بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   يا أهلاه صلوا صلوا (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=13085)

بنت الاسلام 08-13-2013 10:37 PM

يا أهلاه صلوا صلوا
 
الأبن المهندس / المعتصم الياس

يا أهلاه صلوا صلوا

http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/...ppid=yahoomail

الحمد لله رب العالمين ،

والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :

في الحديث : عن ثابت قال :

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهله خصاصة نادي أهله :

يا أهلاه ، صلوا صلوا)

خلاصة حكم المحدث: الظاهر أنه مرسل جيد الإسناد
والخصاصة : الفقر والحاجة إلى الشيء

قال ابن مفلح : الظاهر أنه مرسل جيد الإسناد ،

ولهذا المعنى شاهد في الصحيحين في الكسوف ،

وقد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة .

ويدل على نفس المعنى : أنه كان إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة ،

ولما قال رجلٌ من خُزاعةَ : لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فاستَرَحْتُ، فكأنهم عابوا ذلك عليه،

فقال : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - يقولُ :

( أَقِمِ الصلاةَ يا بلالُ ! أَرِحْنا بها )

قال الله عز وجل :

{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِين }

[ البقرة : 45 ]

وقال جلّ وعلا :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }

[ البقرة : 153 ]

أمر الله تعالى عباده

أن يستعينوا بالصلاة على كل أمر من أمور دنياهم وآخرتهم ،

ولم يخص بالاستعانة بها شيئاً دون شيء .

فقال :

{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ }

[ البقرة : 153 ]

وإنما بدأ بالصبر قبلها لأن الإيمان ،

وجميع الفرائض والنوافل لا تتم إلا بالصبر .

ثم قال :

{ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }

[ البقرة : 45 ]

وهم المنكسرة قلوبهم إجلالاً لله ، ورهبةً منه ، فشهد لمن خفت عليه ،

أن يقيمها له، أنه من الخاشعين .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلّى .

أي : إذا اشتد عليه أمر، أو نزل به هم ، أو أصابه غم ، أو وقع به كرب ،

قام إلى الصلاة لأن الصلاة مُعينة على دفع جميع النوائب ،

بإعانة الخالق جل وعلا ، الذي قُصد بها الإقبال عليه ، والتقرب إليه ،

فمن أقبل على مولاه حاطه وكفاه ، لأنه أعرض عن كل ما سواه ،

وقصد الرب جل في علاه ، والله تعالى لا يخيب عبداً رجاه .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الضيق أمرهم بالصلاة ،

ثم قرأ :

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ }

[ طه : 132 ]

يعني : إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب ،

كما قال الله تعالى :

{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }

[ الطلاق : 2- 3 ]
وقال عز وجل :

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56}

مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {57}

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }

[ الذاريات : 56 - 58 ]


بنت الاسلام 08-13-2013 10:38 PM

وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه :
( يا ابن آدم , تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك ،
وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً , ولم أسد فقرك)
والصلاة سبب في طرد الهلع عن صاحبها ، فلا يكون هلوعاً ، شحيحاً ،
بخيلاً ، ضجوراً ، جزوعاً ، ضيق القلب ، شديد الحرص ، قليل الصبر
{ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً {20}
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22}
الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ }
[ المعارج : 19 – 23 ]
وما زال مفزع المؤمنين ، عند كل مهم من أمر الدنيا والآخرة ،
إلى مناجاة ربهم في الصلاة ، آدم فمن دونه من الأنبياء .
قال ثابت : وكانت الأنبياء صلوات الله عليهم
إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة .
كذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عماد الدين ،
فكيف لا يفزع المؤمنون إلى الصلاة ، وهي عماد الدين .
قال المروزي : وأمر الله عباده أن يأتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ،
وأمرهم محمد صلى الله عليه وسلم
إذا رأوا الآيات التي يخافون فيها العذاب أن يفزعوا إلى الصلاة ،
فقال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ،
فإذا انكسفت فافزعوا إلى الصلاة .
وفزع هو إلى الصلاة ، ولا نعلم طاعة يدفع الله بها العذاب مثل الصلاة ،
فصلّى عند الكسوف بزيادة في الركوع ، وبكى في سجوده ، وتضرع .
وكانت أم كلثوم بنت عقبة من المهاجرات الأول ،
غُشي على زوجها عبد الرحمن ابن عوف غشية
حتى ظنوا أنه فاضت نفسه فيها ،
فخرجت أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة .
وذكروا أن ابن عباس نُعي إليه أخوه فثم وهو في سفر فاسترجع ،
ثم تنحى عن الطريق فأناخ فصلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس ،
ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول :
{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }
[ البقرة : 45 ]
قال ابن القيّم :
[ وأما الصلاة ، فشأنها في تفريح القلب وتقويته ،
وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن ، وفيها من اتصال القلب والروح بالله ،
وقربه والتنعم بذكره ، والابتهاج بمناجاته ، والوقوف بين يديه ،
واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته ،
وإعطاء كل عضو حظه منها ،
واشتغاله عن التعلق بالخلق وملابستهم ومحاوراتهم ،
وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره ،
وراحته من عدوه حالة الصلاة - ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات
والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة]
فالصلاة : من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ،
ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ، وهي منهاة عن الإثم ، ودافعة لأدواء القلوب ،
ومطردة للداء عن الجسد ، ومنورة للقلب ، ومبيضة للوجه ،
ومنشطة للجوارح والنفس ، وجالبة للرزق ، ودافعة للظلم ،
وناصرة للمظلوم ، وقامعة لأخلاط الشهوات ،
ونافعة في كثير من أوجاع البطن .
وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب ، وقواهما ،
ودفع المواد الرديئة عنهما ، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة
أو بلية إلا كان حظ المصلي منها أقل ، وعاقبته أسلم .
وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا
ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً ،
فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة ، ولا استجلبت مصالحهما ،
بمثل : الصلاة , وسر ذلك : أن الصلاة صلة العبد بربه عز وجل ،
وعلى قدر صلة العبد بريه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها ،
وتقطع عنه من الشرور أسبابها ،
وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل ، والعافية والصحة ،
والغنيمة والغنى ، والراحة والنعيم ، والأفراح والمسرات ،
كلها محضرة لديه ، ومسارعة إليه .
والله نسأل
أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


All times are GMT +3. The time now is 10:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.