من الأساليب الهامة في الطب البديل.
انظروا إلى هذه الصورة! لو تأملناها بشيء من العمق نرى فيها الحزن
والكآبة بل لا نكاد نرى أي سرور أو سعادة، والسبب هو اختفاء الألوان،
ولو تأملنا هذه الصورة أكثر نلاحظ أنها نفس الصورة السابقة ولكن من
دون ألوان، فانظروا كم الفرق هائل بين الصورتين، وانظروا إلى تأثير
الألوان في حياتنا،
إن هذا يدعونا لأن نحمد الله تعالى على هذه النعم:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ
ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ
أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ
فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
[الزمر: 21-22].
هل من إشارات قرآنية ؟
لقد ذكر الله "الألوان" في كتابه المجيد سبع مرات، وقد جعل الله من الألوان
معجزة تستحق التفكر فقال:
{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }
[النحل: 13].
فالألوان هي آية يجب أن نتذكر من خلالها نعمة الخالق تبارك وتعالى :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ }
فلولا الألوان لكانت الحياة حزينة جداً، لأن وجود الألوان يمنح المرء إحساساً
بالفرح والسعادة، وهذه نعمة معظم الناس غافلون عنها.
وكما رأينا فإن مشكلة عمى الألوان تضعف قدرات الإنسان في التمييز
والتعلم، واختفاء الألوان من حياة هذا الإنسان نهائياً هو أمر محزن ينعكس
سلبياً على قدراته وكفاءته وطاقاته.
حتى إن الله تعالى ربط بين الألوان وبين ذكر العلماء وخشيتهم لله تعالى!
يقول عز وجل :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا
وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ
وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }
[فاطر: 27-28].
فقد ذكر الله في هذا النص الألوان ثلاث مرات: ذكر ألوان الثمار:
{ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا }
وذكر ألوان الجبال:
{ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا }
وذكر ألوان الناس والحيوانات:
{ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ }
ولذلك فقد شمل هذا النص كل ما نراه حولنا من ألوان سواء في البشر
أو الحيوانات أو النبات أو الجماد مثل الجبال.
ثم ذكر بعد ذلك خشية العلماء لربهم، لأن العالم الذي أدرك عظمة الخلق
لابد وأن يدرك عظمة الخالق تبارك وتعالى:
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
أي أن العلماء هم أشدّ خشية لله تعالى من غيرهم لأنهم
عرفوا قدرة الله تعالى.