المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6233


حور العين
09-06-2024, 02:02 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
أيها الكاتب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد،

وعلى آله وصحبه وسلم؛ أما بعد:

فيا أيها الكاتب اللبيب، هذه كلمات ونصائحُ قد يحتاجها

من يتصدَّر للكتابة والرد على المخالف:

أولًا: ابتعد عن الظلم: وظلم المخالف يكون له صور متنوعة؛ منها: قد تفهم

من كلامه غير مراده، فتُقوِّله ما لم يَقُلْ، وأيضًا عدم العدل معه؛ والله سبحانه

يقول:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ

قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ

بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8]،

واتهام نيته، وغير ذلك؛ فالظُّلْمُ ظُلُمات يوم القيامة.



ثانيًا: حين ترُدُّ على المخالف تجنَّبِ الكلمات المسيئة والجارحة التي يترفع

الإنسان عن النطق بها؛ لعموم قول الله تعالى:

﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83].

ثالثًا: حين ترُدَّ على المخالف على مسألة ما، خالف فيها، تَقَيَّدَ بِهَا، فقد تتهمه

بالعُجب والغرور مثلًا، وتخرج عن المسألة، فتأتي لتعريف العجب، والأدلة

على تحريمه، وأقوال أهل العلم في ذلك.

رابعًا: لا يكن فهمك أو فهم شيخك، هو الميزان الذي تحاكم الناس عليه،

بحيث يكون لسان حالك: "إذا لم تكن معي، أو على فهمي،

أو فهم شيخي، فأنت وأنت...".

خامسًا: إن كان ردُّك انتصارًا للنفس على من تكلم عليك مثلًا، أو ردَّ عليك

ولم يكن نصرة لدين الله عز وجل، فَدَعِ الكتابة، هو خير لك.

سادسًا: إن كان همُّك رجوعَ مَن خالف إلى الحق، فاستخدِمِ العبارة التي تُظهر

الحق بالحُجة والبرهان بدون تشنُّج، وإبراز عضلات، واستخدام ألفاظ لا

تليق بك، ولا أن تصدر عنك، كما أنها لا تليق بمن ألقيتها عليه،

يبقى أنه مسلم.

سابعًا: المسألة التي ترد عليها أحيانًا يكون الخلاف فيها سائغًا، ومن قال بها

له سلف، فهذه تختلف عمن خالف نصًّا من كتاب الله أو سنة

رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذه إشارات ونصائح كتبتها على عَجَلٍ قصدت بها الزلفى إلى الله عز وجل،

فاللهم تقبَّلْها، وانفع بها كاتبها وقارئها في الدارين.

وأسأل الله سبحانه أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يُجنِّبَنا الزَّلَلَ

في القول والعمل.

وإن تجد عيبًا فسُدَّ الخللا

جلَّ من لا عيب فيه وعلا

والحمد لله رب العالمين.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين