قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ : صَحَّ سَمَاعُعَمْرٍومِنْ أَبِيهِ وَ صَحَّ سَمَاعُشُعَيْبٍ
مِنْ جَدِّهِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوكَذَا فِي الْخُلَاصَةِ . وَ قَالَالْجَوْزَجَانِيُّ : قُلْتُلِأَحْمَدَ
: سَمِعَعَمْرٌومِنْ أَبِيهِ شَيْئًا ؟ قَالَ : يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي ، قُلْتُ :
فَأَبُوهُ سَمِعَ مِنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؟ قَالَ : نَعَمْ أَرَاهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ ،
كَذَا فِي هَامِشِ الْخُلَاصَةِ نَقْلًا عَنِ التَّهْذِيبِ .
وَ قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ : ثَبَتَ سَمَاعُهُ مِنْ جَدِّهِ ، انْتَهَى .
قُلْتُ : وَ يَدُلُّ عَلَى سَمَاعِهِ مِنْهُ مَا رَوَاهُالدَّارَقُطْنِيُّوَ الْحَاكِمُوَ الْبَيْهَقِيُّعَنْهُ
فِي إِفْسَادِ الْحَجِّ فَقَالُوا عَنْعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا أَتَىعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍويَسْأَلُهُ عَنِ الْمُحْرِمِ وَقَعَ بِامْرَأَتِهِ ،
فَأَشَارَ إِلَىعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ :
اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ فَاسْأَلْهُ ، قَالَشُعَيْبٌ : فَلَمْ يَعْرِفْهُ الرَّجُلُ ،
فَذَهَبْتُمَعَهُ فَسَأَلَابْنَ عُمَرَوَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ كَمَا عَرَفْتَ فِي كَلَامِالْعِرَاقِيِّ
(وَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي حَدِيثِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍإِنَّمَا ضَعَّفَهُ لِأَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْ صَحِيفَةِ جَدِّهِ
كَأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ مِنْ جَدِّهِ ) قَدْ أَطَالَالْحَافِظُ الذَّهَبِيُّالْكَلَامَ
فِي تَرْجَمَةِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَ قَالَ فِي آخِرِهِ : قَدْ أَجَبْنَا عَنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ بِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِمُرْسَلَةٍ وَ لَا مُنْقَطِعَةٍ ، أَمَّا كَوْنُهَا وِ جَادَةً أَوْ بَعْضُهَا سَمَاعٌ
وَبَعْضُهَا وِ جَادَةٌ فَهَذَا مَحَلُّ نَظَرٍ ، وَ لَسْنَا نَقُولُ إِنَّ حَدِيثَهُ مِنْ أَعْلَى أَقْسَامِ الصَّحِيحِ
بَلْ هُوَ مِنْ قَبِيلِ الْحَسَنِ ، انْتَهَى كَلَامُهُ
( قَالَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِوَذَكَرَ عَنْيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍأَنَّهُ قَالَ : حَدِيثُعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍعِنْدَنَا وَاهٍ )
أَيْ ضَعِيفٌ ، وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ هُوَ الْقَطَّانُ ،
وَ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْحَدِيثِ حَدِيثَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍعَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
حُجَّةٌ مُطْلَقًا إِذَا صَحَّ السَّنَدُ إِلَيْهِ ، وَ هُوَ أَصَحُّ الْأَقْوَالِ وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْبَيْعَ وَ الشَّرَاءَ فِي الْمَسْجِدِ ،
وَ بِهِ يَقُولُأَحْمَدُوَ إِسْحَاقُ)
وَ هُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَ هُوَ الْحَقُّ
( وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ رُخْصَةٌ فِي الْبَيْعِ وَ الشَّرَاءِ فِي الْمَسْجِدِ )
لَمْ يَقُمْ عَلَى قَوْلِ هَذَا الْبَعْضِ دَلِيلٌ صَحِيحٌ بَلْ تَرُدُّهُ أَحَادِيثُ الْبَابِ ،
وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ
( رُخْصَةٌ فِي إِنْشَادِ الشِّعْرِ فِي الْمَسْجِدِ )
كَحَدِيثِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ : شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ فِي الْمَسْجِدِ ، وَ أَصْحَابُهُ يَتَذَاكَرُونَ الشِّعْرَ وَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ،
فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ .
رَوَاهُأَحْمَدُوَ رَوَاهُالتِّرْمِذِيُّفِي كِتَابِ الْآدَابِ مِنْ جَامِعِهِ ص 463 بِلَفْظِ :
جَالَسْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ ،
وَ يَذْكُرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَرُبَّمَا يَتَبَسَّمُ مَعَهُمْ
. قَالَالتِّرْمِذِيُّهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَ كَحَدِيثِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
قَالَ : مَرَّعُمَرُفِي الْمَسْجِدِوَ حِسَانُفِيهِ يُنْشِدُ ، فَلَحَظَ إِلَيْهِ ،
فَقَالَ : كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ وَ فِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَىأَبِي هُرَيْرَةَ
فَقَالَ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ : أَجِبْ عَنِّي ،
اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ؟ قَالَ : نَعَمْ، أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ