![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من الاخت/ الملكة نور
هذه وصيتي لك عن يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي ذات يوم : يا يونس ، إذا بلغت عن صديق لك ما تكرهه ، فإياك أن تبادر بالعداوة ، وقطع الولاية ، فتكون ممن أزال يقينه بشك ؛ ولكن القه ، وقل له : بلغني عنك كذا و كذا ، وأجدر أن تسمي المبلغ ؛ فإن أنكر ذلك ، فقل له : أنت أصدق ، وأبر ؛ ولا تزيدن على ذلك شيئا ؛ وإن اعترف بذلك ، فرأيت له في ذلك وجها بعذر ، فاقبل منه ؛ وإن لم يرد ذلك ، فقل له : ماذا أردت بما بلغني عنك ؟ فإن ذكر ما له وجه من العذر ، فاقبله ؛ وإن لم يذكر لذلك وجها لعذر ، وضاق عليك المسلك ، فحينئذ أثبتها عليه سيئة أتاها ؛ ثم أنت في ذلك بالخيار : إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة ، وإن شئت عفوت عنه ؛ والعفو أبلغ للتقوى ، وأبلغ في الكرم ، لقوله الله تعالى : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ } . فإن نازعتك نفسك بالمكافأة ، فاذكر فيما سبق له لديك ، ولا تبخس باقي إحسانه السالف بهذه السيئة ، فإن ذلك : الظلم بعينه ؛ وقد كان الرجل الصالح يقول : رحم الله من كافأني على إساءتي ، من غير أن يزيد ، ولا يبخس حقا لي ؛ يا يونس : إذا كان لك صديق ، فشد يديك به ، فإن اتخاذ الصديق صعب ، ومفارقته سهل ؛ وقد كان الرجل الصالح يشبه سهولة مفارقة الصديق : بصبي يطرح في البئر حجرا عظيما ، فيسهل طرحه عليه ، ويصعب إخراجه على الرجال البرك ؛ فهذه وصيتي لك ، والسلام . |
|
|
![]() |