عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-18-2013, 11:24 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

يقول الله :


{ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا }

[الأعراف : 56 ]


فالأرض تصلح بالطاعة وتفسد بالمعاصي ,

فالإسلام خير والجاهلية شر


قال عمر :

( تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعف الجاهلية )


فإذا عمرت الأرض بالطاعة حصلت الألفة والاجتماع


{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا }

[ مريم : 96 ]


وإذا عمرت الأرض بالمعاصي حصلت الفرقة والعداوة


{ فَنَسُواْ حَظّاً مّمّا ذُكِرُواْ بِهِ

فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ }

[ المائدة : 14 ]


قولة : فجاء الله بهذا الخير على يديك

معناه : جاء الله بهذا الدين الذي اجتمع فيه خيري الدنيا والآخرة.


قولة :


( فهل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال : نعم )


وفي رواية :


( فتنة واختلاف )


وفي رواية السيف :


( يعني : القتال .

قلت : فما العصمة منه , فقال : السيف )


كما في قوله :


{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ }

[ الحجرات : 9 ]


وقد كان عمر يحول بين الخير الأول والشر الثاني

لان عمر رضي الله عنه حينما سال حذيفة أن يحدثهم عن الفتنة .


فقال :


( فتنةُ الرجلِ في أهلهِ ومالهِ وولدهِ وجارهِ ،

تكفِّرُها الصلاةُ والصومُ والصدقةُ والأمرُ والنهيُ ،

قال : ليس هذا أريد ، ولكنِ الفتنةُ التي تموجُ كما يموجُ البحرُ،

قال : ليس عليك منها بأسٌ يا أميرَ المؤمنين ،

إنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا ، قال : أيُكسرُ أم يُفتحُ ؟ قال : يُكسر ،

قال : إذًا لا يُغلق أبدًا ، قلنا : أكان عمرُ يعلم البابَ ؟ قال : نعم ،

كما أن دون الغدِ الليلةَ، إني حدثتُه بحديثٍ ليس بالأغاليطِ .

فهبْنا أن نسأل حذيفةَ، فأمرنا مسروقًا فسأله، فقال : البابُ عمرُ )


وهذا يدل على عدم خروج الفتن في زمان عمر

والشر في الحديث : هو قتل عمر

ثم تلاه قتل عثمان وحصل ما حصل بعده من الفتن العظيمة .


قوله :


( قلتُ : وما دَخَنُه ؟ قال : يكونُ بعدي أئمةٌ يستنُّونَ بغيرِ سُنَّتِي ،

ويَهدُون بغيرِ هديِي ، تعرفُ منهم وتُنكرُ )


وفي رواية :


( قلتُ : وما دَخَنُه ؟ قال :

وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبُهم قلوبُ الشياطينِ في جُثمانِ إنسٍ )


وفي رواية


( قال : هُدنةٌ على دخَنٍ ، وجماعةٍ على أقذاءٍ ، فيها – أو فيهم –

قلتُ : يا رسولَ اللهِ الهُدنةُ على الدَّخَنِ ما هي ؟

قال : لا ترجِعُ قلوبُ أقوامٍ على الَّذي كانت عليه )


معناه : أن الخير الثاني فيه دخن لأنه خير جاء بعد شر فلا يكون صافي

بل يبقى للشر فيه اثر فترى الشخص ليس على حالة واحدة

فترى عنده طاعات ومعاصي .


قال القاضي عياض :

الشر الأول الفتن التي وقعت في عهد عثمان والخير الذي بعده وفيه دخن

هو ما حصل بخلافة عمر بن عبد العزيز .

أما دخنه : فهو الأئمة الذين جاؤوا بعده فيهم المتمسك بالسنة والعدل

وفيهم من يدعوا إلى البدعة وعمل بالجور .


وقال الخضير : خير وفيه دخن قوم يستنون بغير سنتي

قال : سبب ذلك أما حرصهم الزائد على الخير وأما بسبب غفلتهم

فدخل عليه الدخن فخلطوا المشروع بغير المشروع أو بما ادخلوا من البدع .

خلاصة الكلام : الدخن فسر بالحقد وفساد القلوب


كما في قوله :


( لا ترجع قلوب أقوام على ما كانت )


والأمر الثاني : خلط الخير بالشر

ونتيجة الكدر تفسد القلوب ويدب إليها داء الأمم .

رد مع اقتباس