المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من الزهد الكبير للبيهقي( الجزء الأول )


حور العين
10-16-2017, 09:45 AM
من الاخت/ الملكة نور


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

فوائد من الزهد الكبير للبيهقي

( الجزء الأول )

من نظر إلى الدنيا نظر إرادة وحب لها أخرج الله نور اليقين ،

والزهد من قلبه .

إن البدن إذا سقم : لم ينجح فيه طعام ، ولا شراب ، ولا نوم ،

ولا راحة ، كذلك القلب إذا علق حب الدنيا لم تنجح فيه المواعظ .

نظرت في أصل كل إثم ، فلم أجد من كثرة امتحاني له إلا

حب المال ، فمن ألقى عنه حب المال فقد استراح .

إذا سكنت الدنيا في القلب ترحلت عنه الآخرة .

حزن الدنيا للدنيا يذهب بهم الآخرة ، وفرح الدنيا للدنيا يذهب

بحلاوة العبادة .

حزنك على الدنيا يخرج حزن الآخرة من قلبك ، وفرحك بالدنيا

يخرج حلاوة الآخرة من قلبك .

قلب ليس فيه حزن كبيت خرب ليس فيه شيء ،

يريد حزن الآخرة .

لو سلمتم من الخطايا فلم تعملوا فيما بينكم وبين الله خطيئة ،

ولم تتركوا لله طاعة إلا أجهدتم أنفسكم في أدائها إلا حبكم

الدنيا لوسعكم ذلك شرا ، إلا أن يتجاوز الله عز وجل ويعفو .

من أذاقته الدنيا حلاوتها بميله إليها جرعته الآخرة

مرارتها لمجانبته عنها .

ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك ، ذم مولانا

الدنيا فمدحناها ، وأبغضها فأحببناها ، وزهد فيها فآثرناها ،

ورغبنا في طلبها ، ووعدكم خراب الدنيا فحصنتموها ، ونهاكم

عن طلبها فطلبتموها ، وأنذركم الكنوز فكنزتموها ، دعتكم إلى

هذه الغرارة دواعيها فأجبتم مسرعين مناديها ، خدعتكم بغرورها ،

ومنتكم فأقررتم خاضعين لأمانيها ، تتمرغون في زهراتها ،

وتتمتعون في لذاتها ، وتتقلبون في شهواتها ، وتلوثون بتبعاتها ،

تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها ، وتحفرون بمعاول

الطمع في معادنها ، وتبنون بالغفلة في أماكنها ، وتحصنون

بالجهل في مساكنها .

قد رضينا من أعمالنا بالمعاني ، ومن طلب التوبة بالتواني ،

ومن العيش الباقي بالعيش الفاني