المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 3886


حور العين
08-17-2017, 08:37 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

وصايا للحجاج (01)



أولاً : إخلاص النية لله تعالى

يقول الله تعالى



{ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }


ويقول تعالى


{ هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تعالى


( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه

معي غيري تركته وشركه )

رواه مسلم


قال سهل بن عبد الله :

" ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ".


وقال ابن القيم :

" العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه ".



وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن الصّدق والإخلاص فقال :

بهذا ارتفع القوم .

قال شريح: "الحاج قليل والركبان كثير" ، فما أكثر الذين يعلمون الخير،

ولكن ما أقل الذين يريدون وجه الله .

اذاً ماهي نيتك يا من تريد الحج ؟

هل تريد ثناء الناس لك على أنك تحج كل عام ؟

أو أنك حججت خمسين حجه ام ماذا ؟

لقد كان بعض السلف يعرض له العمل فيتأخر فيه فإن كان لله تقدم

وإن كان غير ذلك تأخر.



ثانياً : المتابعة للنبي عليه الصلاة و السلام

فالعمل الذي لا يوافق سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود

على صاحبه , قال عليه الصلاة و السلام

( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )


قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:

"اتَّبِعوا ولا تبتدِعُوا؛ فقد كُفِيتُم"


وكان عُمرُ - رضي الله عنه - يهُمُّ بالأمر ويعزِمُ عليه ، فإذا قِيلَ له:

لم يفعلهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم ؛ انتَهَى - أي تركه .

قال الإمام مالك بن أنس - رحمه الله :

" من إبتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة ؛ فقد زعم أن محمداً خان

الرسالة ؛ لأن الله يقول :


{ اليوم أكملت لكم دينكم }



" فما لم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً " .


ثالثاً : النفقة الطيبة في الحج

لتعلم أيها الحاج أن طيب النفقة في الحج أصلٌ في قبول العمل ,

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


( يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا ، وإن الله أمر المؤمنين

بما أمر به المرسلين، فقال:


{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }

وقال:


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }


ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب

يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام

فأنى يستجاب لذلك )

. رواه مسلم


و ما أجمل ما قاله القائل في أبياته :

إذا حججــــت بمـــــال أصلــــه ســــحت

فمــــا حججـــت ولكـــن حجـــت العـــير

لا يقبــــــل اللــــــه إلا كــــــل طيبــــــة

مـا كـــل مـــن حـــج بيــت اللــه مــبرور


رابعا: الصحية الصالحة

يقول الله تعالى:

{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }


أيها الحاج المبارك عليك بالأصحاب الصالحين الطيبين ، من الأتقياء

والعباد والزهاد ، وأهل العلم والخير، وأصحاب الفضل والهمة ، الذين

يذكرونك إذا نسيت ، ويعلمونك إذا جهلت ، وينشطونك إذا كسلت ،

فتكتسب منهم أخلاقا وآدابا صالحة ، وهمة عالية ، وذلك لأن المرء

على دين خليله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( المرءُ على دِين خليله ، فلينظرْ أحدُكُم مَن يُخَالِلْ )

رواه أبو داود .

خامسا: حفظ الوقت

عليك أيها الحاج أن تحفظ وقتك بالطاعات و القربات التي تقربك

إلى الله تعالى من الدعاء و الذكر و الصلاة و الإستغفار و قراءة القرآن .

وعليك أيضاً ضد ذلك أن تحفظ لسانك عن كثرة القيل والقال ، والخوض

فيما لا يعنيك والإفراط في المزاح ، وصون اللسان عن الكذب والغيبة

والنميمة وسائر قول الزور .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه :

( من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )

. متفق عليه

قال الحسن البصري:

" يا ابن آدم ، نهارك ضيفك فأحسِن إليه ، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل

بحمدك ، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك ، وكذلك ليلتك".

قال ابن مسعود:" ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه،

نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي”.

قال ابن القيم: " إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت

تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها " .

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين