![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / بنت الحرمين الشريفين العقيدة الإسلامية أسمـــــــــاء الله الحسنى أسم الله الحفيظ ) الجزء الثاني ) لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2008-03-31 الدرس (074-100) الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . من أسماء الله الحسنى : ( الحفيظ ) : أيها الأخوة الكرام ، لازلنا مع اسم " الحفيظ " . والحقيقة الدقيقة أن أكبر أسباب حفظ الله للمؤمن أن يكون المؤمن مع الله . كن مع الله ترَ الله معـك واترك الكل وحاذر طمعك وإذا أعطاك من يمنـعه ثم من يعطي إذا ما منعـك أكبر خصائص الإيمان أن الله مع المؤمن : أيها الأخوة ، في القرآن الكريم معيتان : معية عامة، ومعية خاصة . الله عز وجل مع كل الخلق ، مع المؤمن ، ومع الكافر ، ومع الملحد ، ومع الفاسق ، ومع الفاجر ، ومع الطائع . الآن حفظ الشيء صيانته من التلف والضياع ، ويستعمل الحفظ في العلم على معنى الضبط ، وعدم النسيان ، أو تعاهد الشيء وقلة الغفلة عنه ، رجل حافظ ، وقوم حفاظ هم الذين رزقوا حفظ ما سمعوا وقلّما ينسون شيئاً . } وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ { ( سورة الحديد الآية : 4 ) أي معكم بعلمه، هذه معية عامة لكل الخلق، مع كل مخلوق، مع كل كائن، مع كل شيء،لكن المعول عليه هو المعية الخاصة فإذا قال الله عز وجل : } وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ { } إن الله مع الصادقين { } أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{ هذه المعية الخاصة المعول عليها، أي أن الله مع المؤمن يحفظه، أي أن الله مع المؤمن يوفقه، أي أن اللهمع المؤمن ينصره ، أي أن الله مع المؤمن يؤيده ، فأحد أكبر خصائص الإيمان أن الله مع المؤمن . المعية الخاصة أحد أكبر أسباب حفظ الله عز وجل للمؤمن : الحقيقة التي أُرددها كثيراً : إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ إذا كان الله معك من يستطيع في الكون أن ينال منك ، وإذا كان عليك فمن معك ؟ لو أنك تملك كل شيء فإن الله سبحانه وتعالى يلقي البغضاء في قلوب الخلق . أيها الأخوة ، المعول عليه المعية الخاصة ، لأن حفظ الله لك أحد أكبر أسبابه المعية الخاصة ، إلا أن الحقيقة الدقيقة هي أن معية الله الخاصة التي يعول عليها لها ثمن . أن تطمع بعطاء كبير بلا ثمن ، من السذاجة ، الله عز وجل لا يحابي خلقه أبداً هناك قواعد دقيقة ، فكلما كان المؤمن أكثر وعياً يطبق هذه القواعد لينال هذه النتائج . إذاً المعية الخاصة هي المعية المعول عليها في الحفظ ، الله عز وجل يحفظك إذا كنت معه ، وإذا كنت معه كان معك . من اصطلح مع الله ألقى الله في قلبه الأمن و السعادة و الطمأنينة أيها الأخوة ، أحد أكبر أسباب التوجيه إلى الدين ، ما الذي يربطك بالدين ؟ لماذا أنت تقبل على رب العالمين ؟ لماذا تحرص على طاعة الله ؟. سؤال : قد يقول قائل إن أفكار الدين هي التي تشدني إليه ، هذا الكلام صحيح إلى حدٍّ ما ، أفكار الدين رائعة ، الدين قدم لك تفسيراً عميقاً ، دقيقاً ، متناسقاً ، للكون والحياة والإنسان ، أعطاك التفسير الجامع المانع ، أعطاك التفسير الذي لم يظهر في المستقبل ما ينقضه ، فالمؤمن يتمتع بما يسمى بالأمن العقدي ، هناك حقائق صارخة ، ودقيقة للكون والحياة والإنسان . } فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى { ( سورة طه ) } فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ { ( سورة البقرة ) الدين قدم لك تفسيراً علمياً ، فلسفياً ، صحيحاً ، عميقاً ، دقيقاً للحياة ، للكون للإنسان ، ولكن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك ، معاملة الله لك المتميزة حينما تصطلح معه ، وحينما تنيب إليه ، وحينما تقبل عليه ، وحينما تؤثر طاعته على كل شيء ، المعاملة المتميزة التي تشدك للدين هي أهم ما في السلوك إلى الله عز وجل ، تشعر أن الله معك ، تشعر أن الله يؤيدك ، تشعر أن الله يحفظك ، أن الله يلهمك الصواب ، أن الله يلقي في قلبك الأمن ، أن الله يلقي في قلبك السعادة ، كل هذه المشاعر ، وهذه التوفيقات ، وهذه التكريمات بسبب صلحك مع الله .
|
#2
|
|||
|
|||
![]() المعاملة المتميزة التي تشد الإنسان للدين هي أهم ما في السلوك إلى الله عز وجل : الحقيقة الدقيقة أن الذي يشدك إلى الدين فضلاً عن أنه قدم لك تفسيراً عميقاً دقيقاً ، متناسقاً للكون ، والحياة ، والإنسان ، أن الذي يشدك إلى الدين معاملة الله لك . لذلك هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي ، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم ، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا ، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً ) [ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ] لمجرد أن تتخذ قراراً بالصلح مع الله ، بالإقبال على الله ، بطاعة الله ، بتقديم ما تملك في سبيل الله ترى معاملة تفوق حدّ الخيال . لذلك هنيئاً لمن عرف الله ، هنيئاً لمن عامله ، هنيئاً لمن خطب وده ، حفظ الله لك أحد نتائج الإقبال على الله ، الله عز وجل حفيظ ، ويحفظ المؤمن من كل مكروه ، من كل شيء مؤلم ، من كل خطر . } فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا { ( سورة الطور الآية : 48 ) هذه الآية فيما يبدو موجهة للنبي عليه الصلاة والسلام ، ولكن العلماء قالوا : آية موجهة إلى النبي عليه الصلاة والسلام هي في الحقيقية موجهة لكل مؤمن بقدر إيمانه وإخلاصه واستقامته . أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله مع الإنسان يحفظه و يسدد خطاه : أيها الأخوة ، أنت متى تحافظ على استقامتك ؟ أنت متى تسعى للحفاظ على ما أنت فيه ؟ حينما تصل من خلال الدين إلى شيء ثمين ، الذي وصل من خلال الدين إلى شيء ثمين ذاق طعم القرب ، ذاق طعم الحب ، ذاق طعم الإقبال على الله ، ذاق طعم أن يكون الله معك ، هذه النتائج الباهرة التي يحصها الإنسان هي التي تحمله على طاعة الله . إنسان دُعي إلى طعام ، وجلس على الطاولة ، لكنه لم يأكل لسبب أو لآخر، فإذا دُعي ثانية زهد في هذا الطعام ، لأنه ما أكله ، وما ذاقه ، أما إذا ذاق الطعام النفيس الذي قُدم له ، إذا دُعي ثانية يسارع إلى تلبية الدعوة . فالإنسان حينما يصلي صلاة شكلية ، وحينما يصوم صياماً شكلياً، وحينما يؤدي العبادات أداء شكلياً لأنه ليس مستقيماً على أمر الله، يزهد في الدين ، لا يبالي أصلى أم لم يصلِ ، لا يبالي أأطاع الله أم لم يطعه ، لأنه محجوب بالمعاصي ، محجوب بالعيوب ، محجوب بالذنوب ، أما إذا أخلص الصدق مع الله ، أما إذا أطاع الله ، أما إذا أقبل على الله يصل إلى نتائج ، عندئذٍ يحافظ عليها ، يحافظ عليها فيحفظه الله ، لابدّ من أن تقدم شيئاً ، أن يتوهم الإنسان أنه بإمكانه أن يأخذ كل شيء ، من دون أن يقدم شيئاً ، هذا سذاجة في الإنسان وغباء فيه ، لابد من أن تقدم شيئاً ، هذا الذي تقدمه طاعة الله عز وجل . } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً { ( سورة الأحزاب ) أنت متى تحافظ على ما أنت فيه ؟ إذا وصلت إلى شيء نفيس أحد أكبر نتائج الإيمان أن الله معك ، أن الله قريب منك ، أن الله يحفظك ، أن الله يؤيدك ، أن الله يسعدك أن الله يسدد خطاك . بطولة الإنسان لا أن يصل إلى القمة بل أن يبقى فيها : الآن أيها الأخوة ، كلكم يعلم أن بلوغ القمة شيء يحتاج إلى جهد كبير، لكن البطولة لا أن تصل إلى القمة أن تبقى فيها ، أناس كثيرون في ساعة من ساعات الإقبال على الله يتألقون ، ثم لا يتابعون سيرهم إلى الله ، عندئذٍ يتراجعون ، هذا الوضع الذي يتكرر أحياناً يقبل ثم يدبر ، يتألق ثم يخبو ، يتحرك ثم يسكن ، هذا الوضع لا يرضي الله عز وجل . ( أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإنْ قلَّ ) [ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك عن عائشة أم المؤمنين ] فلذلك دقق في هذه الكلمة : ليست البطولة أن تصل إلى القمة ، البطولة أن تبقى فيها ، أنت حينما تحافظ على هذه الصلة من أن تنقطع ، أنت حينما تحافظ على هذا التوثيق من أن ينقطع ، أنت حينما تحافظ على هذا التأييد من أن يلغى تكون قد بلغت القمة وحافظت عليها . أسباب حفظ الله للإنسان هي طاعته والتوكل عليه والاستقامة على أمره والإخلاص له : أيها الأخوة ، نحن في عالم الدنيا إنسان أحياناً يصل إلى منصب رفيع ، يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، حينما يصل إلى دخل كبير يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليه ، هذا شيء من طبيعة الإنسان ، ولكن الحقيقة الدقيقة في هذا اللقاء الطيب أنك لن تحافظ على ما أنت فيه لأسباب أرضية ، بل لأسباب علوية ، كيف ؟ إنسان معه أموال طائلة ، يضع الأقفال ، يوثق ، يسجل ، يقدم كل سبب للحفاظ على هذا المال لكن إن لم يكن مستقيماً على أمر الله ، الله عز وجل يحبط له كل هذه المساعي ، وكنت أقول دائماً : الله عز وجل لا يجدي معه أن تكون معه ذكياً ، يؤتى الحذر من مأمنه ، يحفظك لا بأسباب أرضية ، بل بأسباب علوية ، أنت حينما تكون مستقيماً يحفظك ، أنت ينبغي أن تأخذ بالأسباب ولكن حفظ الله عز وجل لا يكون بالأخذ بالأسباب وحدها ، لابدّ من أن تأخذ بأسباب أرادها الله عز وجل أن تأخذ بها . أنت حينما تستقيم ، حينما تتوكل ، حينما لا تسمح لدخلك أن يكون فيه شبهة ، حينما تصل إلى مكاسب كبيرة ، عندئذٍ تسعى للحفاظ عليها لا بأسباب أرضية فقط ، بل بأسباب علوية هي طاعة الله ، والتوكل عليه ، والاستقامة على أمره ، والإخلاص له . امتحان الله عز وجل للإنسان من أصعب الامتحانات : أيها الأخوة، الله عز وجل يقول : } وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ { ( سورة المؤمنون ) يعني الله عز وجل يمتحن الإنسان، من أصعب الامتحانات، أحياناً تغلق أمام الإنسان كل الأبواب المشروعة ، يفتح له باباً غير مشروع ، ضعيف النفس يقول : ماذا أفعل ؟ أنا مضطر ، طرق كسب الحلال مغلقة ، في طريق سهل للكسب الحرام ، هنا الامتحان الصعب ، فحينما ترى أن الأبواب كلها موصدة أمامك ، و هناك باب واحد لا يرضي الله مفتوح على مصراعيه اعلم أنك أمام امتحان صعب ، ينبغي أن تنجح فيه ، كيف تنجح ؟ تقرأ قوله تعالى : } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { ( سورة الطلاق ) والله أيها الأخوة ، لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه الآية لكفت، } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { كن عن همومك معرضا وكلِ الهموم إلى القضا وابشر بخــير عاجل تنسى به ما قـد مضى فلرب أمـر مسخــط لك في عواقبه رضــا * * * ولربما ضاق المضيق ولربما اتسع الـفضــا الله يفــعل ما يشاء فلا تـــــــــكن معترضا الله عودك الــجميل فقس على ما قــــــــد مضى * * * } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { |
#3
|
|||
|
|||
![]() المؤمن الصادق لو أن كل أبواب الحلال مغلقة باب الحرام مفتوح يقول : } مَعَاذَ اللَّهِ { ( سورة يوسف الآية: 23 ) } إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ { ( سورة الحشر ) فحينما يعلم الله منه هذا الورع ، وهذا الحرص على طاعة الله ، يفتح له الأبواب المشروعة على مصارعها ،أنا أقول أي إنسان يعاني من ضائقة ، من ضائقة مادية ، من مشكلة صحية ، من مشكلة اجتماعية ، من مشكلة في العمل ، من مشكلة في البيت ، عليه بهذه الآية : } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً { وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين . قانون العناية الإلهية يحمي الإنسان من المشكلات و ينال رضوان الله : أيها الأخوة ، كل بلد له خصوصية ، كل مجتمع له خصوصية ، الخصوصية يعني من حركة الحياة تستنبط حقائق ، قد تكون غير مشروعة ، أي بلد له خصوصية ، أو بتعبير آخر له تركيبة خاصة ، فمن حركة الحياة تستنبط قواعد ، هذه القواعد إن فعلت كذا ، إن لم تفعل كذا ، غضب الناس عليك ، وإذا غضب الناس عليك أتعبوك ، هذه القواعد في معظمها قد تكون غير صحيحة ، وتتناقض مع منهج الله عز وجل . الآن دققوا : لما إنسان يواجه مشكلة فإذا أراد حلّها وفق القواعد المستنبطة من حركة الحياة قد لا ينجح عند الله ، قد يسقط ، أما إذا طبق منهج الله ، ولم يعبأ بهذه القواعد هناك حكمة بالغة بالغة يخضعه الله لقانون لا يعلمه ، هذا القانون هو قانون العناية الإلهية فينجو من هذه المشكلات ، وينال رضوان الله عز وجل . أحياناً تجد إنساناً يقول يجب أن أفعل هذا حتى أنجو ، هذا الفعل لا يرضي الله عز وجل ، فالذي لا يعبأ بمنهج الله ، يطبق القواعد المستنبطة من حركة الحياة ، ظناً منه أنها تنجيه هي لا تنجيه ، لكن حينما يصر على طاعة الله ، يصر على منهج الله ، أحياناً طبيعة الحياة تقتضي أن تفعل كذا ، من أجل أن تنجو ، من أجل أن تسلم ، من أجل أن يقوى مركزك ، وقد يكون هذا الفعل لا يرضي الله ، فالمؤمن من حرصه على طاعة الله ، وحرصه على إرضائه، لا ينفذ هذه القاعدة ، فيبدو أنه دمر نفسه ، لكن الله سبحانه وتعالى يخضعه لقانون لا يعرفه هو قانون العناية الإلهية فيزداد مركزه قوة . فلذلك : إن الله يمنعك من يزيد ، ولكن يزيد لا يمنعك من الل ه. هذه حقيقة مهمة جداً . ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه : من هنا أقول مرة ثانية : كن مع الله تـــــرى الله واترك الكل وحاذر طمعك وإذا أعطاك من يمنعه ثـم من يعطي إذا ما منعك * * * الحقيقة التي لابدّ منها في موضوع الحفظ : الله متى يحفظك ؟ ورد في بعض الأحاديث أنه : ( ما ترَك عبدٌ شيئًا لا يترُكُه إلَّا للَّهِ إلَّا عوَّضَه اللَّهُ منهُ ما هوَ خيرٌ لهُ في دينِه ودنياهُ ) [ حديث حسن ] هذه القاعدة قاعدة ذهبية كما يقولون ، قانون . تركت هذا المنصب لله ، تركت هذه الصفقة الكبيرة لأن فيها شبهة ، تركت هذا المكسب الكبير لأنه فيه شبهة ، تركت هذا العمل لأن الله لا يرضى عنه . أنا أتكلم الآن عن أسباب حفظ الله لك ، الله " الحفيظ " متى يحفظك ؟ حينما تدع شيئاً لله ، في صفقة كبيرة أرباحها طائلة ، لكن البضاعة محرمة ، أو طريقة التعامل محرمة فيقول المؤمن : } مَعَاذَ اللَّهِ { } إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ { يركلها بقدمه ، فالله عز وجل يكافئه على هذا الموقف البطولي بعطاء كبير في الدنيا قبل الآخرة . أروي قصة : هناك فلاح أُعطي عشرون دنم من أراضي إنسان أُخذت منه غصباً بسبب أو بآخر ، هذا الفلاح له شيخ ، سعى إليه والفرحة تملأ نفسه ، عاش كل عمره فقيراً الآن أصبح يملك عشرين دنم ، أرض زراعية ، كاد يطير فرحاً ، فشيخه قال : يا بني هذا المال مغتصب ، ولا يجوز أن تأخذه ، كل هذا التألق ، وهذا الفرح انطفأ ، قال له : هذا مال حرام لا تأخذه ، فلما رآه قد علته الكآبة ، قال له : يا بني اذهب لصاحب الأرض ، لعله يبيعها لك تقسيطاً ، افعل ، حاول هذه المحاولة ، وذهب إليه ، قال له : أنا أُعطيت عشرين دنم من أرضك ، ولي شيخ قال لي : إن أخذها حرام ، هل تبيعني إياها بالتقسيط ؟ قال له : يا بني أنا أُخذ مني أربعمئة دنم ، ولم يأتِ أحد إلا أنت ، هذه هدية لك . مرة ثانية : زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً من أجله ثم يضيعك . الله عز وجل هو الوحيد معك ومع أهلك في وقت واحد : الآن أنت مسافر ، ماشي ، أهلك في بلد آخر ، في بلدك الأصلي ، يا ترى أثناء غيابك في مشكلة ، في حادث ، في مرض شديد ، في إنسان اعتدى عليهم ، ابنك بالطريق أصابه مكروه ، في قلق دائم ، فالنبي عليه الصلاة والسلام علمنا هذا الدعاء : (( اللهم أنت الرفيق في السفر، والخليفة في الأهل والمال والولد )) [ ورد في الأثر] أي لا يوجد جهة بالكون هي معك ومع أهلك في وقت واحد . ولازلنا في حفظ الله لهذا الإنسان ، الدعاء المشهور الذي كان النبي يدعو به : ( اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ ، ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا ، واجعَلهُ الوارثَ منَّا ، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا ، وانصُرنا علَى من عادانا ، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا ، ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا ، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا ) الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : الألباني – المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم : 3502 خلاصة حكم المحدث : حسن هذا الدعاء من أدعية النبي التي كان يكثر الدعاء بها . التولي و التخلي : أيها الأخوة الكرام ، الآن لابدّ من حقيقة دقيقة : أنه من اعتمد على نفسه أوكله الله إياها ، أنت بين كلمتين ، إما أن تقول أنا ، وإما أن تقول الله ، إن قلت أنا تخلى الله عنك وإذا قلت الله تولاك ، أي أنت بين التولي والتخلي ، تقول أنا معي اختصاص ، معي شهادة عليا ، أنا من أسرة فلانية ، أنا عندي خبرات متراكمة ، أنا حجمي المالي كبير ، إذا قلت أنا تخلى الله عنك ، فإذا قلت الله تولاك الله ، أنت بين التولي والتخلي . الله حفيظ لا يخفى عليه شيء فبطولة الإنسان أن يصفي قلبه من كل شيء لا يرضي الله : آخر شيء أيها الأخوة ، من تطبيقات هذا الاسم أن الله حفيظ بمعنى لا يخفى عليه شيء ، فالبطولة أن تصفي قلبك من كل شيء لا يرضي الله . ما منظر الله عز وجل ؟ قلب المؤمن ، طهر قلبك من كل حقد ، من كل احتيال ، من كل كراهية . الشيء الثاني : الله حفيظ ، يحفظ عباده ، وأنت كمؤمن اشتق من هذا الكمال كمالاً تقرب به إلى الله ، احفظ من حولك ، أحفظ أولادك ، أحفظ دينهم ، أحفظ عقيدتهم ، أحفظ عباداتهم ، أحفظ دراستهم ، احفظهم بكل ما تملك حتى الله عز وجل يكرمك بحفظهم بعد موتك . أيها الأخوة الكرام ، هذا الاسم من ألصق الأسماء الحسنى بحاجات الإنسان ، ألا تتمنى أن يحفظك الله ؟ ( احفَظِ اللهَ يحفَظْك ) [ أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ] والحمد لله رب العالمين |
![]() |
|
|
![]() |