المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6214


حور العين
07-29-2024, 01:21 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
إنها خصيصة هذا الكتاب العظيم


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾

[النساء: 82].



تأمل قولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾، لتعلم أن أعداء الله الذين

يحاربون دينه ويكذبون رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يتدبروا الْقُرْآنَ ولو

للحظة واحدة، وأنى لهم التدبر وهم لا عقول لهم؛ ألم يقل الله تعالى: ﴿ أَفَلَا

يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]؟



عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالٌ تحول بينهم وبين قراءته، وتحول بينهم وبين سماعه، وإذا

خلص إلى سمعهم تحول بينهم وبين فَهمه، وتدبُّر معانيه؛ قال الله تعالى:

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ

وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾ [الأنعام: 25].



وهم مع ذلك أضل سبيلًا من البهائم العجماوات، وأشد نفورًا عن الحق

الحمير المستنفرات؛ قال الله تعالى عنهم:

﴿ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].



وليس في هذا الحكم مبالغة، أو تَجَنٍّ عليهم، فإن الأنعام تعرف الغاية التي

خُلقت من أجلها، ولا يعلم هؤلاء الغاية التي خُلقوا من أجلها،

وهم الذين شهدوا على أنفسهم بالضلال وعدم العقل؛ قال الله تعالى:

﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10].



وهل أدل على عدم العقل من إقدام أحد قساوستهم على إحراق القرآن على

مرأى ومسمع من الناس، ولَما سُئل هل قرأت القرآن؟ فقال لا، هل أدل على

عدم العقل من ذلك؟



إنها خصيصة هذا الكتاب العظيم أن يُحرَمَ النفعَ به مَن أعرَض عنه، ولم

يؤمِن به، ولم يلتمس الهدى فيه، وتكبَّر عن الانقياد له؛ قال الله تعالى:

﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ

وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ﴾ [الأعراف: 146].

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين