ومضاتسماح الإيمانية ( 009 )
و قد ورد اسم الله (الرزّاق) في موضع واحد من القرآن الكريم ،
{ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ }
وورد اسم (الرَّازق) بصيغة الجمع في مواضع منها قوله تعالى :
{ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ }
وورد أيضاً في السنة كما سيأتي ذكره في (القابض الباسط ) .
فالله سبحانه هو الرزَّاق. أي :
المتكفل بأرزاق العباد ، القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها ،
{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا }
{ وَكَأَين من دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ
وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }
رزق عام يشمل البر والفاجر ، والمؤمن والكافر ، والأوّلين والآخرين ،
{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا }
وعليه فليس كثرة هذا الرِّزق في الدّنيا دليلاً على كرامة العبد عند الله ،
كما أن قلَّته ليس دليلاً على هوانه عنده ،
{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَكْرَمَنِ *
وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَهَانَنِ }
ليس كلُّ من نعّمتُه في الدّنيا فهو كريم عليّ ، ولا كل من قدَرْتُ
عليه رزقه فهو مُهان لديّ ،وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق ،
ابتلاء من الله وامتحان ليعلم الشاكر من الكافر ، والصابر من الجازع .
رزق خاص ، وهو رزق القلوب ، وتغذيتها بالعلم ، والإيمان ، والرزق
الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم
منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ويُتمُّ سبحانه كرامته لهم ،
ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنّات النعيم،
{ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً }