عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-27-2013, 06:29 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
قال أبو السائب القاضي : كنتُ يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطرستان
وكان يلبس الصوف ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويوجِّه
في كل سنَة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرِّق على سائر ولد الصحابة
وكان بحضرته رجلٌ فذكَر عائشة بذكرٍ قبيحٍ من الفاحشة
فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا
فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى :
} الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ{
(النور:26)
فإن كانت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر
فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه ، وأنا حاضر ، رواه اللالكائي
" الصارم المسلول " ( 1 / 568 ) .
والأثر في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
للالكائي ( 1958 ) .
فلله دره من حاكم ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ،
وأن يكرم نزله بما ذبَّ عن عرض نبينا صلى الله عليه وسلم .
وأما ما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام
حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة
في قوله
} ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {
( التحريم/10 )
فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
} فَخَانَتَاهُمَا { أي :
في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدَّقاهما في الرسالة
فلم يُجْدِ ذلك كلَّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً
ولهذا قال :
} فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا { أي :
لكفرهما .
( وَقِيلَ ) أي : للمرأتين : } ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {
وليس المراد } فَخَانَتَاهُمَا { في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء
معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " .
قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة :
سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية }فَخَانَتَاهُمَا { قال : ما زنتا
أما امرأة نوح : فكانت تخبر أنه مجنون
وأما خيانة امرأة لوط : فكانت تدل قومها على أضيافه .
وقال العَوفي عن ابن عباس قال :
كانت خيانتهما أنهما كانتا على عَورتيهما ، فكانت امرأة نُوح تَطَلع
على سر نُوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ،
وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء .
وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم .
وقال الضحاك عن ابن عباس :
ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 171 ) .
وهذه فتوى جامعة من علماء اللجنة الدائمة لكل ما سبق من المسائل
نرجو أن تكون نافعة للسائل والقارئ ، وفيها الجواب على القسم الثاني
من الإشكال الثاني ، وهو بخصوص تزوج امرأة فرعون المؤمنة
من فرعون الطاغية .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي :
هناك آية في القرآن تتضمن
قول الله سبحانه وتعالى :
} الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ {
إلخ الآية ، والآية الأخرى تتضمن
قوله تعالى
} رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ {
} يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ {
وهناك آية أخرى
وهي قوله تعالى
}ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ
إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ {
إلخ الآية ، وأن هناك على حد زعمه تناقضاً ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى
} وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ {
إلخ الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات ، وفرعون
كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع
آمل التكرم بإفتائي عن ذلك ، جزاكم الله خيراً .
فأجابوا :
أولاً :
قال الله تعالى :
} الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {
هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين ، زوراً وبهتاناً ،
وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها
برسول الله صلى الله عليه وسلم
وللآية معنيان :
الأول :
أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون
، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة ،
والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون
ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية
والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .

رد مع اقتباس