عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-16-2013, 09:11 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

أن إتمام النعمة هو النبوة وحمل الرسالة ،
وهذه هي المهمة التي يعدّك الله للقيام بها بعد اختيارك
وتأييدك بعلم تأويل الرؤيا .
وتختتم الآية بقوله تعالى حكاية عن سيدنا يعقوب :
{ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
[ يوسف : 6 ]
فكلمة { عَلِيمٌ }
ترجع إلى قوله تعالى :
{ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ }
[ يوسف : 6 ]
، وكلمة { حَكِيمٌ } تعود إلى الاجتباء والاختيار ،
أي أن هذا الاختيار جاء لحكمة يعلمها الله
فـ { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }
[ الأنعام : 124 ]
إذاً في هذه السن المبكرة يختار الله تعالى سيدنا يوسف ليقوم بتبليغ رسالته،
وهذه مهمة عظيمة تحتاج إلى تهيئة واستعداد ،
وقد تكفّل الله { رَبِّهِ } بتربيته وتهيئته ورعايته حتى يتم المهمة الموكلة إليه
على الوجه الذي يرضي ربه .
فكيف تجلت مظاهر التربية
في مراحل حياة سيدنا يوسف عليه السلام ؟
مظاهر التربية في حياة يوسف عليه السلام :
* حادثة إلقائه في الجب :
يعيش يوسف عليه السلام المحنة الأولى في حياته في مرحلة الطفولة
حين يكيد له إخوته ويقرروا أن يلقوه في ظلمة بئر ليلتقطه بعض السيارة ،
ويحملوه بعيداً، فيخلو لهم وجه أبيهم .
{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ }
[ يوسف : 15 ]
إنه الآن في ذروة الأزمة، وفي أشدّ أوقات المحنة والكرب ،
وهو ما يزال طفلاً صغيراً .
هنا يأتي دور المربي في بث الطمأنينة في نفسه
{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }
[ يوسف : 15 ]
إن سيدنا يوسف وهو في هذه السن المبكرة
وفي ظرف كهذا بحاجة إلى من يهدئ نفسه ويشعره بالأمان ،
غير أنه على حداثة سنه يفتقر إلى الدليل الموصل إلى هذه الغاية ،
فكان أن طمأنه{ رَبِّهِ } بأن لا تخف ولا تحزن
فإنك ناج مما أنت فيه ومخبرهم بما يدبرونه من المكر والأذى .
ولنا أن نتصور مشاعر هذا الطفل
وقد طمأنه ربّه وآنسه ووعده بالنجاة والسلامة .
* حادثة بيعه عبدا ً :
ينجي الله سيدنا يوسف من محنته الأولى
ويُحمل إلى مصر ليباع ـ وهو الحرّ ـ عبداً بثمن قليل .
ويشتريه العزيز ثم يطلب من امرأته أن تهتم بهذا الغلام وتكرم مثواه ،
ويأتي قوله تعالى :
{ وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ }
[ يوسف : 21 ]
إن { رَبِّهِ } الذي تولّى رعايته وتربيته سيجعل من محنته هذه ـ إذاً ـ
سبباً من أسباب رفعة شأنه وعلوّ منزلته كيف لا والله هو { رَبِّهِ } !
* أمره مع امرأة العزيز :
يوسف عليه السلام ما يزال حتى هذا الوقت في مرحلة الاختيار والاجتباء
بما تتطلبه هذه المرحلة من الرعاية والتربية، والحفظ والإعداد .
ويأتي قوله تعالى :
{ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ }
[ يوسف : 21 ]
وهذه المرحلة سيشهدها سيدنا يوسف في مصر
بعد أن جعل الله من مصر مكاناً لاستقراره وعيشه في عزّ وأمان
{ وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ
وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ }
[ يوسف : 21 ]
بعد أن حفظ الله تعالى سيدنا يوسف في طفولته ونجاه من محنتين عظيمتين،

رد مع اقتباس