أي : هي مبتدأ . وهي من أسماء الاستفهام
وكل الأسماء التي لها صدر الكلام لا يعمل بها ما قبلها إلا حروف الجرّ
{ ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذاباً وأبقى }
ما السبب في تنكير الغلام وتعريف السفينة في سورة الكهف
{ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ
قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً }
و { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا
قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } ؟
حسب التفاسير أن الخضر وموسى عليه السلام
لم يجدا سفينة لما جاءا إلى الساحل
ثم جاءت سفينة مارّة فنادوهما فعرفا الخضر فحملوهما بدون أجر
ولهذا جاءت السفينة معرّفة لأنها لم تكن أية سفينة .
أما الغلام فهما لقياه في طريقهم و ليس غلاماً محدداً معرّفاً .
س-ما اللمسة البيانية في اختيار كلمة الأخسرين
في قوله تعالى في سورة الكهف :
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } ؟
وما الفرق بين الخاسرون و الأخسرون ؟
ورد في القرآن الكريم استخدام كلمتي الخاسرون
{ لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ }
والأخسرون كما جاء في سورة هود :
{ لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ }
{ أوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ
وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ }
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً }
وفي اللغة الأخسر هو أكثر خسراناً من الخاسر ،
ندرس أولاً ما السبب في اختيار كلمة الأخسرون في سورة هود ؟
إذا لاحظنا سياق الآيات في سورة هود :
نجد أنها تتحدث عن الذين صدوا عن سبيل الله وصدّوا غيرهم أيضاً .
إنما السياق في سورة النحل :
فهو فيمن صدّ عن سبيل الله وحده ولم يصُدّ أحداً غيره
فمن المؤكّد إذن أن الذي يصدّ نفسه وغيره عن سبيل الله
أخسر من الذي صدّ نفسه عن سبيل الله لوحده فقط
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ
وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }
وإذا قارنّا بين آية سورة هود وآية سورة النمل :
{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ {4}
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ }
نجد أنه في سورة هود جاء التوكيد بـ ( لا جرم )
وهي عند النحاة تعني القسم أو بمعنى حقاً أو حقَّ وكلها تدل على التوكيد
وإذا لاحظنا سياق الآيات في سورة هود الآيات :
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ
وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ
أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18} الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ
ويَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ {19}
أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ
وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ
مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ {20}
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }
أما في سورة النمل: فسياق الآيات يدل على أنهم لا يؤمنون بالآخرة فقط
أما في سورة هود : فقد زاد على ذلك أنهم يصدون عن سبيل الله
وأنهم يفترون على الله الكذب
وفيها خمسة أشياء إضافية عن آية سورة النمل
لذا كان ضرورياً أن يؤتى بالتوكيد في سورة هود باستخدام ( لا جرم )
والتوكيد بـ ( إنهم ) ولم يأتي التوكيد في سورة النمل .