عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-15-2013, 08:07 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

لي صديق حدثني أنه زار بلدًا في أمريكا الشمالية، كندا، وفي مونتريال
زار مركزاً إسلامياً، وهناك في أثناء تفقد المركز الإسلامي
وهو من ثلاثة طوابق، قال لي: وَجدتُ رجلاً في غرفة في زاوية المسجد يصلي
فأردت أن أصغي إلى قراءته، أدهشني أنه يصلي ويبكي، ويصلي ويدعو
وتنهمر دموعه، قال لي: شيء لا يصدق، ركعتان تستغرقان معه
ساعتين، بينما التراويح عشرون ركعة تتم في ساعة في مساجدنا
وأنا مصرٌّ على أن أستمع إلى دعائه وابتهاله ، وتهجده وتلاوته للقرآن
وبعد أن انتهى من صلاته، معه فراش صغير اندسّ فيه
ونام على شقه الأيمن، فالمضيف الذي جاء بي إلى هذا المركز أخذته
من يده في الطابق الأسفل، وصعدت به إلى الطابق الثالث،
وقلت له: أرأيته، قال: نعم، قلت له: مَن هذا؟ قال: هذا من أبناء كندا الأصليين
اهتدى إلى الله عز وجل، وكان يمضي عطلة نهاية الأسبوع على سواحل البحار
وفي النوادي الليلية، ويرتكب هو وزوجته كل الموبقات
فلما دُعِيَ إلى الإسلام، وأناب إلى الله، واصطلح معه نذر أن يمضي
يومين من كل أسبوع معتكفًا في هذا المسجد هو وزوجته
قلت له: أين زوجته؟ قال: في قسم النساء، مثله تصلي وتتهجد
ولا يبدو من جسمها شيء حتى إنها تلبس القفازين، وعليها جلباب
كامل، ووجهها مستور، قلت: يا سبحان الله !! إنسان متفلت غارق
في المعاصي والآثام يصبح من العباد الخلص، وهو من سكان كندا
هذه القصة غريبة جداً .
كان عكرمةُ في طليعة هؤلاء النفر الذين أهدر النبيُّ عليه الصلاة والسلام
دمَهم وأمر بقتلهم, لذلك تسلَّل متخفياً من مكة، ويَمَّمَ وجهه شطر اليمن،
إذ لم يكن له ملاذٌ إلا هناك, وهذا بالتعبير الحديث يُسمَّى اللجوء السياسي,
هرب من الجزيرة العربية إلى اليمن في جنوبها .
من هي أم حكيم وكيف أسلمت وماذا طلبت من رسول الله ؟
أيها الأخوة
أم حكيم زوجتُه، فمَن هي أم حكيم؟
زوجته مضت مع هند بنت عتبة إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما هذه الجرأة؟ زوجة أعدى أعداء النبي عليه الصلاة والسلام
التي مضغت كبد سيدنا حمزة ذهبت إلى بيت النبي عليه الصلاة و السلام,
ومعها عشرة نسوة، ليبايعن النبي عليه الصلاة والسلام، فدخلن عليه،
وعنده اثنتان من أزواجه، وابنته فاطمة، ونساء من بني عبد المطلب,
تنقبت هندٌ، أيْ سترت وجهها بالنقاب
وقالت:
يا رسول الله! الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه
وإني لأسألك أن تَمُسَّنِي رحمتُك بخير، فإني امرأة مؤمنة مصدقة
ثم قالت له:
أنا هند بنت عتبة يا رسول الله!
فقال عليه الصلاة و السلام:
( مرحباً بك,)
-امرأة من ألدِّ أعداء النبي عليه الصلاة والسلام، حرّضت القرشيين
كانت في معركة أحد خلف الرجال، ولها أبيات من الشعر لا يليق
أن أذكرها لكم في هذا الدرس في تحريض الرجال
على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
- قالت:
يا رسول الله! واللهِ ما كان على وجه الأرض بيتٌ أحبَّ إليَّ أن يذلّ
من بيتك, ولقد أصبحتُ و ما على وجه الأرض بيتٌ أحبَّ إليّ أن يعزّ
من بيتك, صريحة،
فقال عليه الصلاة والسلام:
( وزيادة أيضاً،)
فقامت أم حكيم زوج عكرمة بن أبي جهل فأسلمت،
وقالت:
يا رسول الله! قد هرب منك عكرمة إلى اليمن خوفاً أن تقتله فأَمِّنْه أَمَّنك لله،
فقال عليه الصلاة والسلام:
هو آمن،
-فالنبيّ كريم اللهم صلِّ عليه، والكريم هذا شأنه، سريع الرضى،
هناك أشخاص لو قبَّلتَ رجله لا يرضى، إذا حقد لم يرض- .
فخرجت من ساعتها في طلبه، ومعها غلام لها رومي، فلما أوغلا
في الطريق، راودها الغلام عن نفسها فجعلت تمنِّيه، وتماطله حتى قدمت
على حيِّ من العرب، فاستعانتهم عليه فأوثقوه ، وتركوه عندهم
ومضت هي إلى سبيلها حتى أدركت عكرمة عند ساحل البحر في منطقة تهامة
وهو يفاوض نوتياً، والنوتي هو الملاَّح صاحب السفينة، هذا النوتي مسلم
والنوتي يقول له: أخلص حتى أنقلك،
فقال عكرمة:
وكيف أخلص حتى تنقلني؟
قال: تقول:
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
فقال عكرمة:
ما هربت إلا منها،
هذا النوتي اشترط عليه أن يسلم حتى يأخذه بسفينته، وفيما هو كذلك
أقبلت أم حكيم على عكرمة،
وقالت:
يا بن عمي, جئتك من عند أفضل الناس، جئتك من عند خير الناس
جئتك من عند أبرِّ الناس، مِن عند محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام
ولقد استأمنتُ لك منه، وأمّنك فلا تهلك نفسك،
قال:
أنت كلمتِه؟!
قالت:
نعم أنا كلمته، وأمّنك،
وما زالت به تؤَمِّنه، وتطمئنه حتى عاد معها، ثم حدثته حديث غلامها
الرومي فمرّ به وقتله قبل أن يسلم، ليس لنا علاقة بالأحكام قبل أن يسلم .
وفيما هما في منزل نزلا به في الطريق أراد عكرمة أن يخلوَ بزوجته
فأَبَت ذلك أشدّ الإباء، وقالت: إني مسلمة، وأنت مشرك، فتملكه العجب,
قال:
إن أمراً يحول دونك ودون الخلوة بي لأمر عظيم
فهل للإنسان شيءٌ أقرب من زوجته؟ وكان ذكاؤه شديداً، ما هذا الدين؟
أنت زوجتي، وأنا زوجك، قالت له: إني مسلمة، وأنت مشرك .
إليكم قصة إسلام عكرمة بن أبي جهل ؟
فلما دنا عكرمة من مكة,
-قال تعالى:
}وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ{
(سورة القلم الآية: 4)
ما هذه الأخلاق السامية؟ ينهى النبيّ عليه الصلاة والسلام
أن يسبَّ أصحابُه أبا جهل زعيمَ الشرك والكفر .
أحيانًا قد يلتقي الإنسانُ بأخ يقول له: أبوك لا يصلي، فليس فيه دين،
كلام ليس فيه لباقة ،
الرسول عليه الصلاة والسلام راعى مشاعر عكرمة في أبيه الكافر
المشرك، العدو اللدود الصنديد- .
وما هو إلا قليل حتى وصل عكرمة وزوجه إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم وثب إليه مِن غير رداء فرحًا به،
والرداء مثل العباءة، فمِن شدة فرح النبي عليه الصلاة والسلام بإسلامه
وثَب إليه من غير رداء فرحًا بإسلامه,
-لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام أرحمُ الخلق بالخلق،
هل عندك إمكانية إذا كان لك عدو لدود نال منك أشدّ النيل،
ثم رأيته رجع إلى الله، وأقبل عليه واصطلح معه أن تحترمه
كما لو أنه أخوك؟ -
ولما جلس عليه الصلاة والسلام وقف عكرمة بين يديه،
وقال:
يا محمد عليه الصلاة والسلام، إنّ أم حكيم أخبرتني أنك أمّنتي،
فقال عليه الصلاة والسلام:
( صَدَقَتْ، فأنت آمن )
قال عكرمة:
إلامَ تدعُ يا محمد؟
قال:
( أدعوك إلى أن تشهد أنه لا إله إلا الله،
وأني عبد الله ورسوله، وأن تقيم الصلاة، وأن تؤتي الزكاة،)
حتى عدَّ أركان الإسلام كلَّها،

رد مع اقتباس