بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الأربعون النــووية ( 25 - 40 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=11867)

بنت الاسلام 06-30-2013 06:30 PM

الأربعون النــووية ( 25 - 40 )
 
الأخت / الملكة نور


الأربعين النووية
( الحديث الخامس و العشرون :
فضلُ اللهِ تعَالى وَ سَعَةُ رحْمَتِه )
مفردات الحديث
المعنى العام :
1 - الحكمة البالغة و أبواب الخير الواسعة
2- دعوة الخير صدقة على المجتمع
3- سعة فضل الله عز وجل
4- أبواب الخير كثيرة
ما يستفاد من الحديث
عن أبي ذَرٍّ رضي اللهُ عنه :
( أَنَّ ناساً من أَصْحابِ رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
قالوا لِلنَّبيِّ صلى الله عليه و سلم : يا رسولَ اللهِ ، ذَهَب أَهْلُ الدُّثورِ
بالأُجورِ ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي ، و يَصُومُونَ كما نَصُومُ ، وَيتَصَدَّقُون
بِفضُولِ أَمْوَالِهِمْ .
قَالَ : أوَ ليسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ ؟
إنَّ لَكُمْ بكلِّ تَسْبيحَةٍ صَدَقَةً ، و كُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً ، و كُلِّ تَحْمِيدَةٍ
صَدَقَةً ، وَ كُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً ، وَ أَمْرٍ بِالْمَعرُوفِ صَدَقَةً ،
وَ نَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً ، و في بُضْعِ أحَدِكُمْ صَدَقَةً .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيَأْتي أحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَ يَكُونُ لَهُ فِيهَا أجرٌ ؟
قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَها في حَرَامٍ ، أَكَانَ عَليْهِ وزْرٌ ؟
فَكَذلِكَ إذَا وَضَعَها في الْحَلاَلِ كانَ لَهُ أَجْرٌ . )
رواه مسلم
مفردات الحديث :
أن أناساً
الأناس و الناس بمعنى واحد ، وهؤلاء الناس هم فقراء المهاجرين .
الدثور
جمع دَثْر ، وهو المال الكثير .
فضول أموالهم
أموالهم الزائدة عن كفايتهم و حاجاتهم .
تصدقون
تتصدقون به .
تسبيحة
أي قول : سبحان الله .
تكبيرة
قول : الله أكبر .
تحميدة
قول : الحمد لله .
تهليلة
قول : لا إله إلا الله .
صدقة
أجر كأجر الصدقة .
بُضع
البُضع : الجماع .
شهوته
لذته .
وزر
إثم وعقاب .
المعنى العام :
( يا رسولَ اللهِ ، ذَهَب أَهْلُ الدُّثورِ بالأُجورِ )
لقد حاز أصحاب الأموال والغنى كل أجر و ثواب ، و استأثروا بذلك
دوننا ، و ذلك أنهم :
( يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي ، و يَصُومُونَ كما نَصُومُ )
فنحن و إياهم في ذلك سواء ، و لا ميزة لنا عليهم ، و لكنهم
يفضلوننا ويتميزون علينا ، فإنهم :
( وَيتَصَدَّقُون بِفضُولِ أَمْوَالِهِمْ )
و لا نملك نحن ما نتصدق به لندرك مرتبتهم ، و نفوسنا ترغب أن
نكون في مرتبتهم عند الله تعالى ، فماذا نفعل ؟
الحكمة البالغة وأبواب الخير الواسعة :
يدرك المصطفى صلى الله عليه وسلم لهفة هؤلاء و شوقهم إلى
الدرجات العلى عند ربهم ، ويداوي نفوسهم بما آتاه الله تعالى من
حكمة ، فيطيب خاطرهم و يلفت أنظارهم إلى أن أبواب الخير واسعة
وأن هناك من الأعمال ما يساوي ثوابُه ثوابَ المتصدق ، و تُدَاني
مرتبةُ فاعله مرتبةَ المنفق ، إن لم تزد عليها في بعض الأحيان .
( أوَ ليسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ )
بلى إن أنواع الصدقات بالنسبة إليكم كثيرة ، منها ما هو إنفاق على
الأهل ، و منها ما هو ليس بإنفاق ، و كل منها لا يقل أجره عن أجر
الإنفاق في سبيل الله عز وجل .
فإذا لم يكن لديكم فضل مال ، فسبحوا الله عز وجل و كبروه
و احمدوه و هللوه ، ففي كل لفظ من ذلك أجر صدقة ، و أي أجر ؟
( سِيرُوا ، هذا جُمْدَانُ ،
سبَقَ المفرِّدونَ الذَّاكِرونَ اللهَ كثيرًا والذّاكِراتُ )
الراوي : أبو هريرة – المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 3655
خلاصة حكم المحدث : صحيح
دعوة الخير صدقة على المجتمع :
و كذلكم :
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واسع و مفتوح ، و أجر من
يقوم بهذا الفرض الكفائي لا يقل عن أجر المنفق المتصدق ، بل ربما
يفوقه مراتب كثيرة :
( كلُّ معروفٍ صدقةٌ )
رواه مسلم
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنْ
الْمُنكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }
[ آل عمران : 110 ]



بنت الاسلام 06-30-2013 06:30 PM

سعة فضل الله عز وجل :
وأيضاً فقد جعل الله عز وجل لكم أجراً وثواباً تنالونه كل يوم وليلة إذا
أخلصتم النية وأحسنتم القصد :
( كلُّ معروفٍ صدقةٌ ، وما أنفقَ الرَّجلُ علَى أهلِهِ كُتِبَ لَه صدقةً )
رواه مسلم
( وإنَّكَ لن تُنْفِقَ نفقةً إلَّا أُجِرتَ بِها حتَّى اللُّقمةُ ترفعُها إلى في امرأتِكِ )
متفق عليه
أي تطعمها إياها . بل أليس أحدكم يعاشر زوجته ويقوم بواجبه
نحوها ، ليعف نفسه ويكفها عن الحرام ، و يحفظ فرجه ويقف عند
حدود الله ، ويجتنب محرماته التي لو اقترفها كان عليه إثم وعقاب ؟
فكذلك له أجر وثواب ، حتى ولو ظن أنه يُحَصِّل لذته و يُشبع شهوته
طالما أنه يُخلص النية في ذلك ، و لا يقارب إلا ما أحلّ الله تعالى له .
ومن عظيم فضل الله عز وجل على المسلم :
أن عادته تنقلب بالنية إلى عبادة يؤجر عليها ، و يصير فعله وتركه
قربة يتقرب بها من ربه جل وعلا ، فإذا تناول الطعام والشراب
المباح بقصد الحفاظ على جسمه و التقوى على طاعة ربه ، كان ذلك
عبادة يثاب عليها ، و لا سيما إذا قارن ذلك ذكر الله تعالى في بدء
العمل و ختامه ، فسمى الله تعالى في البدء ، و حمده وشكره في
الختام .
وكذلك :
يربو الأجر وينمو عند الله عز وجل للمسلم الذي يكف عن محارم الله
عز وجل ، ولا سيما إذا جدّد العهد في كل حين ، واستحضر في نفسه
أنه يكف عن معصية الله تبارك و تعالى امتثالاً لأمره و اجتناباً لما
نهى عنه ، طمعاً في ثوابه و خوفاً_من عقابه وتحقق فيه وصف
المؤمنين الصادقين :
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاَ
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
[ الأنفال : 2 ]
أبواب الخير كثيرة :
ولا تقتصر أبواب الخير و الصدقات على ما ذكر في الحديث ، فهناك
أعمال أخرى يستطيع المسلم القيام بها و يحسب له فيها أجر الصدقة
و في الصحيحين :
( تكفُّ شرَّكَ عن النَّاسِ ، فإنَّها صدقةٌ منكَ على نفسِكَ )
وعند الترمذي :
( تَبَسُّمُكَ في وجْهِ أخِيك لكَ صدَقةٌ ، و أمرُك بالمعروفِ و نهيُك
عن المنكرِ صدقةٌ ، و إِرْشادُك الرجلَ في أرضِ الضَّلالِ لكَ صدَقةٌ ،
و إماطَتُك الحجرَ و الشَّوْكَ و العظْمَ عن الطَّريقِ لكَ صدَقةٌ ،
و إِفراغُك من دَلْوِك في دَلْوِ أخِيكَ لكَ صدَقةٌ )
الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 2908
خلاصة حكم المحدث : صحيح
ما يستفاد من الحديث :
استعمال الحكمة في معالجة المواقف ، و إدخال البشرى على
النفوس، و تطييب الخواطر .
فضيلة الأذكار المشار إليها في الحديث ، و أن أجرها يساوي أجر
الصدقة لمن لا يملك مالاً يتصدق به و لا سيما بعد الصلوات
المفروضة .
استحباب الصدقة للفقير إذا كان لا يُضَيِّق على عياله و نفسه ،
و الذكر للغني ولو أكثر من الإنفاق ، استزادة في الخير و الثواب .
التصدق بما يحتاج الإنسان إليه للنفقة على نفسه أو أهله وعياله
مكروه ، وقد يكون محرماً إذا أدى إلى ضياع من تجب عليه نفقتهم .
الصدقة للقادر عليها ولمن يملك مالاً أفضل من الذكر .
فضل الغني الشاكر المنفق والفقير الصابر المحتسب .
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع المسلم .
حسن معاشرة الزوجة والقيام بحقها بما يحقق سكن نفسها ورغد
عيشها ، و كذلك حسن معاشرة الزوج اعترافاً بفضله و شكراً
لإحسانه .
الحث على السؤال عما ينتفع به المسلم و يترقى به في مراتب الكمال
للمستفتي أن يسأل عما خفي عليه من الدليل ، إذا علم من حال
المسؤول أنه لا يكره ذلك ، و لم يكن فيه سوء أدب .
بيان الدليل للمتعلم ، و لا سيما فيما خفي عليه ، ليكون ذلك أثبت في
قلبه و أدعى إلى امتثاله .
مشروعية القياس وترتيب الحكم إلحاقاً للأمر بما يشابهه أو يناظره .


All times are GMT +3. The time now is 08:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.