بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الأربعون النــووية ( 26 - 40 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=11897)

بنت الاسلام 07-01-2013 07:04 PM

الأربعون النــووية ( 26 - 40 )
 
الأخت / الملكة نور


الأربعين النووية
( الحديث السادس و العشرون :
الإصلاحُ بَينَ النَاس و العدل فيهم )
مفردات الحديث
المعنى العام :
1- الشكر على سلامة الأعضاء 2- أنواع الشكر
3-شكر واجب 4- شكر مستحب
5- أنواع الصدقات :
أ- العدل بين المتخاصمين ب - إعانة الرجل في دابته
ج - الكلمة الطيبة د - المشي إلى الصلاة
هـ - إماطة الأذى عن الطريق
6- صلاة الضحى تجزئ في شكر سلامة الأعضاء
7- حمد الله على نعمه شكرٌ
8-إخلاص النية لله تعالى في جميع الصدقات
ما يستفاد من الحديث
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عنه قال :
قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :
( كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ :
تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ ، وتُعين الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عليها أو تَرْفَعُ
لهُ متَاَعَهُ صَدَقَةٌ ، والْكَلِمةُ الطَّيِّبةُ صَدَقَةٌ ، وبكُلِّ خَطْوَةٍ تَمشِيها إلى
الصَّلاةِ صَدَقَةٌ ، وتُمِيطُ الأَذَى عنِ الطَّرِيِق صَدَقَةٌ )
رواه البخارى و مسلم
مفردات الحديث :
سلامى
السلامى : عظام الكف و الأصابع و الأرجل ، والمراد في هذا
الحديث جميع أعضاء جسم الإنسان و مفاصله .
تعدل بين اثنين
تحكم بالعدل بين متخاصمين .
و تعين الرجل في دابته
و في معنى الدابة السفينة والسيارة وسائر ما يحمل عليه .
" فتحمله عليها =
أي تحمله ، أو تعينه في الركوب ، أو في إصلاحها .
وبكل خطوة
الخطوة : بفتح الخاء : المرة من المشي ،
و بضمها : بُعْدُ ما بين القدمين .
و تميط الأذى
بفتح التاء وضمها : تزيل ، من ماط و أماط : أزال .
و الأذى : كل ما يؤذي المارَّة من حجر أو شوك أو قذر .
المعنى العام :
لقد خص النبي صلى الله عليه و سلم السُّلاَمِيَّات بالذِّكر في حديثه ،
لما فيها من تنظيم و جمال ، و مرونة و تقابل ، و لذا هدد الله عز
وجل و توعد كل معاند وكافر بالحرمان منها بقوله :
{ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ }
[ القيامة : 4 ]
أي أن نجعل أصابع يديه ورجليه مستوية شيئاً واحداً ، كخف البعير
وحافر الحمار ، فلا يمكنه أن يعمل بها شيئاً ، كما يعمل بأصابعه
المفرقة ذات المفاصل من فنون و أعمال .
الشكر على سلامة الأعضاء :
إن سلامة أعضاء جسم الإنسان ، وسلامة حواسه وعظامه
ومفاصله ، نعمة كبيرة تستحق مزيد الشكر لله تعالى المنعم المتفضل
على عباده . وقال سبحانه :
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ }
[ التكاثر : 8 ]
قال ابن عباس : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ،
يسأل الله العباد : فيم استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله
تعالى :
{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا }
[ الإسراء : 36 ]
وقال ابن مسعود :
النعيم : الأمن والصحة .
وأخرج الترمذي وابن ماجه :
( إنَّ أوَّلَ ما يُسأَلُ عنهُ يومَ القيامةِ يعني العبدَ منَ النَّعيمِ أن يقالَ لَهُ :
ألم نُصحَّ لَكَ جِسمَكَ ، ونُرْويَكَ منَ الماءِ الباردِ )
و مع هذا فإن كثيراً من الناس - يغفلون عن هذه النعم العظيمة ، و
يتناسَون ما هم فيه من سلامة وصحة وعافية ، و يهملون النظر
والتأمل في أنفسهم ، ومن ثَمَّ يقصرون في شكر خالقهم .
أنواع الشكر :
إن شكر الله تعالى على ما أعطى وأنعم يزيد في النعم ويجعلها دائمة
مستمرة ، قال تعالى :
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }
[ إبراهيم : 7 ]
ولا يكفي أن يكون الإنسان شاكراً بلسانه ، بل لا بد مع القول من
العمل ، والشكر المطلوب واجب ومندوب :
فالشكر الواجب :
هو أن يأتي بجميع الواجبات ، وأن يترك جميع المحرمات ، وهو
كاف في شكر نعمة الصحة وسلامة الأعضاء وغيرها من النعم .
والشكر المستحب :
هو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض واجتناب المحارم بنوافل
الطاعات ، وهذه درجة السابقين المقربين في شكر الخالق عز وجل
وهي التي تُرشد إليها أكثر الأحاديث الواردة في الحث على الأعمال
و أنواع القربات .

أنواع الصدقات :
العدل بين المتخاصمين و المتهاجرين :
ويكون ذلك بالحكم العادل ، وبالصلح بينهما صلحاً جائزاً لا يُحِلُّ
حراماً ولا يُحَرِّم حلالاً ، وهو من أفضل القربات وأكمل العبادات ،
قال الله تعالى :
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ }
[ الحجرات : 10 ]
والإصلاح بين المتخاصمين أو المتهاجرين صدقة عليهما ، لوقايتهما
مما يترتب على الخصام من قبيح الأقوال والأفعال ، و لذلك كان
واجباً على الكفاية ، وجاز الكذب فيه مبالغة في وقوع الأُلفة بين
المسلمين .

بنت الاسلام 07-01-2013 07:05 PM

إعانة الرجل في دابته :
و ذلك بمساعدته في شأن ما يركب ، فتحمله أو تعينه في الركوب ،
أو ترفع له متاعه ، و هذا العمل الإنساني فيه صدقة وشكر ، لما فيه
من التعاون والمروءة .
الكلمة الطيبة:
وتشمل :
تشميت العاطس : والبدء بالسلام ورده ، والباقيات الصالحات :
{ إليه يصعدُ الكَلِمُ الطِّيبُ والعملُ الصالحُ يرفعه }
[ فاطر : 10 ]
وحسن الكلام مع الناس ، لأنه مما يفرح به قلب المؤمن ، ويدخل
فيه السرور، هو من أعظم الأجر .
والكلمة الطيبة بالتالي تشمل الذكر والدعاء ، والثناء على المسلم
بحق ، والشفاعة له عند حاكم ، والنصح والإرشاد على الطريق ،
وكل ما يسر السامع ويجمع القلوب ويؤلفها .
المشي إلى الصلاة :
وفي ذلك مزيد الحث والتأكيد على حضور صلاة الجماعة والمشي
إليها لأعمار المساجد بالصلوات والطاعات ، كالاعتكاف والطواف ،
وحضور دروس العلم والوعظ .
إماطة الأذى عن الطريق :
وهي تنحية كل ما يؤذي المسلمين في طريقهم من حجر أو شوك أو
نجاسة ، وهذه الصدقة أقل مما قبلها من الصدقات في الأجر الثواب ،
ولو التزم كل مسلم بهذا الإرشاد النبوي ، فلم يرم القمامة والأوساخ
في غير مكانها المخصص لها ، وأزال من طريق المسلمين ما
يؤذيهم ، لأصبحت البلاد الإسلامية أنظف بقاع الأرض وأجملها على
الإطلاق .
صلاة الضحى تجزئ في شكر سلامة الأعضاء :
روى مسلم عن النبي - صلى الله عليه - و سلم قال :
( يُصْبِحُ على كلِّ سُلَامَى من أحدِكم في كلِّ يومٍ صدقةٌ ،
فله بكلِّ صلاةٍ صدقةٌ ، وصيامٍ صدقةٌ وحَجٍّ صدقةٌ ، وتسبيحةٍ صدقةٌ ،
وتكبيرةٍ صدقةٌ ، وتحميدةٍ صدقةٌ ،ويُجْزِيءُ أحدَكم من ذلك كلِّه رَكْعَتا الضُّحَى)
وأقلُّ صلاة الضحى ركعتان ، وأكثرها ثمان ، و يسن أن يسلم من
كل ركعتين ، و وقتها يبتدئ بارتفاع الشمس قدر رمح ،
و ينتهي حين الزوال .
حمد الله تعالى على نعمه شكر :
روى أبو داود والنسائي ، عن رسول الله صلى الله عليه سلم قال :
( أن العبد إذا قال في صباح يومه :
اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك ،
فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر
ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته )
إخلاص النية لله تعالى في جميع الصدقات :
إن خلوص النية لله تعالى وحده في جميع أعمال البر والصدقات
المذكورة في هذا الحديث وغيره شرط في الأجر والثواب عليها ،
قال الله تعالى :
} لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ
إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }
[ النساء : 114 ]
ليس المراد من الحديث حصر أنواع الصدقة بالمعنى الأعم فيما ذكر
فيه ، بل التنبيه على ما بقي منها ، ويجمعها كل ما فيه نفع للنفس أو
غيرها من خَلْقِ الله .
وختاماً فإن هذا الحديث يُفيد إنعام الله تعالى على الإنسان بصحة بدنه
وتمام أعضائه ، وأن عليه شكر الله كل يوم على كل عضو منها ،
وأن من الشكر :
عمل المعروف ، وإشاعة الإحسان ، ومعاونة المضطر ، وحسن
المعاملة ، وإسداء البر ، ودفع الأذى ، وبذل كل خير إلى كل إنسان ،
بل إلى كل مخلوق ، وهذا كله من الصدقات المتعدية .
و من الصدقات القاصرة :
أنواع الذكر و التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل والاستغفار،
و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ، وتلاوة القرآن ،
و المشي إلى المساجد ، و الجلوس فيها لانتظار الصلاة أو لإستماع العلم و الذكر ،
و من ذلك :
اكتساب الحلال والتحري فيه ، و محاسبة النفس على ما سلف من أعمالها ،
و الندم و التوبة من الذنوب السالفة ، و الحزن عليها ،
و البكاء من خشية الله عز وجل ، و التفكير في ملكوت السماوات و الأرض ،
و في أمور الآخرة و ما فيها من الجنة و النار و الوعد و الوعيد .



All times are GMT +3. The time now is 02:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.