![]() |
الــــدهر يومــــان
الأخ / عبدالعزيز محمد - الفقير إليالله الدهر يومان الدهر يومان : يوم لك و يوم عليك الإنسان في حياته خاضع لتقلب الزمن و أحداث الأيام صحيح أن المرء يستطيع أن يكيف حياته بالشكل الذي يريده و يرضاه و لكن في الحياة أحوالاً لا تخضع لإرادة الإنسان فهي تارة حلوة عذبة المذاق و تارة أخرى فيها مرارة العلقم و هو في أكثر الأحيان مرغم على تقبلما يأتيه به الدهر شاء أم أبى . و الواقع أن حوادث الزمن و خطوبه هي مقاييس رجولة المرء و قدرته على تحمل المشاكل فالمصائب محك الرجال تكسب المرء الصلابة والحنكة و تزوده بالتجربة النافعة فإذا استطاع المرء أن يصمد أمام الخطوب والمشاكل في الحياة و أن يتغلب عليها تمكن من فرض إرادته على الأيام و إخضاعها لمشيئته و جعلها تنقاد له و تنفذ رغباته و مراميه والحياة في حقيقتها و واقعها سلسلة كفاح و جهاد في سبيل العيش و السعادة و التقدم في مجالات الحياة و ما دامت الحياة هكذا فالعاقل يحتال للمستقبل و يتخذ لكل يوم عدته عليه أن يستقبل صدمات الدهر بصبر و ثبات وعزم متين لا ينهار أمام النكبات مهما بلغت و همة لا تنحني أمام النوائب مهما عظمت فالإنسان الذي يستسلم يائساً إذا داهمته النوازل لا يبقى لحياته معنى و ليعلم المرء أن كل شديدة تحل به لا بد أن تنكشف و تزول قال تعالى : } إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{ و قال أبو تمام : " و ما من شدة إلا سيأتي لها من بعد شدتها رخاء" كما قال المنفلوطي : " السرور نهار الحياة و الحزن ليلها و لا بد للنهار الباسم من أن يعقبه الليل القاتم " و ما دام الأمر كما ذكرنا فلم العبوس ساعة النوازل و النكبات إذن حقيقة الحياة لا تتعدى ما أوردناه سعادة و شقاء و شدة ورخاء صعود ونزول شروق و أفول و ليحذر المرء من أن يغتر بالدهر و يطمئن إليه ففي ذلك هلاكه ودماره فالدهر لا يؤمن جانبه و لا يركن إليه و خير الناس من عمل في يوم نعيمه ما يساعده على العيش الكريم في يوم بؤسه. لأن الدهر يومان : يوم لك و يوم عليك الفقير إلى الله عبد العزيز |
All times are GMT +3. The time now is 03:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.