المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذر.


حور العين
11-12-2024, 04:15 PM
من:الأخت / هند أدهم
احذر.

قال ابن رجب رحمه الله :

" وإن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس " .

‏خطورة النظر الى الحرام*

قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

"و النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ؛

فإن النظرة تولِّد خطرة ،

ثم تولد الخطرة فكرة ،

ثم تولِّد الفكرة شهوة ،

ثم تولِّد الشهوة إرادة ،


ثم تَقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل و لا بد ، ما لم يمنع منه مانع،

‏و في هذا قيل : " الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده

الجواب الكافي" ( ص 106 )

إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة ، أن تجدك راحتك حينما تعصي الله تعالى ، وقد حرم عليك المعصية وتوعد عليها بالعذاب ،

قال سبحانه :

{ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

[ النساء 14 ]

وقال عز وجل :

{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }

[ الأحزاب 36 ] .

ذنوب الخلوات خطيرة ، فربما مات العبد وختم له بخاتمة سيئة بسبب خلوته بمحارم الله ،

واستيلاء الشيطان عليه وانتهاكها ، ولو كان بين الناس ومعهم لاستحيا منهم ، فالله أحق أن يستحيا منه ،


قال الله تعالى :

{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }

[ النساء108 ]

، يا عبد الله . . لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ، بل راقبه تعالى في السر والعلن ، في الظهور والخفاء ، فهو معك أينما كنت

ذنوب الخلوات خطيرة و من أسبابها خلوة الإنسان بنفسه بغير تقوى ولا خوف من الله عز وجل ،

➖ فينظر ويشاهد ما حرم الله من شاشات

◾متلفزة

◾ أو إنترنت

◾أو غير ذلك ،

◾أو ربما فعل فعلاً لا يرضاه الله

فاحذر أيها المسلم من عواقب ذنوب الخلوات فهي مهلكة ، ومؤذنة بنهاية مؤلمة ،

وخاتمة سيئة ، تذهب الحسنات ، وتأتي بالسيئات .

عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :

" لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً " ، قَالَ ثَوْبَانُ :

يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ؟

قَالَ : " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا "

[ رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5028 ] .

ومن وقع في ذنوب الخلوات فليتب إلى الله رب البريات ، فهو قابل التائبين ، والعافي عن المذنبين