![]() |
يا أهلاه صلوا صلوا
الأبن المهندس / المعتصم الياس يا أهلاه صلوا صلوا http://f1623.mail.vip.bf1.yahoo.com/...ppid=yahoomail الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد : في الحديث : عن ثابت قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهله خصاصة نادي أهله : يا أهلاه ، صلوا صلوا) خلاصة حكم المحدث: الظاهر أنه مرسل جيد الإسناد قال ابن مفلح : الظاهر أنه مرسل جيد الإسناد ، ولهذا المعنى شاهد في الصحيحين في الكسوف ، وقد ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة . ويدل على نفس المعنى : أنه كان إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة ، ولما قال رجلٌ من خُزاعةَ : لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فاستَرَحْتُ، فكأنهم عابوا ذلك عليه، فقال : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - يقولُ : ( أَقِمِ الصلاةَ يا بلالُ ! أَرِحْنا بها ) قال الله عز وجل : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِين } [ البقرة : 45 ] وقال جلّ وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [ البقرة : 153 ] أمر الله تعالى عباده أن يستعينوا بالصلاة على كل أمر من أمور دنياهم وآخرتهم ، ولم يخص بالاستعانة بها شيئاً دون شيء . فقال : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ } [ البقرة : 153 ] وإنما بدأ بالصبر قبلها لأن الإيمان ، وجميع الفرائض والنوافل لا تتم إلا بالصبر . ثم قال : { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } [ البقرة : 45 ] وهم المنكسرة قلوبهم إجلالاً لله ، ورهبةً منه ، فشهد لمن خفت عليه ، أن يقيمها له، أنه من الخاشعين . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلّى . أي : إذا اشتد عليه أمر، أو نزل به هم ، أو أصابه غم ، أو وقع به كرب ، قام إلى الصلاة لأن الصلاة مُعينة على دفع جميع النوائب ، بإعانة الخالق جل وعلا ، الذي قُصد بها الإقبال عليه ، والتقرب إليه ، فمن أقبل على مولاه حاطه وكفاه ، لأنه أعرض عن كل ما سواه ، وقصد الرب جل في علاه ، والله تعالى لا يخيب عبداً رجاه . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الضيق أمرهم بالصلاة ، ثم قرأ : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ } [ طه : 132 ] يعني : إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب ، كما قال الله تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2- 3 ] { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات : 56 - 58 ] |
وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه : ( يا ابن آدم , تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك ، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً , ولم أسد فقرك) والصلاة سبب في طرد الهلع عن صاحبها ، فلا يكون هلوعاً ، شحيحاً ، بخيلاً ، ضجوراً ، جزوعاً ، ضيق القلب ، شديد الحرص ، قليل الصبر { إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً {20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } [ المعارج : 19 – 23 ] وما زال مفزع المؤمنين ، عند كل مهم من أمر الدنيا والآخرة ، إلى مناجاة ربهم في الصلاة ، آدم فمن دونه من الأنبياء . قال ثابت : وكانت الأنبياء صلوات الله عليهم إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة . كذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عماد الدين ، فكيف لا يفزع المؤمنون إلى الصلاة ، وهي عماد الدين . قال المروزي : وأمر الله عباده أن يأتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأمرهم محمد صلى الله عليه وسلم إذا رأوا الآيات التي يخافون فيها العذاب أن يفزعوا إلى الصلاة ، فقال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، فإذا انكسفت فافزعوا إلى الصلاة . وفزع هو إلى الصلاة ، ولا نعلم طاعة يدفع الله بها العذاب مثل الصلاة ، فصلّى عند الكسوف بزيادة في الركوع ، وبكى في سجوده ، وتضرع . وكانت أم كلثوم بنت عقبة من المهاجرات الأول ، غُشي على زوجها عبد الرحمن ابن عوف غشية حتى ظنوا أنه فاضت نفسه فيها ، فخرجت أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة . وذكروا أن ابن عباس نُعي إليه أخوه فثم وهو في سفر فاسترجع ، ثم تنحى عن الطريق فأناخ فصلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } [ البقرة : 45 ] قال ابن القيّم : [ وأما الصلاة ، فشأنها في تفريح القلب وتقويته ، وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن ، وفيها من اتصال القلب والروح بالله ، وقربه والتنعم بذكره ، والابتهاج بمناجاته ، والوقوف بين يديه ، واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته ، وإعطاء كل عضو حظه منها ، واشتغاله عن التعلق بالخلق وملابستهم ومحاوراتهم ، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره ، وراحته من عدوه حالة الصلاة - ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة] فالصلاة : من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ، وهي منهاة عن الإثم ، ودافعة لأدواء القلوب ، ومطردة للداء عن الجسد ، ومنورة للقلب ، ومبيضة للوجه ، ومنشطة للجوارح والنفس ، وجالبة للرزق ، ودافعة للظلم ، وناصرة للمظلوم ، وقامعة لأخلاط الشهوات ، ونافعة في كثير من أوجاع البطن . وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب ، وقواهما ، ودفع المواد الرديئة عنهما ، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منها أقل ، وعاقبته أسلم . وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً ، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة ، ولا استجلبت مصالحهما ، بمثل : الصلاة , وسر ذلك : أن الصلاة صلة العبد بربه عز وجل ، وعلى قدر صلة العبد بريه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها ، وتقطع عنه من الشرور أسبابها ، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل ، والعافية والصحة ، والغنيمة والغنى ، والراحة والنعيم ، والأفراح والمسرات ، كلها محضرة لديه ، ومسارعة إليه . والله نسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . |
All times are GMT +3. The time now is 10:16 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.