بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   حفظ اللّسان في الفتنة (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=5561)

vip_vip 10-18-2011 06:59 AM

حفظ اللّسان في الفتنة
 
حفظ اللّسان في الفتنة

قطوف من كتاب :
" تمييزُ ذوي الفطنِ بين شرفِ الجهاد و سَرَف الفتنِ "
للشّيخ عبد الملك رمضاني الجزائري حفظه الله تعالى
مما ذكره الشيخ في هذا الكتاب:

.
فصلٌ سبعة عشرَ دواءً للفتن
منها


11 - حفظ اللّسان في الفتنة :

للّسان عند الفتن أثر خطير في إذكاء نارها ، و تمزيق شمل أهلها ؛ فإنّه يفري في النّاس أشدَّ من فري السّيفِ هاماتِ الرّجال ، حتّى قال ابن عبّاس رضي الله عنهما :
" إنّما الفتنة باللّسان و ليست باليد
"رواه الدّاني في " السنن الواردة في الفتن " ( 171 )
، لذلك قيل : كم إنسانٍ ، أهلكه لسان ! و ربّ حرفٍ أدّى إلى حتفٍ !
و قد كان الصّحابة عند الفتنة لا يحذرون شيئا أشدّ من حذرهم من لسان الخطيب المؤثّر و سعي النّشيط المتحرّك فيها ؛ روى نعيم ابن حمّاد في " الفتن " ( 505 ) عن ابن مسعود قال :
" خير النّاس في الفتنة أهل شاءٍ سودٍ يُرعين في شعف الجبال و مواقع القطر ،
وشرّ النّاس فيها كلّ راكب موضِعٍ (1) ، و كلّ خطيب مِصْقَعٍ " ،
و هذا من رسوخه ؛ فأيّ خطيب في هذا الزّمان أمسك لسانه عند الفتن وتجنّبها ؟! إنّهم لا يكادون يوجدون إلا كعنقاء مغرب ! بل قضت العادة أنّهم أوّل من يحيي الفتن ؛ لأنّهم لا يفرّقون بين الجهاد والفتنة ، كما لا يفرّقون بين الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و الفتنة ، لا سيّما إذا غرّهم العامّة بوصفهم بالخطباء المجاهدين الشّجعان ، ولذلك كان الموفّقون المخلصون يلزمون الخمول عند حلول الفتن أو قربها ،
فقد روى نعيم بن حمّاد في " الفتن " ( 729 ) عن مسلم بن حامد الخولاني قال:
" كان يقال : من أدركته الفتنة فعليه فيها بذكرٍ خامل " ،
ما هو يا أبا سَريحَة ؟
قال : فتن كأنّها قطع اللّيل المظلم ،
قال : فقلو على هذا يفسّر قول حذيفة بن أسيد رضي الله عنه و قد ذكر الدّجال :
"أنا لغير الدّجال أخوف عليّ و عليكم ، قال : فقلنا : نا : أيّ النّاس فيها شرّ ؟قال : كلّ خطيب مِصْقَع ، و كلّ راكب موضِع ، قال : فقلنا : أيّ النّاس فيها خير ؟
قال :كلّ غنيّ خفيّ ،
قال : فقلت :ما أنا بالغنيّ و لا بالخفيّ ،
قال : فكن كابن اللّبون لا ظهر فيُركبَ و لا ضرعٌ فيُحلَب "
أخرجه الحاكم ( 4/530 )
و قال : " هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرّجاه " و وافقه الذهبي ، ومعناه : كن عند الفتن بعيدا فلا يستفيد منك أحد يريدها ، مَثَلك كمثَل ابن اللّبون من الإبل ، فلا ظهره للرّاكب ينفع ، و لا الجائع بضرعه يشبع .



و قد صرّح عبد الله بن عكيم – و هو رحمه الله مخضرم – بأنّ ذكر مساوئ وليّ الأمر مفتاح لإراقة دمه ، فقال : " لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان ، فقيل له : يا أبا مَعْبَدٍ ! أَوَ أعنتَ عليه ؟ قال كنت أعدّ ذكر مساويه عونًا على دمه " رواه ابن سعد ( 6/115 ) والفسويّ في " المعرفة و التاريخ "
( 1/213 ) بسند صحيح .


فلينتبه لهذا الخطباء الذين ليس لهم من همّ عند الفتنة سوى استعراض عضلاتهم أمام الجماهير التي تصفّق لشجاعتهم المصطنعة ، فإنّه ها هنا يظهر الإخلاص لله عزّ وجلّ والغَيرة الحقيقية على حرماته و الاتّباع الصّادق للسّلف ، و من الصّدق في الاتّباع الاستجابة لتلك النّصوص السّابقة و عدم التعرّض لها بتفلسف يضعف العمل بها ، و كلّ فلسفة لا قيمة لها إذا أشرقت شمس النّبوّة .



فائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ة
وروى أبو الفرج ابن الجوزي بإسناده عن سفيان الثوري أنه قال :
من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث
1- إما أن يكون فتنة لغيره
2- وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار
3- وإما أن يقول والله ما أبالي ما تكلموه وإني واثق بنفسي فمن أَمِـن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه .


All times are GMT +3. The time now is 10:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.