![]() |
تدبر قصص القرآن
من:الأخت / الملكة نــور تدبر قصص القرآن { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا } [ المزمل : 4 ] في هذه دليل على أنه لا بد للقارئ من الترتيل ؛ لتقع قراءته عن حضور القلب ، وذكر المعاني ، فلا يكون كمن يعثر على كنز من الجواهر عن غفلة وعدم شعور . النيسابوري { فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } [ يس : 76 ] موضع العبرة من هذه التسلية للنبي صلى الله عليه وسلم -: أن يقف الداعي موقف العزم والثبات ، فلا يقيم لما يقوله الذامون أو المتهكمون وزنا ، ونرى ضعيف الإيمان بما يدعو إليه ، هو الذي يحزن لأقوال المبطلين ، حزنا يثبطه عن الدعوة ، أو يصرفها عنه ، محتجا بأن ما يلاقيه من الأذى عذر يبيح له أن يسكت مع الساكتين . محمد الخضر حسين { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ } [ يوسف : 111 ] إن القول بأن قصص القرآن هي مجرد تاريخ ، كلام باطل ينزه القرآن عنه بل قصصه شذور من التاريخ ، تعلم الناس كيف ينتفعون بالتاريخ محمد رشيد رضا تدبر قصص القرآن ، فإن ممن خوطب بهذه القصص : قلوب كانت قاسية ، غافلة عن تدبره ، فكوثرت بالوعظ والتذكير ، وروجعت بالترديد والتكرير ؛ لعل ذلك يفتح أذناً ، أو يشق ذهنا ، أو يصقل عقلاً طال عهده بالصقل ، أو يجلو فهما قد غطى عليه تراكم الصدا . الخطيب الشربيني خيانة الدين أعظم من خيانة العرض مع قبحه ونفور الناس منه ؛ لذا جعل الله من امرأتي نوح ولوط مثلا للكافرين إلى يوم القيامة فما بال بعض نساء المسلمين أصبحن رمزا ومثلا في خيانة أمتهن ، ومجتمعهن ، وعونا لأعدائهم ؟! أ.د ناصر العمر القرآن غيرني (35) : مما أثر في ذلك الخطاب المليء رقة وعطفا من ذلك الأب المكلوم ، والمفجوع بفقد ولديه : { يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ } [ يوسف : 87 ] أبعد كل هذا يناديهم بكلمة ولا ألطف منها : { يَا بَنِيَّ } أهذه رحمة أب بأبنائه الذين أخطأوا عليه ؟! فكيف هي إذن رحمة أرحم الراحمين ؟! { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } [ الواقعة : 1 ] ابتدأ الله هذه السورة بجملة شرطية عن وقوع الساعة ، حذف جوابها ؛ ليذهب الذهن في تقديره كل مذهب ، ويسلك في تفخيمه كل طريق ! ابن عثيمين سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } [ الأحزاب : 33 ] وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ؛ ففيه استقرار لنفسها ، وراحة لقلبها ، وانشراح لصدرها ، فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى : اضطراب نفسها ، وقلق وضيق صدرها وتعرضها لما لا تحمد عقباه . ابن باز { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } [ المائدة : 48 ] ففي شريعته صلى الله عليه وسلم من اللين والعفو والصفح ومكارم الأخلاق ؛ أعظم مما في الإنجيل ، وفيها من الشدة والجهاد ، وإقامة الحدود على الكفار والمنافقين ؛ أعظم مما في التوراة ، وهذا هو غاية الكمال ؛ ولهذا قال بعضهم : [ بعث موسى بالجلال ، وبعث عيسى بالجمال ، وبعث محمد بالكمال ] . ابن تيمية القرآن غيرني (36) : إني أحدث عن نفسي : لقد وجدت التوبة علاجا لداء الضيق والهموم والغموم التي أورثتها الذنوب ! هكذا أوحت لي هذه الآية : { حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [ التوبة : 118 ] |
All times are GMT +3. The time now is 01:27 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.