عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-26-2011, 05:36 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،

أَنَّهُكَانَ يَقُولُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُإِلَخْ )

أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَبِدُونِ لَفْظِ يُحْيِي وَ يُمِيتُ

قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : زَادَالطَّبَرَانِيُّمِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنِالْمُغِيرَةِ

: يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ إِلَى قَدِيرٍ، وَ رُوَاتُهُ مُوَثَّقُونَ ،

وَ ثَبَتَ مِثْلُهُ عِنْدَالْبَزَّارِمِنْ حَدِيثِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍبِسَنَدٍ صَحِيحٍ ،

لَكِنْ فِي الْقَوْلِ إِذَا أَصْبَحَ وَ إِذَا أَمْسَى ، انْتَهَى

( لَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ ) بِفَتْحِ الْجِيمِ فِي اللَّفْظَيْنِ

أَيْ لَا يَنْفَعُ صَاحِبُ الْغِنَى مِنْكَ غِنَاهُ ، إِنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ .

قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : قَالَالْخَطَّابِيُّالْجَدُّ الْغِنَى ،

وَ يُقَالُ الْحَظُّ قَالَ : وَ مِنْ فِي قَوْلِهِ مِنْكَ بِمَعْنَى الْبَدَلِ قَالَ الشَّاعِرُ :

فَلَيْتَ لَنَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ شَرْبَةً

مُبَرَّدَةً بَاتَتْ عَلَى الظَّمْآنِ


يُرِيدُ لَيْتَ لَنَا بَدَلَ مَاءِ زَمْزَمَ ، انْتَهَى .

وَ فِي الصِّحَاحِ مَعْنَى مِنْكَ هُنَا عِنْدَكَ أَيْ لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى عِنْدَكَ غِنَاهُ ،

إِنَّمَا يَنْفَعُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ . وَ قَالَابْنُ التِّينِ : الصَّحِيحُ عِنْدِي أَنَّهَا لَيْسَتْ بِمَعْنَى الْبَدَلِ وَ لَا عِنْدَ ،

بَلْ هُوَ كَمَا تَقُولُ وَ لَا يَنْفَعُكَ مِنِّي شَيْءٌ إِنْ أَنَا أَرَدْتُكَ بِسُوءٍ ، وَ لَمْ يَظْهَرْ مِنْ كَلَامِهِ مَعْنًى ،

وَ مُقْتَضَاهُ أَنَّهَا بِمَعْنَى عِنْدَ أَوْ فِيهِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ مِنْ قَضَائِي أَوْ سَطْوَتِي أَوْ عَذَابِي .

وَ اخْتَارَ الشَّيْخُجَمَالُ الدِّينِفِي الْمُغْنِي الْأَوَّلَ ، قَالَ :

وَ الْجَدُّ مَضْبُوطٌ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَ مَعْنَاهُ الْغِنَى أَوِ الْحَظُّ .

وَ قَالَالنَّوَوِيُّ : الصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّهُ بِالْفَتْحِ وَ هُوَ الْحَظُّ

فِي الدُّنْيَا بِالْمَالِ أَوِ الْوَلَدِ أَوِ الْعَظَمَةِ أَوِ السُّلْطَانِ ،

وَ الْمَعْنَى لَا يُنْجِيهِ حَظُّهُ مِنْكَ وَ إِنَّمَا يُنْجِيهِ فَضْلُكَ وَ رَحْمَتُكَ ، انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ مُلَخَّصًا .

قُلْتُ : فَالْجَدُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ هُوَ الرَّاجِحُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ ،

وَ أَمَّا الْجِدُّ بِكَسْرِ الْجِيمِ فَقَدْ حُكِيَ عَنْأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّأَنَّهُ رَوَاهُ بِالْكَسْرِ

كَمَا قَالَالْقُرْطُبِيُّ، وَ لَا يَسْتَقِيمُ مَعْنَاهُ هُنَا إِلَّا بِتَكَلُّفٍ ، قِيلَ :

مَعْنَاهُ لَا يَنْفَعُ ذَا الِاجْتِهَادِ اجْتِهَادُهُ وَ أَنْكَرَهُالطَّبَرِيُّ . وَ قَالَالْقَزَّازُفِي تَوْجِيهِ إِنْكَارِهِ :

الِاجْتِهَادُ فِي الْعَمَلِ نَافِعٌ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ دَعَا الْخَلْقَ إِلَى ذَلِكَ فَكَيْفَ لَا يَنْفَعُ عِنْدَهُ قَالَ :

فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ الِاجْتِهَادُ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَ تَضْيِيعِ أَمْرِ الْآخِرَةِ ، وَ قِيلَ :

لَعَلَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ بِمُجَرَّدِهِ مَا لَمْ يُقَارِنْهُ الْقَبُولُ ،

وَ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِفَضْلِ اللَّهِ وَ رَحْمَتِهِ .


قَوْلُهُ : ( وَ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّكَ إِلَخْ )

أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى كَمَا عَرَفْتَ

( رَبِّ الْعِزَّةِ ) أَيِ الْغَلَبَةِ بَدَلٌ مِنْ رَبِّكَ

( عَمَّا يَصِفُونَ ) بِأَنَّ لَهُ وَلَدًا

( وَ سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) أَيِ الْمُبَلِّغِينَ عَنِ اللَّهِ التَّوْحِيدَ وَ الشَّرَائِعَ

( وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) عَلَى نَصْرِهِمْ وَ هَلَاكِ الْكَافِرِينَ .

رد مع اقتباس