عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-14-2013, 01:21 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي الحفظ أو الحوار

الأخ البروفيسور / زهير السباعى


في ركني
الحفظ أو الحوار
بقلم البروفيسور / زهير بن أحمد السباعي

أنا في حيرة من أمري .. وأقول في نفسي ..
لو أنني طرحت هذه القضية للنقاش عل " ضيقتي تفك " .
كنت وأنا أدرس الطب قبل ما ينوف عن ربع قرن من الزمان ،
أتواصى مع زملائي من طلاب السنة النهائية ..
إذا دخلت إلى الدكتور الممتحن (س) وسألك عن عملية جراحية ،
عليك أن تذكر له العملية التي يجريها هو ،
وليس العملية التي يجريها زميله (ص) .
واليوم ننظر إلى هذا الأسلوب في التعليم على أنه أسلوب عفى عليه
الزمن فالطالب يجب أن يشجع على الموازنة بين الأمور ،
وتبني وجهة نظر غير مقيدة برأي (س) أو (ص) .
اليوم فاجأتني أبنتي وهي في مرحلة الثانوية العامة ..
تطلب مني أن أُسمع لها قطعة أدبية من بضعة سطور تدور حول تحليل
نقدي لقصيدة شعر .
أسمع لك ؟ سألتها .. ولماذا لا أستمع إلى وجهة نظرك وأناقشك
في الموضوع .
قالت .. ولكني لكي أضمن العلامة القصوى يجب أن أذكر هذا التحليل
النقدي بنصه في ورقة الامتحان .
أنا حقيقة غير قادر على استيعاب الموضوع هل أخطأت ابنتي التقدير
وبالغت في تصوره ؟
أم هي حقيقة واقعة تقول أن الطالب يجب أن يستظهر وجهة نظر
حول أبيات من الشعر ويضعها كما هي على ورقة امتحان .
إذا كانت الأولى فعساني أستطيع أن أقنع ابنتي ومن قبلها أمها
التي تذكرها ليل نهار بأن عليها أن تتخرج من الثانوية العامة بعلامات
عالية ، علي أستطيع أن أقنعهما بأن العلامات العالية رهينة بالقدرة
على التحليل ، و الاستنباط ، والتعبير ، والحوار ، أكثر مما هي رهينة
بالحفظ والاستظهار .
وإذا كانت الثانية فإن أريد أن أعرف لماذا كان الحفظ والاستظهار
أدعى للحصول على العلامات النهائية في الامتحان .
فقد تكون هناك وجهة نظر جديرة بالاعتبار .

رد مع اقتباس