تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سائر ..ولكن الى اين؟؟


هيفولا
09-24-2011, 01:29 PM
سائر و لكنْ إلى أين المسير ؟


http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/15.gif


يقولُ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم :
( كلُّ النَّاسِ يغدو فبائعٌ نفسَه فمُعتقها أو مُوبقها )

أي :
كلُّ شخصٍ في هذه الحياةِ يسيرُ و يمضي ..

فهناك مَنْ يمضي إلىطريقٍ معلومٍ واضحِ المعالمِ
يفيدُ نفسَه في هذه الدُّنيا و الآخرة


و هناك مَنْ يغدو متخبِّطاً ليس في جعبته مِنْ أسهمِ الخيرِ و الرُّؤَى المستقبليَّةِ الخيِّرةِ شيء

لدى كلِّ شخص في هذه الحياةِ أحلامٌ و طموحاتٌ

لكنْ مِنَّا مَنْ لا يهدأ له بالٌ إلا و قد تحقَّق هدفُه و أصبحَ واقعاً ملموساً .

و مِنَّا مَنْ ينسى حلمَه الجميلَ و يسيرُ في الحياةِ و هدفُه لقمة العيش و متطلَّبات الأولاد ،
و طموحُه سداد ديونه و الموت بهدوء .

و بالرَّغم مِنْ أنَّ قدرةَ الإنسانِ مِنَّا جبَّارة

و بأننا لا نستخدمُ سوى جزءٍ ضئيلٍ جِدّاً مِنَ القوَّة التي منحَنا الله إيَّاها ..

إلا أننا ندمِّر هذه القوَّةَ بعدمِ استخدامِنا إيَّاها
و بعدمِ استثارةِ الحماسةِ و الدَّافعِ و الطُّموحِ مِنْ خلالِ صُنْعِ أهدافٍ برَّاقةٍ

و الغريب أنَّ هناك الكثير مِنَ الحقائقِ تعمى أعينُنا عن رؤيتِها رغمَ وضوحِها الشَّديدِ !

ذاتَ يومٍ كنتُ أتحدَّث مع مديرِ إحدى الشَّركاتِ بكندا، و سألتُه :

هل حصلتَ على إجازةٍ ترفيهيَّةٍ قريبةٍ ؟

فأجابني : نعم ، لقد ذهبتُ إلى المكسيك و مكثتُ فيها أسبوعين كاملين .

فقلتُ له : جيِّد ، و كيف خطَّطتَ لإجازتِك ؟

قالَ : حدَّدنا ميزانيَّة الرِّحلةِ ، ثم أخطرنا المكانَ الذي نودُّ الذَّهابَ إليه بقدومِنا كي ينتظرونا
ثم اتَّصلنا بأكثرَ مِنْ شركةٍ سياحيَّةٍ لنرى أيُّها يُعطي مزايا أكثر
و اخترنا أفضلَها بالفعلِ ، و حملنا حاجيَّاتنا و ذهبنا إلى المكسيك ،
و تمتَّعنا برحلتِنا التي خطَّطنا لها .

فقلتُ له : رائع ، و أرى أنك ممنْ يخطِّطون لأنفسِهم بِدِقَّةٍ .

فقالَ باسماً : بالطَّبع ، خاصَّة الإجازات ،

فالتَّخطيطُ الجيِّدُ يجنِّبني المفاجآت و الاهتمام بالتَّفاصيلِ الصَّغيرةِ ،
و يوفِّر عليَّ الوقتَ في إصلاحِ ما يفسدُ مِنَ الأشياءِ
و بهذا أتجنَّب المفاجآتِ غيرَ السَّارَّةِ و خيبةَ الأملِ التي قد تُطِلُّ برأسِه


فبادرْته بسؤالٍ : إذاً هل لديك برنامج منظَّم لحياتك اليوميَّة ؟


فقالَ : هذا يحتاجُ إلى وقتٍ و جهدٍ كبيرين ،

و هذا ما لا يتوفَّر لي و لكنَّني أسجِّل في ذهني دائماً خططي ،
و أحفظُ في ذاكرتي خططي المستقبليَّة

صاحبُنا خطَّط لرحلتهِ التَّرفيهيَّةِ بكلِّ دِقَّةٍ ،

و استعانَ بكلِّ الأدواتِ التي تساعدُه على تحقيقِ أهدافهِ ،

و لكنَّه لا يُلقي بالاً بحياته و لا يفكِّر في التَّخطيطِ لها


شخصٌ آخرُ قالَ لي إنه لا يؤمنُ بمسألةِ تحديدِ الأهدافِ ،


و إنه يرى أنها مضيعةٌ للوقتِ .

و أخبرني أنه قرأ كثيراً ، و حضرَ دوراتٍ كثيرةً ،

و أنه حاولَ مِنْ قبلُ تحديدَ أهدافهِ في الحياةِ..

لكنَّ جميعَ محاولاتهِ باءتْ بالفشلِ و الخسرانِ المبينِ .

فسألتُه :
هل تستطيعُ أنْ تسافرَ بسيَّارتِك لمكانٍ جديدٍ
و بدونِ أنْ تأخذَ معكَ خريطةً توضِّح لكَ كيفَ تمشي ،

و تجيبُك على تساؤلاتِك
( كم قطعتُ ؟ و كم تبقَّى ؟ و متى أصلُ ؟ )

فقالَ بسرعةٍ : بالطَّبع لا .. إنها تكونُ مخاطرةً آنذاك .

فسألتُه :
نعم ، هي مخاطرةٌ ..
إذاً قل لي : ماذا تفعلُ عادةً عندما تودُّ القيامَ برحلةٍ إلى مدينةٍ مجهولةٍ لكَ ؟

فقالَ : أحدِّد الوِجْهَةَ ( إلى أين أمضي ؟ )
أحدِّد الحاجةَ ( لماذا أمضي ؟ )
ثم أُحْضِرُ خريطةً حديثةً للطَّريقِ ، و أقومُ بجمعِ معلوماتٍ حولَ الطَّريقِ
و هل هو آمنٌ أم به بعض المشاكلِ ؟
و أحدِّد كذلك كم الوقت الذي تقطعُه السَّيارةُ عادةً
و غيرها مِنَ المعلوماتِ التي تفيدُني في رحلتي .




فأعدتُ صياغةَ سؤالي الأوَّل عليه :

و ماذا إنْ لم تقمْ بكلِّ هذه الخطواتِ ؟

فقالَ بسرعةٍ : سأضلُّ الطَّريقَ .

وهذه عيِّنةٌ أخرى لشخصٍ يرفضُ أنْ يسيرَ في رحلة قد لا تزيد عن اليومين بدون خريطةٍ

و لكنه في المقابلِ لا يُؤمنُ بالتَّخطيطِ لحياتهِ أكملِها ،

و لا يرى فائدةً مِنْ ذلك..
و يمضي في حياتهِ ضالّاً و تائهاً بلا خُطَّةٍ و لا هدفٍ .


من كتاب ( سيطر على حياتك ) للدكتور إبراهيم الفقي



وانت اخي و أنتِ أخيَّة ..
هل رسمتِ خطَّةَ رحلتك في هذه الحياة ؟
هل تدرك هل تدركين الهدفَ الذي ينبغي أنْ تسعي إليه ؟
أم أنك من الذين لا يؤمنون بصناعة الأهداف ؟
...........

سؤال خطير

تترتب عليه النهاية

اختكم
هيفولا

:o