المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر بين الأجر والجبر 6


حور العين
09-16-2024, 02:00 PM
من : الأخت الزميلة / جِنان الورد
الصبر بين الأجر والجبر 6


الصبر.وابتلاء.الأنبياء

لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان ؛ كما جاء في الحديث الصحيح :
((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ،
يُبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة ، زِيد في البلاء)).

هذا يوسف عليه السلام ؛ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ،
نشأ في بيت الكرم ، وتجذَّر من شجرة مباركة ، لكنه تعرض للابتلاء ، وأي ابتلاء!

كان عبدًا لمولاه ، ووُضع في الجُبِّ ، وبِيع بثمن بخس دراهم معدودة ، واتُّهِم في شرفه وعِرضه ،
لو أن شخصًا غيره ، لضاق بالأرض ، وتنكَّر للسماء ، إنما يوسف تحلى بالصبر وتسلَّح بالتقوى ، كيف؟
﴿ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90].

وكان توَّاقًا إلى ربه ، يدعوه ويناجيه ، ويبث إليه شكواه ، ويشكر نُعْماه :
﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101].

ونبينا صلى الله عليه وسلم اتهم أيضًا في عِرضه من أولئك الذين حاكوا الإفك
حول زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ،
إلا أنه صبر حتى برأها الله من فوق سبع سماوات :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ
وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11].



يتبع