![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#3
|
|||
|
|||
![]() { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، لأهل بدر إلى غير ذلك .فالواجب على المؤمن أن يعرف هذا ، فأهل السنة والجماعة يقولون : العبد مختار ، له فعل وله اختيار ، وله إرادة وله عمل ، لكنه لا يخرج عن قدر الله ، ثبت في الحديث الصحيح ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قدر مقادير الخلائق ، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء ) وكذا قدر أعمال العبد في بطن أمه بعد مضي الشهر الرابع ، يكتب رزقه وأجله وعمله ، وشقي أو سعيد ، ما يخرج عن قدر الله ، لكن له أعمال وله تصرفات ، لا يخرج بها عن قدر الله ، فهو يسافر ، يصلي ، يصوم ، يزني ، يسرق ، يعق ، يقطع الرحم ، يطيع ، يسافر ، يصل فلانا ، يقطع فلانا ، يرحم فلانا ويؤذي فلانا ، يحسن إلى فلان ويسيء إلى فلان ، له أعمال طيبة وخبيثة فهو مأجور على الطيبة ، ومأزور على الخبيثة ، والله يجازيه على أعماله الطيبة والخبيثة ، على الطبية بالجزاء الحسن ، وعلى أعماله الرديئة ، بما يستحق وقد يعفو إذا كان موحدا ، فهو سبحانهالعفو العظيم جل وعلا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) فالعبد مسير بقدر الله ، لكن له اختيار وله مشيئة ، وله عمل ، يجازى على عمله الطيب ، ويستحق العقاب على عمله الرديء ، إلا أن يعفو الله كما أخبر سبحانه بقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } قد يغفر عن بعض المعاصي لمن يشاء سبحانه وتعالى ، إذا مات على التوحيد ، وهكذا في الدنيا قد يعفو ويصفح عن بعض عباده فضلا منه وإحسانا سبحانه وتعالى ، وقد يعاقب على السيئات في الدنيا قبل الآخرة . س: هل الإنسان مسير أم مخير ، في أعماله الصالحة وغير الصالحة ، وجهونا في ضوء هذا السؤال ؟ : الإنسان مسير ومخير ، مسير لا يخرج عن قدر الله ، مهما فعل فهو تحت قدر الله ، ومخير لأن له عقلا وفعلا واختيارا ، أعطاه الله عقلا وأعطاه الله فعلا واختيارا ، فهو يفعل باختياره ويدع باختياره ، ولهذا تعلقت به التكاليف ، واستحق الجزاء على أعماله الطيبة بالجزاء الحسن والرديء بالجزاء السوء : { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ } { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا } { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } ويقول جل وعلا : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } ويقول جل وعلا : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } والنبي سئل لما قال لصحابته : ( ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ، ومقعده من النار وفي اللفظ الآخر : قد كتب مقعده من الجنة ، ومقعده من النار ) قالوا : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ ما دامت مقاعدنا معلومة ، ما دمنا مكتوبين ففيم العمل ؟ قال : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل السعادة ، فييسرون لعمل السعادة ، وأما أهل الشقاوة ، فييسرون لعمل أهل الشقاوة ) ثم قرأ قوله سبحانه : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } ، وقال تعالى : { إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } ، فدل على أن الأسباب يترتب عليها مسبباتها ، فمن يتقي الله يسر الله أموره ، ويفرج كرباته ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن عصى الله وخالف أوامره ، فقد تعرض لغضب الله وسخطه ، وتعسير أموره ، نسأل الله العافية . س: هناك قسم من الناس ، يقولون : إن كل الأعمال التي يعملها الإنسان ، هي من إرادة الله ، رجاء أن توضحوا هذه المسألة ، هل الإنسان مخير أو مسير ؟ هذه المسألة قد يلتبس أمرها على بعض الناس ، والإنسان مخير ومسير مخير لأن الله أعطاه إرادة اختيارية ، وأعطاه مشيئة يتصرف بها في أمور دينه ودنياه ، فليس مجبرا ومقهورا ، فله اختيار وله مشيئة ، وله إرادة كما قال عز وجل : { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } وقال سبحانه : { فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } وقال سبحانه : { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } وقال تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ } فالعبد له اختيار ، وله إرادة وله مشيئة لكن هذه الإرادة وهذه المشيئة لا تقع إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى ، فهو جل وعلا المصرف لعباده والمدبر لشئونهم ، فلا يستطيعون أن يشاءوا شيئا ، أو يريدوا شيئا إلا بعد مشيئة الله لهم وإرادته الكونية القدرية سبحانه وتعالى ، فما يقع في العباد وما يقع منهم ، كله بمشيئة من الله سابقة وقدر سابق فالأعمال والأرزاق والآجال والحروب ، وانتزاع الملك وقيام الملك ، وسقوط دولة وقيام دولة ، كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى كما قال عز وجل : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْـزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فالمقصود أنه جل وعلا له إرادة في عباده ، وله مشيئة لا يتخطاها العباد ، ويقال لها الإرادة الكونية ، والمشيئة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ومن هذا قوله سبحانه : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ } وقال تعالى : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } فالعبد له اختيار ، وله إرادة ولكن اختياره وإرادته تابعتان لمشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى ، فالطاعات بقدر الله ، والعبد مشكور عليها مأجور ، والمعاصي بقدر الله والعبد ملوم عليها ، ومأزور والحجة قائمة ، والحجة لله وحده سبحانه وتعالى : { قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } سبحانه وتعالى : { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ } فهو سبحانه لو شاء لهداهم جميعا ، ولكن له الحكمة البالغة حيث جعلهم قسمين : كافرا ومسلما ، وكل شيء بإرادته سبحانه وتعالى ومشيئته فينبغي للمؤمن أن يعلم هذا جيدا ، وأن يكون على بينة في دينه ، فهو مختار له إرادة وله مشيئة يستطيع أن يأكل ويشرب ، ويضارب ويتكلم ويطيع ويعصي ويسافر ويقيم ويعطي فلانا ويحرم فلانا إلى غير هذا هو له مشيئة في هذا ، وله قدرة وليس مقهورا ولا ممنوعا ، ولكن هذه الأشياء التي تقع منه لا تقع إلا بعد سبقها من الله بعد أن تسبق إرادة الله ومشيئته لهذا العمل : { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } وهو سبحانه المسير لعباده كما قال عز وجل : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } هو المسير لعباده وبيده نجاتهم وسعادتهم ، وضلالهم وهلاكهم ، هو المصرف لعباده ، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى يعطي من يشاء ، ويحرم من يشاء ، ويسعد من يشاء ، ويشقي من يشاء ، لا أحد يعترض عليه سبحانه وتعالى ، فينبغي لك يا عبد الله أن تكون على بصيرة في هذا الأمر ، وأن تتدبر كتاب ربك وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام ، حتى تعلم هذا واضحا في الآيات والأحاديث ، فالعبد مختار وله مشيئة ، وله إرادة ، وفي نفس الأمر ليس له شيء من نفسه ، بل هو مملوك لله عز وجل ، مقدور لله سبحانه وتعالى ، يدبره كيف يشاء سبحانه وتعالى ، مشيئة الله نافذة ، وقدره السابق ماض فيه ولا حجة له في القدر السابق ، فالله يعلم أحوالهم ، ولا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى ، وهو المدبر لعباده والمصرف لشؤونهم جل وعلا ، وقد أعطاهم مشيئة وإرادة واختيارا يتصرفون بذلك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |