المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 28.12.1432


vip_vip
02-01-2012, 01:32 PM
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي : فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ )

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ
عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :

إِ( إذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَ مَرَدَةُ الْجِنِّ

وَ غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ

فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَ يُنَادِي مُنَادٍ

يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَ يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ

وَ لِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَ ذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ (

قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ سَلْمَانَ

الشـــــــــــروح :

قَوْلُهُ : ( صُفِّدَتْ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ . بِالْمُهْمَلَةِ الْمَضْمُومَةِ بَعْدَهَا فَاءٌ ثَقِيلَةٌ مَكْسُورَةٌ أَيْ شُدَّتْ بِالْأَصْفَادِ
وَ هِيَ الْأَغْلَالُ وَ هُوَ بِمَعْنَى سُلْسِلَتِ ( الشَّيَاطِينُ ) وَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي قِلَابَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ : وَ تُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ فضل شهر رمضان
) وَ مَرَدَةُ الْجِنِّ ) جَمْعُ مَارِدٍ كَطَلَبَةِ وَ جَهَلَةِ وَ هُوَ الْمُتَجَرِّدُ لِلشَّرِّ ، وَ مِنْهُ الْأَمْرَدُ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الشَّعْرِ ،
وَ هُوَ تَخْصِيصٌ بَعْد تَعْمِيمٍ أَوْ عَطْفُ تَفْسِيرٍ وَ بَيَانٍ كَالتَّتْمِيمِ . وَ قِيلَ : الْحِكْمَةُ فِي تَقْيِيدِ الشَّيَاطِينِ
وَ تَصْفِيدِهِمْ كَيْ لَا يُوَسْوِسُوا فِي الصَّائِمِينَ . وَ أَمَارَةُ ذَلِكَ تَنَزُّهُ أَكْثَرِ الْمُنْهَمِكِينَ فِي الطُّغْيَانِ
عَنِ الْمَعَاصِي وَ رُجُوعِهِمْ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى . وَ أَمَّا مَا يُوجَدُ خِلَافَ ذَلِكَ فِي بَعْضِهِمْ
فَإِنَّهَا تَأْثِيرَاتٌ مِنْ تَسْوِيلَاتِ الشَّيَاطِينِ أَغْرَقَتْ فِي عُمْقِ تِلْكَ النُّفُوسِ الشِّرِّيرَةِ وَ بَاضَتْ فِي رُءُوسِهَا .
وَ قِيلَ قَدْ خُصَّ مِنْ عُمُومِ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ زَعِيمُ زُمْرَتِهِمْ وَ صَاحِبُ دَعْوَتِهِمْ ،
لَكَأَنَّ الْإِنْظَارَ الَّذِي سَأَلَهُ مِنَ اللَّهِ أُجِيبَ إِلَيْهِ فَيَقَعُ مَا يَقَعُ مِنَ الْمَعَاصِي بِتَسْوِيلِهِ وَ إِغْوَائِهِ .
وَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ التَّقْيِيدُ كِنَايَةً عَنْ ضَعْفِهِمْ فِي الْإِغْوَاءِ وَ الْإِضْلَالِ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : قَالَ عِيَاضٌ : يُحْتَمَلُ أَنَّهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَ حَقِيقَتِهِ
وَ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَامَةٌ لِلْمَلَائِكَةِ لِدُخُولِ الشَّهْرِ وَ تَعْظِيمِ حُرْمَتِهِ وَ لِمَنْعِ الشَّيَاطِينِ مِنْ أَذَى الْمُؤْمِنِينَ ،
وَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى كَثْرَةِ الثَّوَابِ وَ الْعَفْوِ وَ أَنَّ الشَّيَاطِينَ يَقِلُّ إِغْوَاؤُهُمْ فَيَصِيرُونَ كَالْمُصَفَّدِينَ .