![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() المعاملة المتميزة التي تشد الإنسان للدين هي أهم ما في السلوك إلى الله عز وجل : الحقيقة الدقيقة أن الذي يشدك إلى الدين فضلاً عن أنه قدم لك تفسيراً عميقاً دقيقاً ، متناسقاً للكون ، والحياة ، والإنسان ، أن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك . لذلك هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي ، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم ، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا ، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً ) [ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ] لمجرد أن تتخذ قراراً بالصلح مع الله ، بالإقبال على الله ، بطاعة الله ، بتقديم ما تملك في سبيل الله ترى معاملة تفوق حدّ الخيال . لذلك هنيئاً لمن عرف الله ، هنيئاً لمن عامله ، هنيئاً لمن خطب وده ، حفظ الله لك أحد نتائج الإقبال على الله ، الله عز وجل حفيظ ، ويحفظ المؤمن من كل مكروه ، من كل شيء مؤلم ، من كل خطر . } فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا { ( سورة الطور الآية : 48 ) هذه الآية فيما يبدو موجهة للنبي عليه الصلاة والسلام ، ولكن العلماء قالوا : آية موجهة إلى النبي عليه الصلاة والسلام هي في الحقيقية موجهة لكل مؤمن بقدر إيمانه وإخلاصه واستقامته . أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله مع الإنسان يحفظه و يسدد خطاه : أيها الأخوة ، أنت متى تحافظ على استقامتك ؟ أنت متى تسعى للحفاظ على ما أنت فيه ؟ حينما تصل من خلال الدين إلى شيء ثمين ، الذي وصل من خلال الدين إلى شيء ثمين ذاق طعم القرب ، ذاق طعم الحب ، ذاق طعم الإقبال على الله ، ذاق طعم أن يكون الله معك ، هذه النتائج الباهرة التي يحصها الإنسان هي التي تحمله على طاعة الله . إنسان دُعي إلى طعام ، وجلس على الطاولة ، لكنه لم يأكل لسبب أو لآخر، فإذا دُعي ثانية زهد في هذا الطعام ، لأنه ما أكله ، وما ذاقه ، أما إذا ذاق الطعام النفيس الذي قُدم له ، إذا دُعي ثانية يسارع إلى تلبية الدعوة . فالإنسان حينما يصلي صلاة شكلية ، وحينما يصوم صياماً شكلياً، وحينما يؤدي العبادات أداء شكلياً لأنه ليس مستقيماً على أمر الله، يزهد في الدين ، لا يبالي أصلى أم لم يصلِ ، لا يبالي أأطاع الله أم لم يطعه ، لأنه محجوب بالمعاصي ، محجوب بالعيوب ، محجوب بالذنوب ، أما إذا أخلص الصدق مع الله ، أما إذا أطاع الله ، أما إذا أقبل على الله يصل إلى نتائج ، عندئذٍ يحافظ عليها ، يحافظ عليها فيحفظه الله ، لابدّ من أن تقدم شيئاً ، أن يتوهم الإنسان أنه بإمكانه أن يأخذ كل شيء ، من دون أن يقدم شيئاً ، هذا سذاجة في الإنسان وغباء فيه ، لابد من أن تقدم شيئاً ، هذا الذي تقدمه طاعة الله عز وجل . } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً { ( سورة الأحزاب ) أنت متى تحافظ على ما أنت فيه ؟ إذا وصلت إلى شيء نفيس أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله معك ، أن الله قريب منك ، أن الله يحفظك ، أن الله يؤيدك ، أن الله يسعدك أن الله يسدد خطاك . بطولة الإنسان لا أن يصل إلى القمة بل أن يبقى فيها : الآن أيها الأخوة ، كلكم يعلم أن بلوغ القمة شيء يحتاج إلى جهد كبير، لكن البطولة لا أن تصل إلى القمة أن تبقى فيها ، أناس كثيرون في ساعة من ساعات الإقبال على الله يتألقون ، ثم لا يتابعون سيرهم إلى الله ، عندئذٍ يتراجعون ، هذا الوضع الذي يتكرر أحياناً يقبل ثم يدبر ، يتألق ثم يخبو ، يتحرك ثم يسكن ، هذا الوضع لا يرضي الله عز وجل . ( أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإنْ قلَّ ) [ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك عن عائشة أم المؤمنين ] فلذلك دقق في هذه الكلمة : ليست البطولة أن تصل إلى القمة ، البطولة أن تبقى فيها ، أنت حينما تحافظ على هذه الصلة من أن تنقطع ، أنت حينما تحافظ على هذا التوثيق من أن ينقطع ، أنت حينما تحافظ على هذا التأييد من أن يلغى تكون قد بلغت القمة وحافظت عليها . أسباب حفظ الله للإنسان هي طاعته والتوكل عليه والاستقامة على أمره والإخلاص له : أيها الأخوة ، نحن في عالم الدنيا إنسان أحياناً يصل إلى منصب رفيع ، يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، حينما يصل إلى دخل كبير يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، هذا شيء من طبيعة الإنسان ، ولكن الحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنك لن تحافظ على ما أنت فيه لأسباب أرضية ، بل لأسباب علوية ، كيف ؟ إنسان معه أموال طائلة ، يضع الأقفال ، يوثق ، يسجل ، يقدم كل سبب للحفاظ على هذا المال لكن إن لم يكن مستقيماً على أمر الله ، الله عز وجل يحبط له كل هذه المساعي ، وكنت أقول دائماً : الله عز وجل لا يجدي معه أن تكون معه ذكياً ، يؤتى الحذر من مأمنه ، يحفظك لا بأسباب أرضية ، بل بأسباب علوية ، أنت حينما تكون مستقيماً يحفظك ، أنت ينبغي أن تأخذ بالأسباب ولكن حفظ الله عز وجل لا يكون بالأخذ بالأسباب وحدها ، لابدّ من أن تأخذ بأسباب أرادها الله عز وجل أن تأخذ بها . أنت حينما تستقيم ، حينما تتوكل ، حينما لا تسمح لدخلك أن يكون فيه شبهة ، حينما تصل إلى مكاسب كبيرة ، عندئذٍ تسعى للحفاظ عليها لا بأسباب أرضية فقط ، بل بأسباب علوية هي طاعة الله ، والتوكل عليه ، والاستقامة على أمره ، والإخلاص له . امتحان الله عز وجل للإنسان من أصعب الامتحانات : أيها الأخوة، الله عز وجل يقول : } وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ { ( سورة المؤمنون ) يعني الله عز وجل يمتحن الإنسان، من أصعب الامتحانات، أحياناً تغلق أمام الإنسان كل الأبواب المشروعة ، يفتح له باباً غير مشروع ، ضعيف النفس يقول : ماذا أفعل ؟ أنا مضطر ، طرق كسب الحلال مغلقة ، في طريق سهل للكسب الحرام ، هنا الامتحان الصعب ، فحينما ترى أن الأبواب كلها موصدة أمامك ، و هناك باب واحد لا يرضي الله مفتوح على مصراعيه اعلم أنك أمام امتحان صعب ، ينبغي أن تنجح فيه ، كيف تنجح ؟ تقرأ قوله تعالى : } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { ( سورة الطلاق ) والله أيها الأخوة ، لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكفت، } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { كن عن همومك معرضا وكلِ الهموم إلى القضا وابشر بخــير عاجل تنسى به ما قـد مضى فلرب أمـر مسخــط لك في عواقبه رضــا * * * ولربما ضاق المضيق ولربما اتسع الـفضــا الله يفــعل ما يشاء فلا تـــــــــكن معترضا الله عودك الــجميل فقس على ما قــــــــد مضى * * * } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { |
|
|
![]() |