![]() |
العفو _ الغفور
معنى ( العفو _ الغفور ) قال تعالى { فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً } والعفوّ : هو الذي يمحو السيئات ، ويتجاوز عن المعاصي ، وهو قريب من الغفور ،ولكنه أبلغ منه ؛ فإنّ الغفران ينبئ عن السِّتر ، والعفو ينبئ عن المحو ، والمحو أبلغ من السِّتر ، وهذا حال الاقتران ، أما حال انفرداهما فإنّ كلَّ واحد منهما يتناول معنى آخر .. وعفوه تعالى نوعان : النوع الأول : عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم ، بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها ،والمقتضية لقطع النّعم عنهم ، فهم يؤذونه بالسَّبِّ والشِّرك وغيرها من أصناف المخالفات ، وهو يعافيهم ويرزقهم ويدرُّ عليهم النّعم الظاهرة والباطنة ، ويبسط لهم الدنيا ، ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه سبحانه .. والنوع الثاني : عفوه الخاص ، ومغفرته الخاصّة للتائبين والمستغفرين والدّاعين والعابدين ، والمصابين بالمصائب المحتسبين ، فكلُّ من تاب إليه توبة نصوحاً _ وهي الخالصة لوجه الله العامة الشّاملة التي لا يصحبها تردّد ولا إصرار _ فإنّ الله يغفر له من أي ذنب كان ، من كفر وفسوق وعصيان ، وكلّهاداخلة في قوله تعالى { قل يعباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم } أصل الغَفْر : التغطية والستر ، والمغفرة : النغطية ، والغفور سبحانه هو الذي يستر العيوب ويغفر الذنوب ، وهو الذي لم يزل ولا يزال بالغفران موصوفاً ، وكل أحدٍ مضطر إلى عفوه ومغفرته ، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه .. قال الخطابي : الغفار الستير لذنوب عباده ، والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ، ومعنى الستر في هذا : أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تُشْهِرُهُ في عيونهم .. وقال أبو عبيد : والمغفرة من الذنوب إنما هو إلباس الله الناس الغفران وتغمدهم به ، فسبحان الله الذي يعامل خلقه بما يناسبهم من أسمائه وصفاته .. هيفولا:o |
All times are GMT +3. The time now is 10:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.