المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم


حور العين
08-06-2024, 09:27 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:

﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا

وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾

[النساء: 93].



تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا.... ﴾؛

لتعلم أنَّ أعظم ذنب يمكن أن يلقى به العبدُ ربَّه تبارك وتعالى بعد الشرك بالله،

هو قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.



ومما يدل على ذلك أن أعظم وعيدٍ ورد في كتاب الله تعالى، هو الوعيد على

قتل المؤمن عمدًا الوارد في هذه الآية، فقد توعَّده الله تعالى بخمس عقوبات

تطيش لها الألبابُ، وتقشعرُّ من هولها الأبدان، وتَشيب لها نواصي الولدان.



أولها: الوعيد بدخول جهنم، وكفى بجنهم سعيرًا.



وثانيها: الخلود في النار،

لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يُخفَّف عنهم من عذابها.



وثالثها: غضب الله تعالى.



ورابعها: الطرد من رحمة الله تعالى باللعنة التي تطارده حيًّا وميتًا.



والخامس: عذاب عظيم لا يعلم قدرَ عظمته إلا الله،

أعدَّه الله وهُيِّئ له، ينتظره.



ومما يدل على خطر القتل وسوء عاقبة القاتل ما ثبت عنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي

الْجَعْدِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ،

أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ مُؤْمِنًا؟ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

﴿ جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾،

قَالَ: فَقَالَ: يَا بْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا؟ قَالَ: ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ،

وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْمَقْتُولَ يَجِيءُ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ - أَوْ قَالَ: بِشِمَالِهِ - آخِذًا صَاحِبَهُ بِيَدِهِ

الْأُخْرَى، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ:

رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟"[1].

فاحذَر يا عبد الله من القتل، فلأن يلقى المسلم

ربَّه بكل ذنبٍ أهونُ عليه من أن يلقى الله قاتلًا.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين