حور العين
08-25-2020, 02:35 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
معنى الأول والآخر (05)
وَمِنْ مَعَانِي اسْمِ اللهِ الآخِر: أَنَّهُ الذِي تَنْتَهِي إليه أُمُورُ الخَلَائِقِ كُلِّهَا كَمَا وَرَدَ
عِنْدَ البُخَارِي مِنْ حَدِيثِ البَراءِ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
قَالَ: "اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ
رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ".
ثَالِثًا: وُرُودُهُ فِي القُرآنِ الكريمِ
وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الحديد: 3].
رَابِعًا: مَعْنَى الاسْم فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى
قَالَ الفَرَّاءُ: قَوْلُهُ تعالى ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ ﴾: يُرِيدُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ،
و﴿ وَالْآخِرُ ﴾: بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "هُوَ (الأَوَّلُ) قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ حَدٍّ، و(الآخِرُ) بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ
بِغَيْرِ نِهَايَةٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَلاَ شَيْءَ مَوْجُودًا سِوَاهُ، وَهُوَ
كَائِنٌ بَعْدَ فَنَاءِ الأشْيَاءِ كُلِّهَا، كَمَا قَالَ جَل ثَنَاؤُهُ
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ }
[القصص: 88]".
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: "(الأَوَّلُ) هُوَ مَوْضُوعُ التَّقَدُّمِ والسَّبْقِ. وَمَعْنَى وَصْفِنَا اللهَ تَعَالَى
بِأنَّهُ أَوَّلُ: هُوَ مُتَقَدِّمٌ للحَوَادِثِ بِأَوْقَاتٍ لاَ نِهَايَةَ لَهَا؛ فَالأشْيَاءُ كُلُّهَا وُجِدَتْ بَعْدَهُ،
وَقَدْ سَبَقَهَا كُلَّهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُعَائِهِ:
"أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ".
وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: "(الأَوَّلُ) هُوَ السَّابِقُ للأشْيَاءِ كُلِّهَا، الكَائِنُ الذِي لَمْ يَزَلْ قَبْلَ
وُجُودِ الخَلْقِ، فاسْتَحَقَّ الأَوَّلِيَّةَ إِذْ كَانَ مَوجُودًا وَلاَ شَيْءَ قَبْلَهُ وَلاَ مَعَهُ.
ثُمَّ ذَكَرَ الحَدِيثَ".
وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: "(الأَوَّلُ): الذِي لاَ قَبْلَ لَهُ، وَالآخِرُ هُوَ الذِي لاَ بَعْدَ لَهُ، [وَهَذَا
لِأَنَّ] "قَبْلَ وَبَعْدَ" نِهَايَتَانِ، فَقَبْلَ نِهَايَة المَوْجُودِ مِنْ قبلِ ابْتِدَائِه، وَبَعْدَ غَايَتِهِ
مِنْ قبلِ انْتِهَائِهِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَلاَ انْتِهَاءٌ لَمْ يَكُنْ للمُوْجُودِ قَبْلٌ
وَلاَ بَعْدٌ، فَكَانَ هُوَ الأَوَّلَ وَالآخِرَ".
وَقَالَ البَيْهَقِيُّ: "(الأَوَّلُ) هُوَ الذِي لاَ ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ".
وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ:
هُوَ أوَّلٌ هُوَ آخِرٌ هُوَ ظَاهرٌ
هُوَ بَاطِنٌ هي أَرْبَعٌ بِوزَانِ
مَا قَبْلَهُ شَيْءٌ كَذَا مَا بَعْدَه
شَيءٌ تَعَالَى اللهُ ذُو السُّلطَانِ
مَا فَوْقَه شَيْءٌ كَذَا مَا دُونَه
شَيءٌ وَذا تَفْسِيرُ ذي البُرهَانِ
فانْظُرْ إِلَى تَفْسِيرِهِ بَتَدبُّرٍ
وَتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لِمَعَانِ
وَانْظُرْ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ
مَعْرِفَةٍ لِخَالِقِنَا العَظِيمِ الشَّانِ
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
معنى الأول والآخر (05)
وَمِنْ مَعَانِي اسْمِ اللهِ الآخِر: أَنَّهُ الذِي تَنْتَهِي إليه أُمُورُ الخَلَائِقِ كُلِّهَا كَمَا وَرَدَ
عِنْدَ البُخَارِي مِنْ حَدِيثِ البَراءِ رضي الله عنه؛ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
قَالَ: "اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ
رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ".
ثَالِثًا: وُرُودُهُ فِي القُرآنِ الكريمِ
وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الحديد: 3].
رَابِعًا: مَعْنَى الاسْم فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى
قَالَ الفَرَّاءُ: قَوْلُهُ تعالى ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ ﴾: يُرِيدُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ،
و﴿ وَالْآخِرُ ﴾: بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "هُوَ (الأَوَّلُ) قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ حَدٍّ، و(الآخِرُ) بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ
بِغَيْرِ نِهَايَةٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَلاَ شَيْءَ مَوْجُودًا سِوَاهُ، وَهُوَ
كَائِنٌ بَعْدَ فَنَاءِ الأشْيَاءِ كُلِّهَا، كَمَا قَالَ جَل ثَنَاؤُهُ
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ }
[القصص: 88]".
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: "(الأَوَّلُ) هُوَ مَوْضُوعُ التَّقَدُّمِ والسَّبْقِ. وَمَعْنَى وَصْفِنَا اللهَ تَعَالَى
بِأنَّهُ أَوَّلُ: هُوَ مُتَقَدِّمٌ للحَوَادِثِ بِأَوْقَاتٍ لاَ نِهَايَةَ لَهَا؛ فَالأشْيَاءُ كُلُّهَا وُجِدَتْ بَعْدَهُ،
وَقَدْ سَبَقَهَا كُلَّهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُعَائِهِ:
"أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ".
وَقَالَ الخَطَّابِيُّ: "(الأَوَّلُ) هُوَ السَّابِقُ للأشْيَاءِ كُلِّهَا، الكَائِنُ الذِي لَمْ يَزَلْ قَبْلَ
وُجُودِ الخَلْقِ، فاسْتَحَقَّ الأَوَّلِيَّةَ إِذْ كَانَ مَوجُودًا وَلاَ شَيْءَ قَبْلَهُ وَلاَ مَعَهُ.
ثُمَّ ذَكَرَ الحَدِيثَ".
وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: "(الأَوَّلُ): الذِي لاَ قَبْلَ لَهُ، وَالآخِرُ هُوَ الذِي لاَ بَعْدَ لَهُ، [وَهَذَا
لِأَنَّ] "قَبْلَ وَبَعْدَ" نِهَايَتَانِ، فَقَبْلَ نِهَايَة المَوْجُودِ مِنْ قبلِ ابْتِدَائِه، وَبَعْدَ غَايَتِهِ
مِنْ قبلِ انْتِهَائِهِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ابْتِدَاءٌ وَلاَ انْتِهَاءٌ لَمْ يَكُنْ للمُوْجُودِ قَبْلٌ
وَلاَ بَعْدٌ، فَكَانَ هُوَ الأَوَّلَ وَالآخِرَ".
وَقَالَ البَيْهَقِيُّ: "(الأَوَّلُ) هُوَ الذِي لاَ ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ".
وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ:
هُوَ أوَّلٌ هُوَ آخِرٌ هُوَ ظَاهرٌ
هُوَ بَاطِنٌ هي أَرْبَعٌ بِوزَانِ
مَا قَبْلَهُ شَيْءٌ كَذَا مَا بَعْدَه
شَيءٌ تَعَالَى اللهُ ذُو السُّلطَانِ
مَا فَوْقَه شَيْءٌ كَذَا مَا دُونَه
شَيءٌ وَذا تَفْسِيرُ ذي البُرهَانِ
فانْظُرْ إِلَى تَفْسِيرِهِ بَتَدبُّرٍ
وَتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لِمَعَانِ
وَانْظُرْ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ
مَعْرِفَةٍ لِخَالِقِنَا العَظِيمِ الشَّانِ
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين