
09-03-2011, 05:54 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
|
|
الخطبه الثانيه
الحمدُ لله الواحدِ المعبود ، و الحمد لله الرّحيمِ الوَدود ، أسبَغَ علينا نعمَه ظاهرةً و باطنة ،
فكلُّ نعمةٍ من فضلِه و إلى فضله تعود ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أنَّ سيدنا و نبينا محمّدًا عبده و رسوله ،
أكرم من صلّى و صام و تهجَّد لله و قام ، صلى الله عليه و على آله وصحبه الكِرام ،
و سلَّم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد :
أيّها المسلمون ، فإذا كان رَمَضان هو شهرُ الجدِّ و التّشمِير و المسارَعة إلى الخيراتِ
و التعرُّض للنّفَحات فليَحذَر المسلم من الإغراقِ في الترفيهِ و الاستعداد بجَلب الملهِيات
التي تلهِي النفسَ عن العبادةِ و تصدُّها عن الطّاعة ،لا سِيَما و أنَّ كثيرًا من الملهِيات
اليومَ تحوِي المعاصيَ و المنكرات ، فمن الخُذلان أن تعمَرَ الأسواق و تهجَرَ المساجد
أو تهدَرَ الليالي الفاضِلَة في تقليب الفضائيّات ، و التي تجلب بخَيلِها و رَجلها في هذا الشهر الكريم ،
في ليالٍ تَنزَّل فيها الرّحماتُ و تفيض النَّفَحات ، فيا خسارةَ من أدرك رمضانَ و لم يُغفَر له .
عبادَ الله ، و كلِمةٌ أخيرة لا بدَّ من ذكرها ،
و هي أنَّه مع الوضوحِ الشّديدِ في التوجيهِ النبويِّ حيالَ إثبات دخولِ الشهر
حيث يقول النبي صلى الله عليه و سلم :
( صوموا لرؤيَتِه و أفطروا لرؤيته )
و كثرةِ الأحاديث المتوافِقَة على الطريقةِ السّهلةِ الواضحة لإثباتِ دخولِ الشّهر
و بالرغم من إسنادِ هذا الأمرِ إلى جهاتٍ موثوقَةٍ تتَّخِذ كلَّ استِعداداتِها لتحرِّي رؤيةِ الهلال
إلا أنّه مع بدايةِ كلِّ رمضان يحلو لبعضِ العامّة التشويشُ و التشكيك بلا علمٍ و لا بصيرةٍ
و الخوضُ في صحّةِ دخول الشهرِ ، يتَّكِئ أحدُهم على أريكَتِه ، يلوك ما لا يعلَم ، يصوِّب و يخطِّئ و هو يجهَل أبسَطَ مبادِئ الإثبات ، كأنّه رأَى و علِم ، و هذا والله من الخذلان ،
و هو من كيدِ الشيطان ليشكِّكَ الناس في عباداتهم و يكدِّر عليهم صَفاءَ صِيامهم .
فاتَّقوا الله عباد الله ، و ليحذَر المسلم أن يقولَ ما لا يعلم ،
أو يكونَ وسيلةً لكيد الشيطان من حيث لا يعلم .
هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل
فقال جلّ مِن قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت
|