلِّفِ الْمُتَوَفِّي
سَنَةَ 244 أَرْبَعٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَتَيْنِ ، وَوَكِيعٌ هُوَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ،
وَقَوْلُ وَكِيعٍ هَذَا لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ بَلْ يُخَالِفُ إِطْلَاقَ الْحَدِيثِ ، وَلِذَا قَالَ التِّرْمِذِيُّ
( وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ غَيْرُهُمْ أَشْبَهُ بِالِاتِّبَاعِ )
أَيْ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ وَ الْعَمَلِ مِمَّا قَالَ وَكِيعٌ ( وَ إِنَّمَا أَرَادُوا )
أَيْ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمَذْكُورُينَ
( أَنْ لَا يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى الصَّلَاةِ وَ قَلْبُهُ مَشْغُولٌ بِسَبَبِ شَيْءٍ )
أَيْ حَالَ كَوْنِ قَلْبِهِ مَشْغُولٌ بِسَبَبِ شَيْءٍ ( وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ :
لَا نَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَ فِي أَنْفُسِنَا شَيْءٌ ) رَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَأْكُلَانِ طَعَامًا
وَ فِي التَّنُّورِ شِوَاءٌ ، فَأَرَادَ الْمُؤَذِّنُ أَنْ يُقِيمَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ :
لَا تَعْجَلْ لِئَلَّا نَقُومَ وَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهُ شَيْءٌ . كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي .